توسعت في أنشطتها في أعقاب الثورة المصرية وتسعى لأن تكون «منظمة» أو «اتحادا»
القاهرة: محمد عجم- عن الشرق الأوسط
على امتداد أكثر من 40 عاما، تسعى جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة (FPA – Foreign Press Association) منذ تأسيسها في عام 1970 عن طريق مجموعة من مديري المكاتب الصحافية العالمية الموجودة والممثلة في مصر إلى أن تكون حلقة الوصل بين المراسل الأجنبي والمؤسسات المصرية من وزارات وهيئات ومراكز ثقافية، كما تعمل على إمداد المراسل الصحافي بالمعلومات والبيانات اللازمة لأداء دوره المهني من تقارير ومناسبات وأحداث وفعاليات ثقافية وفنية وسياسية واجتماعية.
حول جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة ودورها الصحافي يقول رئيسها فولكهارد فيندفور (Volkhard Windfuhr)، الذي يعد أقدم مراسل أجنبي في مصر كونه مديرا لمكتب مجلة «دير شبيغل» الألمانية في القاهرة لـ«الشرق الأوسط»: «تدار الجمعية عن طريق مجلس إدارة مكون من 9 أعضاء يتم انتخابهم عبر التصويت السري بالجمعية العمومية لمدة 6 سنوات، ويتم التجديد الثلثي كل عامين لثلاثة أعضاء شريطة أن يكونوا ممثلين لمكاتب الصحافة العالمية، ويشرف مجلس إدارة الجمعية على أنشطتها المهنية الصحافية».
يضيف: «تعتبر جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة في الوقت الحالي أكبر تجمع صحافي على مستوى دول الشرق الأوسط، وثالث أكبر تجمع صحافي على مستوى العالم، حيث إن أعضاءها يقتربون من 800 مراسل صحافي، وأكثر من 5 آلاف عضو من مراسلي جميع وكالات الأنباء الأجنبية والصحف والمجلات وقطاعات الراديو والتلفزيون المعتمدة بمصر والشرق الأوسط، بالإضافة إلى رؤساء تحرير المجلات والصحافة المصرية، وأيضا سفراء الدول والملحقين الإعلاميين والثقافيين بالسفارات والهيئات الدبلوماسية، والمراسلين الذين انتهت فترة عملهم في مصر ولكنهم على تواصل مع الجمعية ويحتفظون بعضويتهم».
وعن نشاطات جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة يوضح فيندفور أنها تنقسم إلى نشاطات مهنية صحافية وأخرى اجتماعية، قائلا: «تمثل الجمعية ما يشبه حلقة الوصل بين المراسل الأجنبي والكيانات المصرية المختلفة من وزارات وهيئات ومراكز ثقافية وكذلك الزائرين والضيوف على مصر، كما تقيم ندوات صحافية للأحداث الجارية فيها، كما تعمل على إمداد المراسل الصحافي بالمعلومات والبيانات اللازمة لأداء دوره المهني من تقارير ومناسبات وأحداث وفعاليات، وكل ذلك يتم عن طريق استخدام قائمة المراسلات للأعضاء والتي تبلغ قرابة العشرة آلاف عنوان بريدي، من أجل توزيع وإبلاغ الأخبار والنشاطات والفعاليات الصحافية لكل مصادر الصحافة المصرية العربية والأجنبية، المقروءة والمسموعة والمرئية بكل اللغات».
ويبين أن من بين النشطات أيضا التي تقوم بها جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة تنظيم زيارات صحافية لأعضاء الجمعية إلى دول الشرق الأوسط لتغطية بعض الفعاليات الصحافية، بمعنى أنها ليست زيارات ترفيهية بل يكون لها هدف، وفي العام الماضي تمت زيارة 4 دول هي تركيا واليمن وليبيا وعمان، وتضم الزيارة ما بين 30 إلى 40 عضوا من أعضاء الجمعية.
على الجانب الآخر، تقيم الجمعية فعاليات اجتماعية وأسرية لتدعيم أواصر الروابط الاجتماعية مثل حفل عشاء سنوي وإفطار رمضاني وغيرها من فعاليات يراها مجلس الإدارة تخدم الأعضاء، كما تصدر الجمعية سنويا نتيجة تضم صورا صحافية مميزة لأعضائها المصورين الصحافيين، وكذلك الدليل السنوي والذي يعتبر الدليل الوحيد المطبوع من نوعه في هذا المجال الصحافي، ملما بمثل هذه البيانات ومدعما بالإعلانات الخاصة بالفنادق وشركات الطيران والهيئات السياحية وغيرها مما يهم الإعلام الأجنبي ويتم توزيعه داخل مصر على جميع شركات الطيران والفنادق والهيئات والمنظمات الكبرى والبنوك ورجال الأعمال، كما يوزع في خارج مصر عن طريق المكاتب الصحافية لوزارة السياحة ومكاتب الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة مما يحقق الهدف المرجو من طباعته سنويا، علما بأن الدليل يوزع منه عدد 10 آلاف نسخة.
أما نبيل يوسف، مدير مكتب الجمعية مسؤول العلاقات العامة بها، فيوضح أن جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة مستقلة وليست فرعا من أي كيان خارجي يحمل نفس الاسم، لكنها قد تشترك معهم في نفس الأهداف التي يسعون إليها، ذاكرا لـ«الشرق الأوسط» أن هناك 24 فرعا على مستوى العالم لجمعيات المراسلين الأجانب، منهم 4 على مستوى الشرق الأوسط، ويعد مركز القاهرة بمحوره وثقله أكبر تجمع للصحافة الأجنبية في الشرق الأوسط، وهذا من متابعة العضويات والفعاليات، مشيرا إلى أن التنسيق بين مكتب القاهرة والفروع الأخرى حول العالم يتم عندما تكون هناك زيارات خارجية.
كما تنظم الجمعية فعاليات مشتركة مع جهات صحافية داخل مصر، وأبرزها نقابة الصحافيين المصريين، حيث يتم التواصل في بعض النشاطات الصحافية مثل تنظيم اللقاءات المشتركة، أو معارض التصوير، وكذلك الاستفادة من بعض الخدمات الاجتماعية التي تقدمها النقابة لأعضائها، وذلك بخلاف الفعاليات التي تتشارك فها الجمعية مع مراكز الأمم المتحدة والمراكز الثقافية أو السفارات أو الوزارات.
ويشير يوسف إلى قيام جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة بتنظيم بعض المسابقات غير الدورية لأعضائها، مثل مسابقة للتصوير، لكن لا توجد مسابقة سنوية في الفروع الصحافية المختلفة، لأن ذلك يحتاج للرعاة، كما أن الجمعية لا تسعى للربح، فالأعضاء هم من يمولون النشاطات ماديا.
ويتابع يوسف: إن الجمعية يكون لها دور في مواجهة العوائق التي تواجه أعضاءها أثناء عملهم الصحافي، أو الانتهاكات في أثناء التغطيات الصحافية، ولكن لا يكون للجمعية دور في المشاكل الداخلية التي قد تحدث بين العضو وجهة عمله، مبينا أن أكثر هذه العوائق يتمثل في اعتداء بدني مثل الضرب أو التحرش، أو التعرض للسرقة أو الاستيلاء على معداته، فيكون هناك تدخل من مجلس الإدارة الذي يتواصل مع الجهات المختلفة لحل هذه المشكلات.
وفي سبيل ذلك؛ ومع اندلاع ثورة 25 يناير (كانون الثاني) وتهافت المراسلين على تغطية أحداثها مما عرضهم لبعض الانتهاكات، قام رئيس الجمعية وبعد أن تلقى الكثير من الشكاوى من المراسلين من التعرض للمضايقات وسرقة متعلقاتهم الصحافية، قام بإرسال رسالة إلى وزير الإعلام المصري وقتها أنس الفقي مطالبا إياه بالعمل على الاتصال بالجهات المختصة سواء من الداخلية أو الدفاع أو الوحدات الأمنية، وذلك لحماية المراسلين الأجانب والعرب والمصريين، المتواجدين والوافدين، الذين يقومون بالتغطية الميدانية الإعلامية للأحداث الحالية بالمحافظات المصرية المختلفة، بالإضافة إلى تسهيل مهامهم الإعلامية المهنية من أجل الوقوف على الأحداث والتطورات المتلاحقة على أرض الواقع.
وعن تأثير ثورة 25 يناير على نشاطات الجمعية بما أعطته من مساحة للحريات، يقول يوسف: «هناك توسع في النشاط الصحافي، فقبل الثورة المصرية كان هناك بعض المحظورات التي لم يكن مسموحا بها، فعلى سبيل المثال لم نكن نستطيع أن نلتقي مع أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، أو بعض السياسيين بعينهم، لكن عملت الثورة على وجود زخم إعلامي، مما مكننا من الالتقاء مثلا ببعض المرشحين المحتملين لرئاسة مصر، أو تنظيم لقاءات مع أعضاء من حركات سياسية مثل حركة 6 أبريل وائتلافات شباب الثورة»، مضيفا: «كما أن جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة تسعى خلال الفترة المقبلة إلى التوسع والامتداد في المحافظات المصرية»، مبينا أن مكتب الجمعية الواقع في حي جاردن سيتي على نيل القاهرة هو مقر إداري لتلقي النشاطات والحصول على العضوية.
ويبين أن القوانين المصرية وقت تأسيس جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة فرضت أن تسمي هذا الكيان «جمعية» وليس منظمة أو اتحادا أو نقابة، حيث انضمت كغيرها من جمعيات أهلية إلى وزارة الشؤون الاجتماعية المصرية، موضحا أن الجمعية تسعى في الفترة القادمة إلى أن تكون منظمة أو اتحادا، كمسمى أعلى الهدف منه ألا تخضع لقانون الجمعيات، وأن تستقل بأعضائها بما يفتح مجالات أكبر للنشاط وتنسيق أفضل مع مؤسسات الدولة.
* فولكهارد فيندفور رئيس جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة في سطور:
– يعيش في القاهرة منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي، عندما أجبرته ظروف الحرب العالمية الثانية هو ووالدته على النزوح إلى مصر عام 1955.
– درس في المدرسة الألمانية بحي الزمالك، وحصل على الثانوية العامة بالنظام المصري.
– التحق بجامعة عين شمس المصرية، ودرس في كلية الآداب بقسم اللغات الشرقية (اللغات العبرية والتركية والفارسية).
– عمل مذيعا ومترجما في إذاعة الجمهورية العربية المتحدة «الموجهة»، بداية من يوم قيام الوحدة بين مصر وسوريا في 22 فبراير (شباط) 1958، ببرنامج «فلسطين عربية»، وظل بها إلى ما بعد حرب 1967.
– أسس أول مكتب لمجلة «دير شبيغل» في بيروت، وحضر الحرب الأهلية في لبنان، وخاض تجربة الاختطاف أثناءها.
– عاد إلى ألمانيا في أوائل السبعينات ليعمل مشرفا على البرنامج العربي لإذاعة «صوت ألمانيا» في كولونيا.
– عمل مراسلا لمجلة «دير شبيغل» الألمانية بالقاهرة منذ بدأت في 15 فبراير 1974.
– تنقل خلال هذه الفترة بين عدد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان، وأجرى خلالها لقاءات مع عدد من الرؤساء العرب، أبرزهم الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
– شارك مجموعة من مديري المكاتب الصحافية العالمية الموجودين في مصر تأسيس جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة عام 1970.
– تم انتخابه رئيسا لجمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة منذ 18 عاما، كونه عميدا للمراسلين الصحافيين بالقاهرة.
– يعد خبيرا في شؤون الشرق الأوسط.
– عمل على ترجمة بعض الأعمال الأدبية العربية لكبار الأدباء العرب إلى الألمانية.
– يترأس جمعية «محبي السكة الحديد»، وهي أول جمعية لهواة السكة الحديد في العالم العربي.