11 منظمة سوريّة تدين بشدّة عمليات الاغتيال المتكررة في ديرالزور بحق زعماء عشائريين
على التحالف الدّولي وقوات سويا الديمقراطية تحمّل مسؤولياتها في حفظ الامن وحماية أرواح السكّان المحليين
17 آب/أغسطس، 2020
في استمرار لسلسلة عمليات الاغتيال في محافظة ديرالزور، وتحديداً بتاريخ 2 آب/أغسطس 2020، قامت مجموعة مسلّحة مجهولة باغتيال الشيخ “مطشر حمود الهفل” أحد أبرز شيوخ العكيدات/العقيدات، إحدى أكبر القبائل العربية في المحافظة، وأصيب في الهجوم أيضاً شيخ مشايخ القبيلة؛ “إبراهيم خليل عبود الجدعان الهفل” والذي يُعتبر واحداً من أبرز الوجهاء العشائريين في المنطقة، وذلك بإطلاق النار بشكل مباشر على السيارة التي تقلّهم بالقرب من قرية “الحوايج” التابعة لبلدة “ذيبان” في ريف ديرالزور الشرقي.
منذ تحرير مناطق شمال نهر الفرات عام 2017 من تنظيم “الدولة الإسلامية” وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها وقع عدد من الأشخاص ضحايا لهذا النوع من عمليات الاغتيال، ومنهم مختار قرية الدحَلَة الشيخ “علي الويس” من أبناء عشيرة البكّارة/البقارة والذي قتل بتاريخ 31 تموز/يوليو 2020، المصادف أول أيام عيد الأضحى المبارك.
إضافة إلى العمليات المذكورة شهدت المنطقة عدداً من حالات الخطف والقتل، كما أنّ عدد من القرى تشهد مناوشات مسلحة بين الأهالي بين الفينة والأخرى، نتيجة خلافات قديمة نتج عنها مقتل عدد من المدنيين، ومنها الحادثة التي وقعت بتاريخ 2 آب/أغسطس 2020، حين شهدت “قرية غرانيج” التابعة لناحية “هجين” شرقاً إطلاق نار بين عائلتين أدّت إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص. إضافة إلى ذلك، شهدت المنطقة وبشكل متزايد حالات متكررة للسطو المسلح في الأسواق، دفعت بأصحاب المحال التجارية إلى تعيين حراس ليليين لحماية مصالحهم وأرزاقهم.
على الرغم من أن معظم مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور تعاني من إنفلات أمني واضح، إلاّ أن أغلب مظاهر الإنفلات الأمني تتركز في بلدات محدّدة منذ سنوات، ومع ذلك لم تتعامل القوى الأمنية والعسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية بشكل فعّال يعيد الأمن ويحمي المدنيين ويمنع تكرار هذا النوع من العمليات ولم تحقق عملياتها الأمنية نتائج ملحوظة. لقد زادت بعض العمليات الأمنية حالة الاحتقان في المنطقة، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي رافقتها، من اعتقالات تعسفية وسرقات لبعض الأفراد.
ومن أهم أوجه التقصير، أن السلطات المحلية العسكرية متمثلة بقوات سوريا الديمقراطية، لم تتدخل لفض النزاعات المسلحة ومحاسبة المتورطين والحدّ من فوضى انتشار السلاح واستخدامه ولم تعزز الإجراءات الأمنية لتجنّب تكرار هذه الحالات مستقبلاً.
إنّ المنظمات الموقعّة على هذا البيان تدين بأشد العبارات عملية الاغتيال التي طالت أحد شيوخ عشيرة العكيدات العربية، كما تدين عمليات التحريض وبث الكراهية في المجتمع وبين مكوناتها من الكرد والعرب، وتؤكد على الحق في التّتمع بالأمن، وتدين عدم قيام القوى الأمنية بواجباتها للحد منه، وهو ما يشكّل تهديداً مباشراً على حياة ومصالح عشرات الآلاف من السكّان مقيمين ونازحين.
وعليه فإنّ المنظمات الموقّعة تطالب “التحالف الدولي” المناهض للإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية العمل وخلال مدّة محدّدة وبإشراف لجنة مشكّلة منهم ومن الوجهاء المجتمعيين والمجتمع المدني للعمل على:
1.فتح تحقيق شفّاف وعاجل بعملة اغتيال الشيخ “الهفل” وباقي عمليات الاغتيال، وإعلان النتائج على سكان المنطقة بشكل شفاف وتقديم الجناة للمحاسبة.
2.محاسبة المسؤولين الأمنيين في المحافظة على تقصيرهم واطلاع الرأي العام السوري على نتائج التحقيقات.
3.وضع حلول لحالة الانفلات الأمني بمشاركة منظّمة ومدروسة للأهالي ومشاركة مختصين عسكريين مقبولين على المستوى المحلي وذلك لحماية مناطقهم.
4.فتح حوار موّسع برعاية اللجنة المذكورة بين أصحاب القرار في الإدارة الذاتية مع كافة القوى المجتمعية حول أبرز المشكلات التي تواجه أبناء المنطقة خاصة ما يتعلق بالحوكمة والتنمية والمشاركة المحلية.
المنظمات الموقعة:
- العدالة من أجل الحياة
- المركز السوري للعدالة والمساءلة
- المركز السوري للإعلام و حرية التعبير
- الأمواج المدنية
- أورنامو للعدالة وحقوق الإنسان
- اليوم التالي
- بيتنا
- تفن
- تنمية بلاحدود
- سند الإنسانية
- سوريون من أجل الحقيقة والعدالة