شارك المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في الـمؤتمر الدولي “كيفية إيقاف القتل” الذي أقيم في باريس بتاريخ 9 كانون الأول / ديسمبر 2017 مُمثّلا بالمحامي المعتصم الكيلاني، إلى جانب مجموعة كبيرة من ممثلي المنظمات الدولية التي تُعنى بالجرائم ضدّ الإنسانيّة، وممثلين عن الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، حيث ناقش المؤتمر مسألة منع جرائم الإبادة الجماعية في العالم.
علماً أنّ انعقاد المؤتمر ترافق مع الذكرى التاسعة والستين لاعتماد اتفاقية “منع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها“ التي أقرّتها الأمم المتحدة في 9 كانون الأول / ديسمبر 1948، وتمّ اعتماد هذا التاريخ كـ”يوم دولي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة” في العام 2015.
تحدث في المؤتمر ممثلو كل من “أرمينيا” و”أفريقيا الوسطى” و”العراق” و”سوريا” عن انتهاكات حقوق الإنسان في بلدانهم، وسبل وقف جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب، وعن تجاربهم في إعلاء صوت الضحايا، حيث لا يزال القرن الحادي والعشرين يشهد جرائم قتل وإبادة جماعية. ولا يزال الوضع اليوم حرجاً في عدد من البلدان، بما في ذلك سوريا والعراق واليمن وليبيا وبوروندي وميانمار وفي جمهورية أفريقيا الوسطى والكثير من البلدان الأخرى.
تطرّق السيد الكيلاني في كلمته التي ألقاها في المؤتمر، إلى الحرب الدائرة في سوريا والتي اندلعت لتحل محل الحركة المطلبية السلمية التي انطلقت في آذار / مارس 2011 في جميع المدن السورية، نتيجة لعنف النظام الحاكم في سوريا واستهدافه المباشر للمدنيين المُطالبين بالتغيّر.
وتناول الكيلاني في حديثه انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا من الاعتقال والعنف والقتل و الإخفاء القسريّ والتعذيب والتجويع والتهجير القسري، إضافة لما رافق الحرب من تدمير واستخدام لمختلف أنواع الأسلحة العسكرية، بما فيها السلاح الكيمياوي المحظور دولياً، وما نتج عنها من مئات آلاف الجرحى والقتلى، وأكثر من 215 ألف معتقل، وملايين المهجرين داخليا وخارجيا. كما تشير إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وحول مساعي المركز في مجال الاستفادة من الاختصاص العالمي للمحاكم الوطنية الأوروبية، أوضح الكيلاني ما قام به المركز من رفع دعاوى في ألمانيا وفرنسا، والجهود المستمرة في الإعداد لدعاوى جديدة.
مُضيفاً: (أنّ خيار المركز كمؤسسة مدنية في رفض العنف بكلّ أشكاله، ورفض الحرب، وعمله في توثيق الانتهاكات، نتج عنه اعتقال النظام لـ 14 من كوادر المركز في 16 شباط / فبراير 2012، ليقضي قسم منهم سنوات طويلة في الاعتقال، ومقتل الطبيب أيهم غزول أحد زملاء المركز تحت التعذيب في 2012، ثمّ تلا ذلك الاخفاء القسري لأربع من زملاء وأصدقاء المركز على يد أحد التنظيمات المسلحة في 9 كانون الأوّل 2013.
ختم الكيلاني كلمته بمناشدة المجتمع الدولي دعم توجهات المركز، ومنظمات المجتمع السوري الأخرى في سعيهم من أجل المحاسبة والعدالة الانتقالية في سوريا: “كلّ جريمة حرب أو جريمة ضدّ الإنسانية نسكت عنها، نؤسس لجرائم جديدة ترتكب في المستقبل، وكل مجرم حرب نسمح له بأن يُفلِتْ من العقاب في أيّ بلدٍ كان، فإنّنا نخلق العشرات من مجرمي الحرب في كلّ مكانٍ في العالم. وفي كل مرّة نحارب نتائج الإرهاب دون أسبابه فإننّا نساهم بخلق إرهاب جديد وبأسماء جديدة.”
تمّ تنظيم المؤتمر من قبل الحركة الأوروبية لمناهضة العنصرية The European Grassroots Antiracist Movement (EGAM)، والاتحاد الأرمني الخيري العام Armenian General Benevolent Union (AGBU) ومجلة أخبار أرمينيا.
لتحميل نسخة PDF من النص الكامل لكلمة المركز السوري السوري للإعلان وحرية التعبير: النسخة العربية | النسخة الفرنسية
وقائع الجلسة التي تضمنت كلمة المركز السوري للإعلام وحرية التعبير