باريس (٢٤ شباط/فبراير ٢٠٢٣) – حكمت المحكمة الإقليمية العليا في برلين يوم أمس الموافق ٢٣ شباط/فبراير ٢٠٢٣ على الفلسطيني السوري موفق د. بالسجن المؤبد المشدد بتهمة ارتكابه جرائم حرب. وأُدين موفق د. على خلفية قيامه بإطلاق قذيفة على تجمع للمدنيين من سكان مخيم اليرموك المحاصر آنذاك في العاصمة السورية دمشق أثناء توزيع المساعدات الإنسانية والذي أسفر عن مقتل 4 مدنيين على الأقل وإصابة اثنان آخران على الأقل بإصابات خطيرة يوم ٢٣ آذار/مارس عام ٢٠١٤.
يرحب المركز السوري للإعلام وحرية التعبير بقرار المحكمة كخطوة على طريق العدالة والإنصاف لضحايا الانتهاكات الجسيمة المرتكبة في سوريا منذ عام 2011. وتتوافق هذه المحاكمة مع رؤية المركز القائمة على أن العدالة هي شرط أساسي لبناء مجتمع ديمقراطي قائم على الحريّة والمُساواة ويحترم كرامة الإنسان وحقوقه. تعتبر هذه القضية ثالث قضية أُصدر بها الحكم في ألمانيا وتستند إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية لتدين به مجرمين سوريين متهمين لارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا.
وفي هذا السياق، قال المحامي طارق حوكان، مدير مشروع التقاضي الاستراتيجي في المركز: “إن قرار المحكمة في برلين هو عزاء وتعويض للضحايا الذين فقدوا أرواحهم في هذا الهجوم وعائلاتهم وللناجين والناجيات. ونحن في المركز السوري نؤمن بأن حالة الإفلات من العقاب لن تستمر وبأن العدالة ستطال كلً من ارتكب انتهاكات جسيمة بحق السوريين”.
ويشيد المركز بعمل المجتمع المدني السوري وبشجاعة الضحايا والناجين والناجيات ممن آمنوا بمبدأ العدالة القانونية ومحاسبة المجرمين الذين قاموا بارتكاب جرائم في سوريا من كافة الأطراف. كما يؤكد المركز على أن جميع القضايا التي تتعلق بالجرائم المرتكبة في سوريا هي ليست بديل عن إطلاق مسار وطني للعدالة الإنتقالية ينهي حالة الإفلات من العقاب بشكل كامل، ويضمن حقوق الضحايا وينصفهم كمقدمة لا بد منها لبناء سلام مستدام في سوريا.