باريس (23 حزيران/يونيو 2023) – تفاجأ سكان الجولان المحتل صباح يوم الثلاثاء 20 حزيران/يونيو 2023، باقتحام ما يزيد عن 1000 عنصر من القوات الخاصة التابعة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، لأراضيهم الزراعية، ترافقهم فرقة خيالة لقمع الاحتجاجات، ومركبات مجهزة بخراطيم المياه، وذلك في خضم موسم قطف الكرز. وقد أقدم عناصر هذه القوات على إغلاق عشرات الطرقات الزراعية، ومنعوا المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، بينما تم نشر عشرات الآليات الثقيلة للبدء بتنفيذ مشروع عنفات الرياح المزمع إنشاؤه داخل الأراضي الزراعية المملوكة للسكان السوريين، المزروعة بالتفاح والكرز والتي تشكل مصدر دخل أساسي للسكان منذ عشرات السنين.
تشير المعلومات التي حصل عليها المركز السوري للإعلام وحرية التعبير من شهود عيان ومصادره من سوريين مقيمين في الجولان المحتل إلى مبادرة شرطة الاحتلال باستخدام القوة المفرطة ضد السكان السوريين الذين تجمعوا في أراضيهم للاحتجاج بشكل سلمي على البدء بتنفيذ المشروع الذي يعارضونه بشكل قاطع. بحسب شهود عيان استخدمت شرطة الاحتلال الرصاص المطاطي والحي، مستهدفة الأجزاء العلوية من الجسم، وبشكل خاص الرأس والوجه، كما استخدمت الغازات المسيلة للدموع، فضلاً عن الطائرات المسيرة التي كانت تحلق في الهواء وتلقي القنابل الغازية على المعتصمين السلميين، ما أدى إلى إصابة عشرات المحتجين السوريين بإصابات قدرت شدتها بين المتوسطة والخطيرة. كما نقل عدة مصابين إلى المشافي لتلقي العلاج، وخضع بعضهم لعمليات جراحية.
تقوم شركة “إنرجكس” الإسرائيلية للطاقة البديلة بتنفيذ مشروع عنفات الرياح، وهو مكون بالأصل من 32 عنفة رياح لإنتاج الطاقة يبلغ ارتفاع كل منها 220 متراً، وسيقام 22 منها في المرحلة الأولى. وكما أشار بيان أصدره المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في 16 نيسان/أبريل 2020، ووقعته 17 منظمة حقوقية سورية ودولية، أقرت سلطة الاحتلال الإسرائيلي هذا المشروع الخطير على الرغم من مئات الاعتراضات التي تقدمت بها منظمات حقوقية باسم 11 تعاونية زراعية ومئات المزارعين للمطالبة بإلغائه، إلا أن اللجنة رفضت جميع هذه الاعتراضات.
يشجب المركز السوري للإعلام وحرية التعبير استخدام شرطة الاحتلال القوة المفرطة بحق السوريين في الجولان المحتل، ويؤكد على عدم مشروعية هذا المشروع الذي يستهدف خدمة اقتصاد دولة الاحتلال، ويطالب:
- سلطة الاحتلال الإسرائيلي بالإيفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني المحددة بشكل أساسي في لائحة لاهاي لعام 1907 في المواد (من 42 إلى 56)، واتفاقية جنيف الرابعة المواد من (27 إلى 34) ومن (47 إلى 78)، وأحكام البروتوكول الإضافي الأول، والقانون الدولي الإنساني العرفي.
- ووقف هذا المشروع وكافة نشاطات التوسع الاستيطاني في الجولان، والامتناع عن إحداث أية تغييرات إلا في الحالات التي يستدعي ذلك أمن ورفاه السكان السوريين.
- ووقف استغلال الموارد الطبيعية في الجولان السوري المحتل، سواء من قبل دولة الاحتلال، أو الشركات التجارية الخاصة، بما ينسجم مع المعايير الدولية ومعايير حقوق الإنسان.
- المجتمع الدولي بممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، السلطة القائمة بالاحتلال، ومطالبتها بالكف عن استخدام القوة المفرطة والعنف ضد السكان السوريين، والوقف الفوري لمشروع عنفات الرياح، وفاءً بالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاقيات والمواثيق الدوليّة لحقوق الإنسان، واحترام حقوق السكان السوريين في الجولان المحتل، وعدم المساس بالملكية الخاصة، والامتناع عن مصادرتها.