نيل المركز السوري للإعلام وحرية التعبير ورئيسه الصحفي مازن درويش جائزة حملة الشارة 2012

جنيف 4 يونيو (حملة الشارة) – اعلنت لجنة الجائزة السنوية لحملة شارة حماية الصحفي و مقرها جنيف أن جائزتها لعام 2012 ذهبت بالإجماع إلى المناضلين السوريين الذين أخبروا العالم بتفاصيل ما يجري في سوريا من مذابح و قمع للشعب السوري.
و اضافت الحملة في بيانها من جنيف أن جائزتها لعام 2012 تكرم هؤلاء المناضلين الذين لم يدخروا جهدا في ايصال رسالتهم إلى العالم و اخبار الانتفاضة السورية رغم المخاطر الشديدة المحيطة بهذا الجهد سواء من تصفية جسدية و اعتقال أو تعذيب.
في البداية توجهت رغبة اللجنة إلى منح جائزة 2012 إلى المركز السوري للإعلام و حرية التعبير الذي يتراسه مازن درويش و هو حاليا و بعض من زملائه رهن الاعتقال و أغلق المركز منذ 16 فبراير الماضي، و بدا من الصعوبة بمكان حضور أي منهم إلى جنيف في الوقت الراهن. و اكتفينا بحضور من يمثلهم من سويسرا و هو رئيس “السوريون الديمقراطيون” د. توفيق شماع.
خلال العام الحالي قتل 15 صحفيا في سوريا، و لو أن الأرقام تضمنت “المدونون” و “الصحفيون المواطنون” لأرتفع الرقم إلى 30 قتيلاً منذ بداية الانتفاضة السورية في 35 مارس 2011.
أكدت رئيسة حملة الشارة الدولية هدايت عبد النبي أن جائزة الحملة هذا العام تكرم ضحايا انهار الدم التي سالت في سوريا و التضحية الكبرى للشعب السوري، و كل المناضلين السوريين الذين يدافعون عن حرية الرأي و التعبير، و الصحفيين، و المواطن الصحفي، و “المدونون” و الأطفال السوريين الأبرياء الذين سقطوا بالمئات خلال المعركة الحالية لتحرير بلادهم.
قالت عبد النبي أنها تحي بصفة خاصة العمل المهم الذي قام به المركز السوري للإعلام و حرية التعبير و معاناة أعضائه في المعتقلات السورية منذ فبراير الماضي، ورغم أن بعضهم قد أفرج عنه إلا أن درويش و رفاقه مازالوا في المعتقل.
بينما ذكر توفيق شماع، في المؤتمر الصحفي الذي نظمه نادي الصحافة بجنيف للإعلان عن الجائزة، أن حجم المأساة في سوريا من قتلى و جثث تحت الانقاض للنساء و الأطفال و مدن دكتها المدفعية السورية سوف يصحو عليها العالم ليرى مشهداً مخيفاً للغاية، و تسبغ مجزرة الشعب السوري على القرن الحادي و العشرين صبغة من الخجل.
اضاف ان الكيل بمكيالين يستمر ففي ليبيا حيث النفط هب العالم لإنقاذ الشعب الليبي، غير ان شجاعة الشعب السوري وجدت العالم في حالة شلل.
قال سكرتير عام الحملة بليز ليمبان أن وضع الإعلام خطير للغاية في سوريا، فلا يوجد محرج للوصول من قبل الصحفيين المعتقليين إلى الحدث و حين تنظم السلطات السورية مثل هذه النشاطات يتم استهداف الصحفيين و يعاني الصحفيون السوريون من كافة الإجراءات التعسفية.
رغم ذلك قال ليمبان أن كل هذه الاجراءات القمعية من قبل النظام السوري فشلت في فرض الصمت استمرت المعلومات في الخروج من سوريا بسبب الشجاعة الفائقة للمنصالين السوريين الذين نكرمهم اليوم.
ذهبت جائزة الشارة منذ بدء العمل بها في 2009 لمركز مادا الفلسطيني لدوره في نشر المعلومات للعالم وقت الاجتياح الإسرائيلي لغزة، ثم ذهبت في 2010 إلى مركز حرية و المسئولية الإعلامية في الفلبين في 2010 بعد مجزرة 35 صحفياً هناك، و في 2011 ذهبت إلى المدويين و الناشطين في حركة الثورة العربية في تونس و لييببا و مصر.
تستمر حالة التدهور في ظروف العمل الصحفي فمنذ بداية العام قتل 65 صحفيا و صحفية و تعرض الكثر من الصحفيين و الصحفيات إلى الإصابة و الاستهداف و الاعتقال خلال أحداث الربيع العربي في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و سوريا.
تعرض 65 صحفيا و صحفية للقتل منذ بداية العام الحالي في سوريا و باكستان و الفلبين و نيجيريا و الصومال و المكسيك و البرازيل. هذا العدد يمثل رقماً قياسياً و إذا استمر هذا المعدل فربما يرتفع العدد بنهاية العام الحالي إلى 140.
تظل المعلومات في حالات العنف سلعة استراتيجية و يكون الصحفي و الصحفية هم أوائل المستهدفين.
سوف تستمر حملة الشارة في جهودها لتعبئة الحكومات من اجل مواجهة هذه المشكلة العالمية و ستعمل على أن يلقى من قام بهذه الجرائم نتائج هذه الأعمال ضد الصحفيين حتى نضمن للصحفيين حماية أفضل.