هيئة الإذاعة البريطانية تتهم طهران بتهديد صحافييها
صحافي ألماني يتحدث عن انتهاك حقوقه في سجن إيراني
لندن: «الشرق الأوسط»
اتهم رئيس هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مارك تومبسان السلطات الإيرانية أمس بتصعيد وتيرة التهديدات ضد صحافيي هيئة الإذاعة البريطانية وتخويفهم ضمن جهود السلطات الإيرانية لدفع الموظفين الإيرانيين على الاستقالة. وقال تومبسان إنه قرر الحديث علنا عن استهداف الصحافيين والحديث عن حالات الاعتقالات للضغط على الحكومة الإيرانية للتخلي عما وصفه بـ«حملة تخويف الموظفين الإيرانيين». وأضاف في مقابلة بثتها الـ«بي بي سي» أمس أنه «نمط يتزايد. إنها حملة منظمة» ضد الصحافيين وعائلاتهم، موضحا: «قررنا الحديث علنا بشكل متصاعد لنطالب السلطات الإيرانية بالكف عن هذه التصرفات، ونطلب من حكومات أخرى الضغط على الحكومة الإيرانية كي نحرجهم، ونجعل المسؤولين عن هذه التصرفات يخجلون ويفكرون في ما يقومون به». وشرح تومبسان على مدونته الإلكترونية أمس أن هناك «تكتيكات تثير القلق» تستخدمها السلطات الإيرانية، وخاصة ضد الإيرانيين العاملين لدى الإذاعة خارج إيران «من خلال استهداف أفراد عائلاتهم المقيمين في إيران».
يذكر أن لدى الـ«بي بي سي» خدمات إخبارية تلفزيونية وإذاعية وإلكترونية باللغة الفارسية يعمل فيها عدد من الصحافيين الإيرانيين. وكانت السلطات الإيرانية قد اعتقلت عددا من الإيرانيين في سبتمبر (أيلول) الماضي بتهمة تزويد الـ«بي بي سي» بمعلومات من داخل إيران، وقد عملت السلطات الإيرانية على منع بث أخبار هيئة الإذاعة البريطانية خلال الفترة الماضية. وقال تومبسان إن الـ«بي بي سي» مؤثرة في إيران، موضحا: «نعلم من المعلومات التي تصل إلينا أن الملايين من الإيرانيين داخل إيران يعتمدون عليها».
وجاءت تصريحات رئيس الـ«بي بي سي» تزامنا مع حديث صحافي ألماني اعتقل في إيران، عن انتهاك حقوقه وتعرضه للضرب واعتقاله لمدة خمسة أشهر عام 2010. وفي أول تصريح له منذ إطلاق صراحه وعودته إلى ألمانيا، قال الصحافي ماركون هيلويغ لصحيفة «بيلد إم سونتاغ» إنه تعرض للضرب والاستجواب المكثف خلال 10 أيام من الاعتقال التي وصفها بـ«الوحشية»، وأضاف: «أحيانا اتهموني بالتجسس وأحيانا بالإرهاب»، موضحا: «أرادوا زعزعة ثقتي وإثارة خوفي من خلال استجوابي المتواصل ووضعي في ضغط نفسي وفي حالة خوف». وتابع: «تعرضت للضرب وأمور أخرى لا أريد الحديث عنها»، مشيرا إلى أنه كان يسمع أصوات سجناء آخرين وهم يتعرضون للتعذيب.
يذكر أن هيلويغ اعتقل في أكتوبر (تشرين الأول) 2010 بعد أن تم اعتقاله مع المصور الألماني جينز كوخ لإجرائهما مقابلة مع ابن سكينة محمدي أشتياني، التي تواجه الإعدام في سجن إيراني، وأنهما دخلا البلاد بتأشيرة دخول سياحية ولكنهما قاما بعمل صحافي أثار غضب السلطات الإيرانية، ولم يتم إطلاقهما على مدار 5 أشهر إلى حين زيارة وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله طهران لمقابلة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وأطلق صراحهما وعادا مع الوزير الألماني حينها على متن طائرته الرسمية.