شارك المركز السوري للإعلام وحرية التعبير ممثلاً برئيسه مازن درويش في المؤتمر الصحفي الذي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس لمناقشة دعوى مركز باباعمرو الإعلامي، وذلك بالتعاون مع الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، وبمشاركة كل من الصحفية الفرنسية “ايديث بوفيير” التي أصيبت في الهجوم على المركز، و”كليمانص بيكتارته” المحامي المنسق لمجموعة العمل الخاصة بالفيدرالية، و”إيمانويل داوود” محامي الصحفية الأمريكية “ماري كولفن” التي قتلت في الهجوم، بالإضافة إلى والدة المصور الصحفي الفرنسي “ريمي أوشليك” الذي قُتل أيضاً في الهجوم.
وناقش الحاضرون في المؤتمر قضية ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا، تحديداً قضية الهجوم على مركز باباعمرو الإعلامي الذي وقع 22/شباط من العام 2012 حيث كان تحت سيطرة المعارضة المسلحة في حمص مما أدى إلى مقتل المصور الصحفي الفرنسي ريمي أوشليك، والصحفية الأمريكية ماري كولفين. إضافة إلى إصابة كل من الناشط الإعلامي السوري وائل العمر، والصحافية الفرنسية إيديت بوفييه، والمصوّر البريطاني بول كونروي في نفس الهجوم.
وأشار مازن درويش إلى أن “الأمر لا يتعلّق بهذه القضية فقط، بل هو الالتزام بمسار تحقيق العدالة في سوريا، وأن التعطيل المستمر لمسار العدالة يبعث بشعور الراحة لدى مرتكبي الجرائم لمعرفتهم بأنه بإمكانهم الإفلات دون مسؤولية، وأن تحقيق العدالة في هذه القضية (دعوى مركز باباعمرو الإعلامي) سيضمن عدم وقوع جرائم مماثلة في المستقبل”.
الجدير بالذكر أنه تم فتح تحقيق أولي في فرنسا عن هذا الهجوم في 2012، حيث تم العمل على جمع الأدلة والتحقيق في عملية الاغتيال هذه التي استهدفت الصحفيين. لكن بعد الوصول إلى مزيد من الشهادات والأدلة، تم الانتقال في عام 2014 للتركيز على التحقيق في ارتكاب جرائم الحرب في سوريا، حيث أدلى أحد شهود العيان إلى التخطيط للهجوم بشهادة أمام المحققين الفرنسيين وأكّد بشكل مفصّل على نحو خاص معلومات سابقة ودليل في ملف القضية يظهر الطبيعة المبيّتة و الاستهدافية للهجوم. وبالتالي التوصل إلى نتائج تفضي إلى أن الهجوم على المركز الإعلامي في بابا عمرو في 22 شباط/فبراير 2012 لم يكن عشوائياً. بل تم التخطيط له بشكل مسبق وتنفيذه بهدف القضاء على وجود الصحافيين في حمص لمنع تغطية الهجمات الدموية للنظام السوري عليها، كما هدف لإثارة الرعب لدى الصحفيين من القدوم إلى سوريا لتغطية الصراع من مناطق المعارضة.