خلال العمل الصحفي، تحتاج الصحفيات ويحتاج الصحفيون إلى التعامل مع عدد من البرامج والتطبيقات “مثل: برامج تحرير النصوص، برامج تحرير الصور، برامج تحرير الفيديو والصوت، برامج ضغط وفك ضغط الملفات… والكثير من البرامج”
معظم هذه البرامج والتطبيقات المستخدمة تكون مدفوعة (غير مجانية)
أو تكون مجانية لفترة قصير (نسخة تجريبية تعمل لفترة أيام أو أشهر) أو تكون نسخة مجانية لكنها بصلاحيات\ميزات محدودة… لحين شراء النسخة الكاملة
وﻹستخدام هذه البرامج دون شرائها، تلجأ أو يلجأ البعض لقرصنة البرامج بإستخدام “الكراك”
ما هو الكراك؟
هو طريقة (يمكن تسميتها بـ برامج) تجعل البرامج المحمية تعمل بشكل تام بدون الحاجة لشراء أو لدفع نقود ثمن البرامج، أي أن “الكراك” يقوم بـ كسر حماية البرنامج للتمكن من استخدامه بشكل كامل.
ما هي أنواع “الكراك” ؟
يوجد عدة أنواع لـ “الكراك”، أهمها أو أشهرها:
- الباتش | Batch
- كيجن (أو مولد الأرقام) | Keygen
لن نقوم بالدخول بتفصيل طريقة عمل كل نوع و الاختلاف بين هذه الأنواع. سنكتفي بشرح بسيط عن آلية عملها.
“الباتش” أو “الكيجن” (الكراك) عبارة عن برنامج أو ملف تنفيذي، يتم تفعيله بعد تنصيب البرنامج المراد قرصنته أو كسر حمايته (تكريكه) أو بعد انتهاء الفترة التجريبية.
*ملاحظة، كل “كراك” هو مخصص لبرنامج واحد فقط \في بعض الحالات يمكن أن يكون “الكراك” مخصص لعدة برامج محددة. أي أن الكراك لا يعمل على كافة البرامج.
من يقوم بصناعة “الكراك”؟
يقوم بصناعة الكراك أفراد أو شركات، بعد معرفتهم بكيفية فك أو كسر حماية برنامج ما، ويوجد شركات\مجموعات متخصصة بـ فك حماية البرامج وانشاء الكراك الخاص بها.
هل الكراك مجاني؟
لا يوجد قاعدة بهذا الخصوص، يوجد بعض الجهات تقوم بإنتاج كراك مجاني وجهات اُخرى تقوم ببيعه.
كيف نحصل على الكراك؟
يوجد عدة مواقع على شبكة الإنترنت وعدة منتديات متخصصة بـ الكراك، بالتالي يوجد فيها كراك لعدد كبير جداً من البرامج.
كما يوجد نسخة من البرامج التي تكون قد تم كسر حمايتها، وتسمى بالعامية “نسخ أو برامج مكركة” أي أنه لا حاجة لتنصيب البرنامج ثم تنصيب الكراك الخاص فيه، يكفي تنصيب البرنامج “المكرك” ليعمل بشكل كامل.
هل استخدام الكراك يشكل خطر؟
لا يوجد قاعدة أو تأكيد بأن الكراك يشكل خطر أم لا، ﻷن الكراك هو برنامج قامت بإنتاجه جهة غير معروفة “على الأغلب”، ويمكن أن تقوم الجهة بتضمين ملف أو برمجية خبيثة “فيروس” داخل الكراك بحيث يتم تفعيل “الفيروس” بمجرد الضغط على الكراك
*هذا هو أحد الأسباب التي تجعل الجهة المنتجة لـ الكراك تطلب أن يتم تعطيل مضاد الفايروس (الآنتي فايروس) قبل تفعيل أو تنصيب الكراك. ولا ننصح بتعطيل مضاد الفايروس خصوصاً عند التعامل مع برامج من مصادر غير موثوقة أو مجهولة المصدر.
ما هو الخطر الذي يشكله الفيروس الناتج عن الكراك؟
يوجد عدد كبير من المخاطر أو التهديدات التي يشكلها الفيروس. نذكر منها:
- عطب\تدمير نظام التشغيل
- التحكم الكامل بالجهاز عن بعد
(بحيث يمكن للجهة صاحبة الفيروس أن تقوم مثلاً بتشغيل الكاميرا أو الإستماع إلى المايكروفون، أو أخذ لقطات لشاشة سطح المكتب، أو نقل الملفات من وإلى الجهاز… أي أن الجهة المهاجمة تستطيع الوصول لكامل الجهاز كما لو أنها تجلس أمامه، دون علم صاحبة\صاحب الجهاز) - استخدام الجهاز لتنفيذ هجمات تقنية على مواقع أو جهات معينة
*ملاحظة، تأثير الفيروس ليس بالضرورة أن يكون مباشر، يمكن أن يبقى الفيروس داخل الجهاز لفترات طويلة قبل أن يبدأ عمله.
هل وجود مضاد فيروس (انتي فايروس) على الجهاز يحميه من مخاطر الكراك؟
إن وجود مضاد الفيروس على الجهاز هو أمر ضروري جداُ (لكافة أنواع الأجهزة وأنظمة التشغيل)
*مع التأكيد على ضرورة تحديث مضاد الفيروس كل فترة زمينة (كل أسبوع أو كل شهر كحد أقصى)
لكن ليس بالضرورة أن يستطيع مضاد الفيروس كشف جميع أنواع التهديدات ومنها التهديدات أو الفيروسات المدمجة مع الكراك. في حال اختار المستخدم اللجوء إلى برامج “كراك”، قد يكون من المفيد إجراء مسح/فحص للبرنامج من خلال مضاد الفايروس.
مثال: الصورة التالية، تُظهر أحد برامج مضاد الفيروس، تمنع وصول 3 تطبيقات “تم تنصيبها مع كراك مخصص لكسر حماية نسخة اوفيس 2013” من الوصول إلى الكاميرا. أي أن الجهة التي قامت بإنشاء الكراك دمجت معه برنامج يستطيع الوصول إلى الكاميرا، بالتالي إمكانية إلتقاط الصور والفيديو وإرسالها إلى الجهة صاحبة الكراك دون علم صاحبة\صاحب الجهاز.
هل إنشاء أو استخدام الكراك هو أمر قانوني؟
إن تصنيع او استخدام الكراك أو البرامج “المكركة” هو أمر مخالف للقانون في معظم الدول، ويندرج تحت بند القرصنة. وتختلف عقوبة تصنيع أو استخدام الكراك بين دولة واُخرى، يمكن أن تقتصر العقوبة على الغرامة المالية و قد تصل العقوبة إلى السجن.
ما هو البديل عن استخدام الكراك؟
معظم البرامج الأساسية الغير مجانية -والتي تحتاج إلى شراء أو كسر حماية ﻹستخدامها (كراك)- يوجد لها برامج بديلة مجانية وحُرّة.
*ما هي البرامج الحرّة أو البرامج التي تستخدم برمجيات حرة؟
مادة مقتضبة عن البرمجيات الحرة على موقع مؤسسة أضف
.
على سبيل المثال:
- برامج مايكروسوفت اوفيس .. يوجد له بديل مجاني: LibreOffice
و بديل آخر: OpenOffice - برنامج WinRAR .. يوجد له بديل مجاني وآمن: 7ZIP
- برامج تحرير الصوت .. يوجد بديل مجاني وآمن: Audacity
- برنامج فوتوشوب لمعالجة الصور .. يوجد له بديل مجاني وآمن: GIMP
كما أن نظام التشغيل “ويندوز” (وهو غير مجاني) له عدة بدائل مجانية مثل نظام تشغيل “أوبنتو”
*كما يمكن استخدام موقع ALTERNATIVETO ﻹيجاد برامج بديلة مجانية لـ عدد كبير من البرامج الشائعة: https://alternativeto.net
كما يمكن استخدام الموقع التالي: https://bartvandewoestyne.github.io/osswin
ﻹيجاد مجموعة كبيرة من البرامج المجانية والتي تم تصنيفها حسب النوع (برامج معالجة الصوت – برامج معالجة الصور – برامج معالجة الفيديو – برامج ضغط وفك ضغط الملفات – برامج التصميم.. بالإضافة إلى مجموعات اُخرى).
يمكن أن لا تكون بعض البرامج المجانية\الحرة بسهولة بديلاتها المدفوعة أو أن يكون الأشخاص معتادون على برنامج معين ولا يرغبون في استبداله ببرنامج آخر بسبب الإعتياد عليه
لذلك يفضلوا قرصنة البرامج بدل عن استخدام البرنامج البديل.. الأمر هنا يعود لتقييم الأشخاص ذاتهم.. أيهما الأولوية بالنسبة لهم:
– الأمان (استخدام برامج مجانية حرة) ؟
أو
– السهولة (استخدام الكراك) بالتالي تعريض أنفسهم للمخاطر؟!..
*دعونا نتذكر، بأن أي برنامج معتادون عليه الآن ونتعامل معه بسهولة، لم نكن نعرف التعامل معه بشكل جيد عند الإستخدام الأول.
لكن من خلال الممارسة أصبح التعامل مع البرنامج سهل (ويندوز أو وورد أو فوتوشوب على سبيل المثال).
بالتالي أي برنامج جديد، يمكن أن يكون مربك بداية الأمر، لكن بالتأكيد سيصبح سهل مع الإستخدام.
كما أن معظم البرامج المجانية\الحرّة يوجد لها شروحات فيديوهات تعليمية على الإنترنت
*ملاحظة:
تم كتابة وتحرير هذه المادة والصور بإستخدام برامج مجانية وحرّة
– تم كتابة المادة وتحريرها باستخدام برنامج LibreOffice Writer (مجاني)، البديل عن مايكروسوفت وورد غير المجاني.
– تم تحرير الصور باستخدام برنامج GIMP (مجاني)، البديل عن “فوتوشوب” غير المجاني.
عبر نظام تشغيل لينيكس (مجاني)، بديل عن ويندوز غير المجاني.
*ينصح جميع المؤسسات والمجموعات الصحفية أن تضم في سياساتها، سياسة للتعامل مع البرامج والتطبيقات وعدم استخدام “الكراك” أو البرامج المقرصنة حفاظاً على أمنها وأمن الملفات والبيانات.
انتهى