كانون الأول/ ديسمبر 2020
بعد مرور أكثر من أربع أشهر على تفجير بيروت الذي راح ضحيته 178 قتيل و أكثر من 6500 جريح وتسبب بتشريد الآلاف، مازالت آثاره تعصف بلبنان بعد أن ألحق أضرارا بنحو 40 ألف مبنى، تضرر منها 3 آلاف مبنى سكني بشدة، وقد أسفر عن تدمير معظم الميناء، وتسوية الأحياء المجاورة بالأرض . وقد تعطلت نتيجةً للانفجار ثلاثة مستشفيات في بيروت وتعرض مستشفيان آخران لأضرار جزئية، مما أحدث فجوة خطيرة في السعة السريرِية للمستشفيات . فضلا عن إصابة ما لا يقل عن ألفي طبيب أو تدمير عياداتهم . وبات نحو 300 ألف شخص بلا مأوى مع اقتراب فصل الشتاء. يضاف إلى ذلك الخراب الكبير الذي طال البنية التحتية وشبكة الكهرباء وشبكات المياه . وتشير التقديرات الأولية إلى احتمال تضرر ما يصل إلى 10,000 أسرة من الفئات الضعيفة بشدة جراء الانفجار وأنها بحاجة إلى دعم عاجل .
كما أن أكثر من 70 ألف عامل يعتقد أنهم باتوا عاطلين عن العمل بسبب الانفجارات، إضافة إلى 220 ألف عامل فقدوا وظائفهم نتيجة للأزمة المالية التي بدأت في تشرين الأول من العام الماضي .
وترافق هذا الانفجار مع تفاقم الوضع الاقتصادي في لبنان الذي يمر بأسوأ ازمة اقتصادية في تاريخه على الإطلاق إلى جانب الآثار السيئة لجائحة فيروس كورونا المستجد. كما أن معدلات البطالة في ارتفاع يترافق مع تدهور قيمة العملة وانخفاض قيمة الرواتب، وارتفاع أسعار المواد الغذائية. ويشير البنك الدولي الى أن مليون لبناني يعيشون تحت خط الفقر، واشارت الاحصائيات الى أن 50% من اللبنانيين يشعرون بالقلق على تأمين الغذاء . وكانت قد أعلنت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان عن تضامنها مع الشعب اللبناني. وتم تنظيم المؤتمر الدولي حول مساعدة ودعم بيروت والشعب اللبناني الذي عقد في 9 آب 2020 برئاسة الأمم المتحدة وفرنسا واستطاع تحقيق حشد لجهود المجتمع الدولي . كما أطلقت الأمم المتحدة نداء إنسانياً بهدف جمع ما قيمته 565 مليون دولار لمساعدة لبنان على الانتقال من الإغاثة الإنسانية الفورية المنقذة للحياة إلى التعافي وإعادة الإعمار، وتحقيق انتعاش الاقتصادي على المدى الطويل. مع التركيز على مساعدة المحتاجين من خلال تحقيق الأمن الغذائي، وإعادة تأهيل المرافق الصحية المتضررة، وتوفير مجموعات علاج الإصابات والأدوية الأساسية، إضافةً الى توفير المأوى، من خلال توفير النقود للمأوى للعائلات التي تضررت منازلها وتمويل إصلاح المباني والمرافق التي تضررت من الانفجار، اضافةً الى دعم نظافة المياه والصرف الصحي . ضمن هذا السياق غير الطبيعي والذي يمكن وصفه بالكارثي فإن لبنان يعد واحداً من أكثر الدول استضافة للاجئين في العالم من حيث نسبة السكان، حيث يوجد أكثر من 900 ألف لاجئ مسجل من سوريا ودول أخرى على أراضيه، بالإضافة إلى لاجئين فلسطينيين، من مجموع إجمالي للسكان يقل عن 7 ملايين نسمة . وتفيد التقارير بأن من بين ضحايا الانفجار
هناك ما لا يقل عن 34 لاجئ سوري قضى وتم التبليغ عنهم حتى الآن. فيما أصيب 124 لاجئاً آخرين، من بينهم 20 بجروح خطيرة . وقد كانت وزارة الصحة العامة اللبنانية قد نشرت لائحة بأسماء الضحايا الذين سقطوا ومن بينهم سوريين ، كما أعلنت السفارة السورية عن مقتل 43 مواطن سوري في انفجار المرفأ في حصيلة غير نهائية لم يتم تحديثها حتى تاريخه . وقد تراوحت الأضرار لدى اللاجئين واللاجئات بين فقدان الحياة أو إصابات خطيرة أو إصابات أخرى، اضافة الى الاضرار المادية التي طالت المنازل والمقتنيات والأغراض الشخصية والأوراق الثبوتية وغيرها. لكن تضرر اللاجئين السوريين تفاقم بحكم أوضاعهم السيئة سابقاً على الانفجار كما أن انتهاكات حقوق اللاجئين التي تشكل نمط دائم في ممارسات الدولة اللبنانية كانت حاضرة في التعامل مع اللاجئين السوريين ضحايا الانفجار. وفي هذا السياق تعمل هذه الورقة على تأطير التحديات التي تواجه اللاجئين السوريين المتضررين من الانفجار والمنظمات السورية التي سارعت لتقديم العون.
في هذا التقرير يقوم مركز توثيق الانتهاكات في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، بالتوضيح الوضع القانوني للاجئين السوريين في لبنان والاليات المعتمدة في الحصول على المساعدات الاممية والانسانية، كما يقوم التقرير بعرض بالتفاصيل للحالات التي تعرض لها اللاجئون السوريون لتميز وخطاب الكراهية من اللبنانيين بذكر حوادث وشهادات من سوريين تضرروا نتيجة التفجير، يقدم التقرير جملة من التوصيات الى الاطراف المعنية في سبيل دعم وتقديم المساعدات الى اللاجئين السوريين المتضررين من انفجار ميناء بيروت في لبنان.