مؤتمر الدوحة لحماية الصحفيين
بقلم هدايت عبد النبي- صحيفة “الأهرام”
لابد من كلمة شكر و تقدير إلى اللجنة القطرية لحقوق الإنسان لتنظيمها المؤتمر الدولي للدفاع عن الصحفيين في الحالات الخطرة و أشكر المتحدثين الثلاثة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر و هم وزير الثقافة القطري و الفنون و التراث الدكتور أحمد بن عبد العزيز الكواري و رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور على بن صميخ المري و مدير عام إدارة شبكة قناة الجزيرة الإعلامية الشيخ أحمد بن جاسم ال ثاني…قالوا أننا بحاجة لمعاهدة دولية لحماية الصحفيين و أنا معهم فقد ناضلت لسنوات طويلة من خلال جملة الشارة الدولية لحماية الصحفي و التي تكونت في جنيف في يونيو 2004 من أجل بنود قانونية في معاهدة أو في بروتوكول اضافي لحماية الصحفيين.
لقد جاء مؤتمر الدوحة ليعطي قوة دفع جديدة للقضية الدولية من أجل حماية الصحفيين حيث من المقرر أن يتوجه وفد برئاسة اللجنة القطرية إلى نيويورك لتسليم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة –دولة قطر- توصيات المؤتمر لتفعيلها على مستوى الجمعية العامة.
و من أهم التوصيات التي يجب البناء عليها ليس فقط دوليا بل أيضاً إقليمياً قضية تطوير وتحديث الأنظمة الحالية وتطوير مزيد من المراقبة والمراجعة في سبيل الوصول إلى الهدف النهائي وهو وضع معاهدة عالمية تتيح للدول القيام بمجموعة إجراءات جماعية وجذرية لتوفير حماية ذات مصداقية للصحفيين.
و كذلك توسيع مجالات الأحكام القانونية الحالية إلى أبعد من حماية الصحفيين ضد الهجمات على حياتهم لتشمل الاختفاء والخطف بالقوة (من قبل الحكومات أو الجهات الخاصة) والاعتقال التعسفي والترحيل ومنع الدخول والمصادرة وتدمير الممتلكات وأشكال العنف الجديدة التي مر بها الصحفيون خلال ثورات الربيع العربي في عام 2011 ومن ثم تطوير قرارات مجلس حقوق الإنسان رقم S-2/1 و S-9/1 والمتعلقة بالهجمات على المنشآت الإعلامية والسماح بدخول مناطق الصراع وتوفير ممرات إعلامية آمنة.
و تعزيز القوانين الوطنية بما فيها القوانين الجنائية ونظام العدالة الكلي لوضع حد للإفلات من العقاب وتوفير مساعدة قضائية وتشريعية لمنع حدوث انتهاكات خطرة للقوانين الإنسانية العالمية واستهداف الصحفيين.
تقنين قضية أن لعائلات الصحفيين الذي يقتلون الحق في التعويض بشكل مباشر أو من خلال المؤسسات الإعلامية وتأسيس صندوق تكافل للضحايا.
و قد كان هناك من بين 300 مشارك و حاضر للمؤتمر نحو 295 صحفياً و صحفية و جمعيات حقوق الإنسان العربية و الأعضاء العرب من الاتحاد الدولي للصحفيين الذين أيدوا ابرام معاهدة دولية لحماية الصحفي.
و الصحفي هنا يشمل كل الإعلاميين و العاملين معهم من موظفين يقومون بدعم العمل الصحفي في الحالات الخطرة التي تعني الحروب و النزاعات المسلحة الداخلية و المظاهرات التي تتحول إلى ساحة قتال و التصفية الجسدية.
و حلمي أن أرى أول معاهدة إقليمية تخرج من المنطقة العربية لحماية الإعلاميين الصحفيين حيث أن مؤتمر الدوحة قد شهد معارضة شديدة لمعاهدة دولية من رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين و من ثم فإنني لا أرى نجاحاً لهذا الجهد إلا على المستوى الإقليمي.
و مؤتمر الدوحة يطرح السؤال المهم: من هو المدافع الحقيقي عن الصحفيين؟ بالتأكيد هو ليس رئيس الفدرالية الدولية للصحفيين، ربما يكون المدافع الحقيقي من العالم العربي هو أمين عام أتحاد الصحفيين العرب مكرم محمد أحمد حين وقف ليقول على الملأ أنه يؤيد تماماً التوصل إلى معاهدة دولية لحماية الصحفيين، و دعم و أيد المعاهدة الدولية كل من مؤيد اللامي، نقيب الصحفيين العراقيين، و محي الدين التتاوي، نقيب الصحفيين السودانيين، و حمود ولد النباغ رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان بموريتانيا، و نضال منصور، الرئيس التنفيذي لمركز حماية و حرية الصحفيين بعمان بالأردن، و غيرهم كانوا كثر.
مؤسسة حملة الشارة يونيو 2004