باريس، 8 كانون الأول/ديسمبر 2023 – يرحب المركز السوري للإعلام وحرية التعبير بإلقاء السلطات الهولندية، يوم الجمعة 8 كانون الأول/ديسمبر 2023، القبض على مواطن سوري يقيم في مدينة (دروتين) بصفة لاجئ، ويبلغ من العمر 55 عاماً، وذلك للاشتباه في ارتكابه جرائم دولية – جرائم ضد الإنسانية، بما فيها التعذيب والعنف الجنسي. وهي المرة الأولى التي يتم فيها توقيف شخص في هولندا، للاشتباه بارتكابه جرائم خطيرة متعلقة بالعنف الجنسي حصلت في سوريا.
وكان المركز السوري للإعلام وحرية التعبير قد استجاب في آذار/مارس 2023 لطلب وحدة جرائم الحرب الهولندية المتعلق بانتهاكات عناصر الدفاع الوطني في مدينة السلمية، وبناء عليه عمل على إعداد ملف حول انتهاكات عناصر الدفاع الوطني في السلمية عام 2013. يتضمن الملف أدلة وشهادات وتحقيقات استقصائية ومعلومات من المصادر المفتوحة، بالإضافة إلى خريطة عن مقرات وحواجز الدفاع الوطني في السلمية.
“إن التعاون بين وحدات جرائم الحرب و المؤسسات الحقوقية السورية في إطار الولاية القضائية العالمية يشكل نموذجاً فعالاً في محاربة الإفلات من العقاب وضمان حقوق الضحايا، بالإضافة إلى أمن وسلامة المجتمعات المضيفة، يجب تعزيز هذه الشراكة بشكل استراتيجي.” بحسب المحامي مازن درويش مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.
وبناء على التحقيقات التي أجراها فريق الجرائم الدولية، التابع لإدارة التحقيقات الجنائية الوطنية في هولندا، فإن الموقوف يشتبه في أنه كان منخرطاً بعمليات التحقيق والاستجواب، في مدينة السلمية ما بين عامي 2013 إلى 2018، ضمن ميليشيا الدفاع الوطني الموالية للسلطات السورية، ويشتبه بارتكابه أعمال تعذيب وعنف جنسي استهدفت المدنيين.
من جهته يقول المحامي طارق حوكان مدير مشروع التقاضي الاستراتيجي في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير :”إن توقيف شخص يشتبه أنه أحد عناصر ميليشيا الدفاع الوطني، ويشتبه بارتكابه انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، يشكل خطوة جديدة تجاه ملاحقة مرتكبي الجرائم في الصراع السوري، ويكرس مبدأ عدم الإفلات من العقاب. هذه الخطوة تكللُ شجاعة الشهود والضحايا الذين دعموا مسار التحقيقات وجمع المعلومات، مما أدى لإلقاء القبض على المشتبه به بعد وصوله إلى هولندا.”
يذكر أن ميليشيات الدفاع الوطني، تشكلت في إطار الصراع الدائر في سوريا، كجزء من القوات الموالية للحكومة والجيش السوري، واتخذت مجموعات الدفاع الوطني في مدينة السلمية والقرى المحيطة بها عدداً من المقرات، واستولت على منشآت عامة وحولتها إلى مراكز اعتقال واستجواب شهدت انتهاكات جسيمة من ضمنها التعذيب والاغتصاب.
وتجدر الإشارة إلى أن المشتبه به كان قد وصل إلى هولندا في تموز/يوليو 2021، وحصل على تصريح لجوء مؤقت، وهو يقيم في مدينة (دروتين) منذ عام 2022، على أن يتم عرضه على القضاء يوم الاثنين 11 كانون الأول/ ديسمبر 2023.