نداء عائلة الصحفي تايس إلى خاطفي ابنها المختفي في سوريا

بعد حوالى خمس سنوات على اختطاف أوستن تايس، تضمّ منظّمة “مراسلون بلا حدود” ومركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز” صوتهما إلى صوت والدَي الصحافيّ الأميركي، لمطالبة الحكومتين الأميركية والسورية بالتحرك العاجل كي يتمكّن من العودة إلى دياره. 

اختطف الصحافي الأميركي المستقل أوستن تايس، يوم 14 آب 2012 في سوريا، بينما كان يغطّي النزاع لصحيفة واشنطن بوست وماكلاتشي بشكلٍ خاصّ، وكذلك لقناتي سي.بي.إس. وبي.بي.سي. التلفزيونيتين. طيلة ذلك الوقت، لم ينفكّ والداه يتحركان ويحشدان كلّ الجهود؛ فأطلقا نداءً جديداً ضمن مؤتمر صحافي نُظّم في “نادي الصحافة” في بيروت، يوم 20 تموز، بحضور ممثّلين عن منظّمة “مراسلون بلا حدود” ومركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز”. 

خلال المؤتمر، قال كل من ديبرا ومارك تايس: “اختطف أوستن بعد ثلاثة أيام على عيد ميلاده الحادي والثلاثين. لا يسعنا إلا أن نتخيّل كلّ ما كان يحلم بإنجازه، وما كان يمكنه إنجازه وتحقيقه خلال هذه السنوات المهمّة من حياته”، موضّحَين أنهما سيواصلان بذل كلّ الجهود الممكنة للحصول على معلومات بشأن مصير ولدهما: “نحن مستعدّان للتواصل مع أيّ حكومة، أو مجموعة، أو فرد يمكنه أن يساعدنا في سعينا من أجل الإفراج عن أوستن سالماً معافى”.

فضلاً عن ذلك، تطرّق والدا أوستن إلى شريط الفيديو الذي بُثَّ عبر “يوتيوب” والذي ظهر فيه أوستن تايس، بعد ستة أسابيع على اختفائه، مكبّلاً، معصوب العينين، محاط بأشخاص مسلّحين. فاعتبر كل من ديبرا ومارك تايس أنّ ردود الفعل التي تلت انتشار هذا الفيديو– الذي يبقى اليوم الدليل الوحيد على حياة الصحافي- لم تكن “مناسبةً”، كما وجّها نداءً إلى خاطفي ولدهما، قائلين: “نرجو ممّن يحتجز أوستن أن يظهر من جديد، وأن يعطينا فرصة التواصل معه فعلياً.” 

أما المسؤولة عن مكتب الشرق الأوسط في “مراسلون بلا حدود”، ألكساندرا الخازن، فأعلنت: “أوستن تايس هو الصحافي الأميركي الوحيد الذي ما زال محتجزاً في سوريا. بفضل شجاعته وشجاعة صحافيّين آخرين، محليين وأجانب، يمكن اعتبار الصراع في سوريا اليوم كأحد الصراعات الأكثر توثيقاً على الإطلاق“، ثم ذكّرت بواجبات الدول المنصوص عليها في القانون الدولي بشأن حماية الصحافيين، قائلةً: “نضمّ صوتنا إلى صوت والدَي أوستن تايس، ونطالب الحكومتين السورية والأميركية بألا تدّخر جهداً من أجل إعادة هذا الصحافي إلى وطنه.”

وقال أيمن مهنّا، المدير التنفيذي لمركز سكايز: “سيشكّل الإفراج عن أوستن تايس بارقة أملٍ، لا بالنسبة لأسرته فحسب بل لحرية الصحافة في المنطقة، ولجميع الصحافيين المختفين والمحتجزين في سوريا. وستشكل عودته تقدّماً نحو خاتمة إيجابية للنزاع، ونهاية لمأساة الشعب السوري.”

إلى جانب ذلك، أعلن كل من ديبرا ومايك تايس: “نشجّع كلّ من يستطيع أن يساعدنا على إعلاء صوتنا للمطالبة بالإفراج عن أوستن.” في هذا الإطار، يقترح الوالدان إرسال بطاقة معايدة إلى ولدهما، بمناسبة اقتراب عيد ميلاده السادس والثلاثين، عبر البريد الإلكتروني أو العادي، مضيفين“وكلنا أملٌ أن يعود إلى البيت قريباً“.

تساعد منظّمة “مراسلون بلا حدود” عائلة أوستن تايس، وتقدّم لها المشورة منذ أيلول 2012. في شباط 2015، نجحت حملة “أطلقوا سراح أوستن تايس” في تعبئة حوالى 300 موقع إخباري أميركي، من أجل توعية الجمهور تجاه وضع تايس.  

جديرٌ بالذكر أنّ سوريا هي البلد الأكثر حصداً لأرواح الصحافيين منذ عدّة سنوات. فتُعتبر محاولات التخويف، والاعتقال، والخطف، والاغتيال أمراً شائعاً، يعكس الوضع المأساوي لحريّة الصحافة في هذا المكان. ففي 2017، احتلّت سوريا المرتبة الـ177 من أصل 180 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تشرف عليه منظّمة 

المصدر: مراسلون بلا حدود