عملاً بإعلان مكافحة العنصرية والتمييز العنصري الذي اعتمد وأصدره المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” في دورته العشرين يوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر 1978، وتنفيذاً لمختلف مواد الشرعية الدوليّة لحقوق الإنسان فقد اختتم المركز السوري للإعلام وحرية التعبير المرحلة الثانية من مشروع (مرصد خطاب العنف والكراهية في الإعلام السوري) الذي يقيمه بالشراكة مع منظمة اليونسكو والذي انطلق في أيلول 2017. إذ يسعى “مرصد خطاب الكراهية والتحريض على العنف” إلى شراكة أوسع مع وسائل الإعلام السورية بالدرجة الاولى، ومنظمات المجتمع المدني السوري، من أجل البناء على الخبرات والمساعي السابقة في تنفيذ هذا المشروع، ورفع الوعي في المجتمع السوري، والمجتمع الإعلامي السوري بشكلٍ خاص حول أسباب استخدام هذا الخطاب وأشكاله وعواقبه، وطرق التعامل مع هذه القضية، وإنشاء أدوات ومعايير للحد من استخدامه.
امتدت المرحلة الثانية من المشروع على فترة خمسة أشهر (من نيسان إلى آب 2018)، وشملت رصد 24 وسيلة إعلاميّة سورية بهدف قياس نسبة استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف. تمّ تقسيم العمل في مرحلة (الرصد) إلى أربعة مراحل وهي: المنهجية، وعملية الرصد، وورشة عمل مفاهيم محاربة خطاب الكراهية والعنف، وقاموس المصطلحات. وقد أبتدئ العمل بالمنهجية نظراً للتطوّر الكبير الذي شهدته الساحة الإعلاميّة السورية خلال سبع سنوات من 2011 وحتى اليوم، حيث تعددت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة وحتى المرئية، بالإضافة إلى المُتغيّرات التي شهدتها هذه الساحة بتغيّر الأوضاع السياسية والعسكرية في سوريا، فقد كان لا بُد من تطوير منهجيّة بحثيّة خاصّة متّسقة مع السياق السوري وخصوصياته.
أما عمليّة الرصد فقد استمرت لمدة 7 أيام من قبل 24 راصد، قد سبق تدريبهم في ورشة خاصّة بآليات الرصد وبناء القدرات. وتمّ في نهاية هذا المرحلة الخروج بنتائج عامة عن الإعلام السوري ونتائج خاصة بكل وسيلة إعلامية تمّ رصدها من الوسائل الأربع والعشرين المرصودة، وسوف يتم نقاش النتائج العامة والخاصة مع الوسائل الإعلامية المعنية في المرحلة اللاحقة من المشروع.
وفي المرحلة الثالثة وهي ورشة عمل مفاهيم محاربة خطاب الكراهية والعنف لأربع وعشرين راصد لزيادة معرفتهم حول المفاهيم المتعلقة بخطاب الكراهية والعنف، وآليّات العمل للحدّ من انتشاره. كما عرضت الورشة مجموعة نقاط تفصيلية في سياق الرصد ودراسة المفردات الإعلامية المستخدمة وربطها بالسياق الصحفي الخاص بها، بالإضافة إلى دراسة دلالاتها الاجتماعية.
وختاما في المرحلة الرابعة وهي قاموس المصطلحات الذي تمّ إنشاؤه وتطويره بحيث يحتوي على 134 مفردةً شاع استخدامها (في الفترة الزمنية المعنيّة بالرصد) في الإعلام السوري بمختلف اتجاهاته، كما تمّ تطوير تعريفات إجرائية للتمكن من تحديد خطاب العنف والكراهية لدى مؤسسات الإعلام السوري.