إيلاف: أنور حسين بازكر
تتميز النظم السياسية الديمقراطية بركيزات و تحتيات تقف عليها و تستمدمنها قوة ديمومتها،تواجد الاعلام المستقل يأتي في القمة كأحد اهم هذه الركيزات الى جانب ركيزات اخرى مثلتعدد الاحزاب و نظام برلماني شفاف سياسيا و اقتصاديا،ناهيك عن ركيزة المجتمع المدني.
تشير الدلائل الى ان الصراعات السياسية لم تؤدي بمفردها الى انهيار النظام الاشتراكي العالمي بل غياب و عدم تواجد صحافة و اعلام مستقل كان له دور فعال ايضا في هذا الانهيار.
و على ضوء الايديولوجية الاشتراكية قام بعض المتطرفين في محور الاعلام بصياغة بعض النظريات المتسمة بالقمع و الاستبداد و لا تزال خطورة بعضها ممتددة الى يومنا هذا و في مقابل هذا اتسمت النظم الديمقراطية الرأسمالية بالعدالة و تواجد اعلام مستقل و حر غير مقيد من قبل السلطات الحاكمة في الدول المستقلة الليبرالية، و قد نشأ من هذا الجو نظريات حول المواطنة و العدالة.
في كردستان اليوم يوجد اعلام حزبي لديه اسس و اهدافه الخاصة و هذا الحال ينسحب على اعلام المعارضة ايضا و لدينا اعلام ظل يعمل في الخفاء تطوف ضلاله مبهمة، و في خضم هذا الثالوث يجب ان يخوض الاعلام المستقل الميدان كي يثبت نفسه و يسطرها في القامة الاولى.
الاعلام المستقل في كردستان يجب ان يلعب دوره بصورة حيادية معبرة عن مكنونات قلب المواطن و المجتمع.
المواطن القارئ لوسائل الاعلام المستقل يجب ان لا يشعر و ان لا تنتابه احاسيبس ان هذا الاعلام يعبر عن وجهة نظر سياسية معينة او ان هناك ايديولوجية مؤطرة توجه و تحدد مسالك سيره. و لا اخفيك صديقي القارئ ان الاعلام المستقل في كردستان العراق اعلام لم يستطع الحفاظ على منهجيته محايدة و مستقلة.
على الاعلام المستقل في كردستان العراق ان لا يتغافل ان العصر الحالي الذي نعيش فيه مغاير لتسعينيات القرن الماضي، فالتغيير بكافة مجاميله و انواعه شمل العالم بأسره و كردستان جزء من هذا العالم المتغير لذا على الاعلام المستقل ان يدرك هذا جيدا و ينتهج أطر و سبل مغايرة للذي كان يسير عليها سابقا و هذا ينسحب ايضا على الاعلام الحزبي و اعلام المعارضة.
و كلمة للنظام السياسي الحاكم في كردستان العراق اذا اراد هذا النظام ان ينجح في دمقرطة نفسه اكثر يجب ان لا يغلق الابواب بوجه الاعلام المستقل و ان لايجعل نوافذه مؤصدة بوجه الصحفيين المستقلين الحقيقين.