في سوريا.. الكلمة أخطر من أي سلاح

ينعي “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” الزميل الصحفي “أحمد خالد شحادة” (32 عاماً) عضو مجلس إدارة جريدة “عنب بلدي” ومدير تحريرها، ووفق ما أفادت الجريدة, وذلك إثر القصف الصاروخي الذي استهدف مكان تواجده في داريا- ريف دمشق يوم الثلاثاء 12/ آذار / 2013, بحسب ما أفادت جريدة “عنب بلدي”.

وقد عمل “شحادة” بحسب الجريدة في البدايات  مديرًا للصفحة الاقتصادية فيها (سوق هال)، مُستفيداً من دراسته, حيث تخرّج “أحمد خالد شحادة” من كلية الاقتصاد في جامعة دمشق سنة 2003,  ثم عمل في غرفة التحرير وأشرف على كتابة الافتتاحية الأسبوعية للجريدة، كما كان مشرفًا على التدقيق اللغوي. وانتخب عضوًا لمجلس الإدارة الذي استمر فيه حتى وفاته.

اعتقل “شحادة” مرتين سابقاً, الأولى ثناء مظاهرات الجمعة العظيمة في داريا واستمرت شهرًا والثانية في شهر تموز 2011 واستمرت لستة أشهر، تميّز بعمله الإعلامي والإغاثي, وكان من ضمن الطاقم الشبابي الإعلامي الذي أصرّ على مواجهة السلاح الحربي بالكلمة,  إذ وعلى الرغم من اشتداد الاشتباكات في مدينة “داريا” فإنّ ذلك لم يمنع جريدتهم من الصدور وحتى التوزيع.

كذلك أفادت مصادر بوفاة كل من المواطنين الصحفيين غياث عبد الجواد الملقب “أبو تيم” وعامر اجنيد الملقب “أبو عمير”، وهما من المكتب الإعلامي لمنطقة “القابون” في دمشق, يوم الأحد 10 آذار/2013، نتيجة استهداف الحي بقذائف الهاون من قبل الجيش السوري.

إنّ وفاة إعلامي ومواطنين صحفيين خلال أقل من خمسة أيام مؤشر هام جداً على مدى تردي أوضاع الإعلاميين العاملين في سوريا التي تعيش حرباً عسكرية, وهي البلد التي لم تعترف سلطاتها الرسميّة يوماً بأي من حقوق الإعلاميين في الحماية القانونية التي يفرضها الدستور السوري كما الشرائع والاتفاقيات الدولية, ولم يشهد العامان المنصرمان سوى انتهاكات متفاقمة لحقوق الصحفيين, وحريّة الرأي والتعبير في سوريا, إذ لا يزال الكثير من الكتاب والصحفيين السوريين قيد الاعتقال التعسفيّ, كما أكدّت معظم المنظمات الدوليّة المعنية بالدفاع عن الصحفيين اعتبار سوريا الأكثر خطراً على الصحفيين نظراً للأعداد المرتفعة من الصحفيين السوريين والعرب والأجانب الذين قضوا في سوريا أثناء محاولتهم نقل حقيقة ما يجري.

إننا في “المركز السوري للإعلام وحرية التبعير” نؤكد على ضرورة ضمان حماية الصحفيين أثناء النزاع المُسلّح, ونشدّد على أنّ استهدافهم المباشر مثل قنص مراسل قناة “الجزيرة” في درعا “محمد المسالمة” أثناء عبوره الطريق وهو يصوّر الاشتباكات بين قوات الجيش السوري وقوات الجيش الحر, أو استهداف أماكن عملهم كما حدث مع الزميل “أحمد خالد شحادة”, هو استهداف مباشر لمدنيين بالدرجة الأولى, وسياسة ممُنهجة وعلنيّة لقتل أي صوت يخالف الخطاب الرسمي, علماً أنّ الصحفيين ليسوا طرفاً مباشراً في النزاع المُسلّح, إلاّ أنّ السلطات السورية تؤكد مُجدداً أنّ الكلمة بالنسبة لها اخطر من اي سلاح عسكري.

وفي هذا الصدد, فقد قرّر قاضي محكمة الإرهاب في دمشق يوم الاثنين 11/ آذار/ 2013 تمديد توقيف الصحفية “شذا المداد” المعتقلة منذ 2/ تشرين الثاني /2012,.

يُذكر أنّه لا توجد أي معلومات عن كل مجموعة كبيرة من الصحفيين والناشطين الإعلاميين ومنهم  الصحفي والكاتب الكردي “حسين عيسو” المُعتقل منذ 3/ ايلول / 2011 وقد أفادت الأنباء الصادرة في شهر كانون الثاني من العام 2012 برتدي وضعه الصحي وإصابته بشلّل نصفي, وكذلك ترد لم أي معلومات أو أنباء عن كل من المخرج المسرحي “زكي كورديللو” وابنه طالب الفنون المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق المُعتقلان منذ 11/ آب/ 2012, علماً أنّ الصحفي وناشط حقوق الإنسان “مازن درويش” مع اثنان من الزملاء العاملين في ا”المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” هما هاني الزيتاني والمدوّن حسين غرير لا يزالون قيد الاعتقال ويُحاكمون من قبل محكمة الأرهاب بعد أن كانت قوى المخابرات الجوية قد داهمت مقر المركز في دمشق بتاريخ 16/ شباط/ 2012