نص بيان منظمات المجتمع المدني إلى السيد إيجلاند من أجل أيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحاصرة في سوريا

السيد يان إيغلاند

المستشار الخاص لمبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا

رئيس فرقة العمل المعنية بوصول المساعدات الإنسانية في المجموعة الدولية لدعم سوريا

نسخة: ستافان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا

مبعوث ي  المجموعة الدولية لدعم سوريا

 

2017 حزيران/ يونيو 23

 

 

المستشار الخاص إيغلاند،

نتواصل معك بشكل مستعجل بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا. من واجبنا بوصفنا مواطنين وأعضاء في المجتمع المدني السوري السعي إلى اتخاذ إجراءات دولية لحماية المدنيين وإتاحة المجال لوصول المساعدات الإنسانية للسوريين الذين هم في أمس الحاجة إليها.

نحن، وأكثر من أي جهة أخرى، سندعم كل الجهود الرامية إلى حماية المدنيين. للأسف فإن المحاولة الأخيرة لاتفاقية تخفيف التوتر كانت ذات خلل منذ البداية. فالاتفاقية التي تسمح لأطراف النزاع وبالأخص النظام السوري، وداعميه، بارتكاب انتهاكات دون عقاب لم تكن   أبدا الحل. في الشهر الأول منذ بدء دخول الاتفاقية حيز التنفيذ  سجلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 75 انتهاكا ـ أكثر من 90 في المئة منهم كان من قبل النظام. وبينما نكتب لك فإن النظام وإيران وروسيا يواصلون هجماتهم الجوية وبالمدفعات على المناطق الآهلة بالسكان مثل درعا، بينما يقتل المدنيون في الرقة بسبب القصف العنيف من قبل التحالف ضد داعش.

ويشكل الوضع الإنساني في 37   من المجتمعات المحاصرة في سوريا والتي تضم أكثر من 900,000 شخص قضية ملحة بنفس القدر. حيث أجبرت هذه المجتمعات على قبول النقص الخطير في المواد الغذائية والإمدادات الطبية، والتشرد القسري،  بل وحتى الموت بسبب المجاعة كمعيار للعيش.

في مواجهة الحالة المخجلة لوصول المساعدات الإنسانية فمن الضروري أن تسعى الأمم المتحدة والدول الأعضاء، إلى تغيير الخطة في كيفية ضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، بما في ذلك من خلال عمليات الإنزال الجوي. تعّهد أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا بتنفيذ عمليات الإنزال الجوي إذا ما استمر حظر وصول المساعدات الإنسانية. لم تنفذ  المجموعة الدولية لدعم سوريا هذا الالتزام، وبعد عام واحد ساء وصول المساعدات الإنسانية إلا أننا نسمع مجددا  من القادة الغربيين – مثل الرئيس الفرنسي –  بأن وصول المساعدات يشكل خطا أحمر. لقد تجازونا الآن حد الخط الأحمر هذا بلا شك.

إن قيادتك أمر بالغ الأهمية في الدفع من أجل إيجاد بدائل ذات مصداقية لإيصال المساعدات الإنسانية في الأماكن حيث لا يزال إيصالها بشكل بري مستحيلا . نتفّهم تماما بأن عمليات الإنزال الجوي ليست أفضل وسيلة لتقديم المعونة ولكنها ستتمكّن من إنقاذ بعض الأرواح وقد تخلق النفوذ اللازم لإجبار النظام على تمرير المساعدات برا. وعلينا ألا نأمل في الحصول على موافقة النظام في هذا المسعى: النظام الذي يستخدم معاناة الشعب السوري لمكاسبه السياسية لن يكون شريكا أبدا في تقديم الإغاثة والمساعدة الكاملة لأولئك الذين بحاجة إليها.

السيد إيغلاند : نحثّك على ما يلي:

  1. دّعوة أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا بشكل صريح لكسر الحصار الإنساني من خلال التنفيذ الفعال للإنزال الجوي لجميع المحتاجين في جميع أنحاء سوريا. حثُّ الدول الأعضاء على توفير الحماية لعمليات الإنزال الجوي لبرنامج الأغذية العالمي أو القيام بعمليات إنزال جوي أحادية الجانب باستخدام مواردها الخاصة إذا لم تتوفر الإرادة السياسية لإجراء متعدد الأطراف ـ إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها بغض النظر عن موافقة النظام السوري، وباستخدام الطائرات بدون طيار إذا لزم الأمر.
  2. المطالبة بمراقبة وإنفاذ ذوي مصداقية لاتفاقية تخفيف التوتّر. كمنظمات مجتمع مدني سوري فاعلون على الأرض فإننا جاهزون لدعم أي آلية مراقبة ذات مصداقية. إلا أن على الأمم المتحدة بوصفها مراقبا لعملية أستانا أن تؤكد دورها وأن تضمن أن يكون أي اتفاق لوقف إطلاق النار شاملا، ومراقب بحيادية من خلال الأمم المتحدة، ويتم إنفاذه بعواقب ملموسة على المنتهكين من قبل الدول الأعضاء. بالإضافة إلى ذلك فيجب توضيح أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يشمل الوصول الإنساني المستمر وبدون معوّقات بضمانات أمنية ذات مصداقية لقوافل وفرق عمل المساعدات.
  3. ضمان مصداقية المحادثات السياسية في جنيف عن طريق الدعوة إلى حماية المدنيين بشكل شامل في جميع أنحاء سوريا. إن مصداقية عملية جنيف والمجموعة الدولية لدعم سوريا في خطر كبير. نحن بحاجة إلى ضمان بأن الهجمات العشوائية ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية بأي سلاح ستقابل بعواقب. نرحّب بالتزامات فرنسا الأخيرة باتخاذ إجراءات أحادية الجانب لردع هجمات النظام بالأسلحة الكيميائية. ولكن يجب أن تكون الحماية المدنية شاملة وممنهجة. وإلا فستكون أي محادثات سياسية قادمة بلا معنى إذا استمر العنف على الأرض في تقويضها. كما أن النظام لن يكون مضطرا للتفاوض بجدية إذا ما تم بتر استراتيجيته العسكرية.

السيد إيغلاند، نتطلع إليك لضمان أن يتحمل المجتمع الدولي والمجموعة الدولية لدعم سوريا مسؤولياتهم تجاه الشعب السوري. بعد سبع سنوات من الصراع، قد   أجبر السوريون على القبول مرارا وتكرارا: القبول بالمحاولات الفاشلة لوقف إطلاق النار والتي كانت مصمّمة أصلا لتفشل، والقبول بعملية سياسية لا يمكن أن تنجح لأنها غير مدعومة بوسائل للضغط على الطرف المعوّق للمفاوضات، والقبول بالوصول الهزيل للمساعدات الإنسانية والذي يتم التلاعب به كجزء من استراتيجية النظام العسكرية. السوريون يستحقون أفضل من ذلك .إننا نعوّل على دعمك بينما نسعى جاهدين لوضع حد للأزمة السورية وإيجاد حل سياسي يؤمّن الدولة الحرة والديمقراطية والشاملة التي ضحّى من أجلها شعبنا السوري كثيرا.

لقد قمنا بإرسال نسخة من هذه الرسالة إلى السيد ستافان دي ميستورا ومبعوثي المجموعة الدولية لدعم سوريا.

 

وتلتها قائمة  بـ 142 من الموقعين