زينة يازجي: «استقلت من «العربية» بحثاً عن مساحة أوسع من الخبر»

«الإعلامي الحيادي واجهته أزمة مهنية أثناء تغطية الثورات العربية»
زينة يازجي: «استقلت من «العربية» بحثاً عن مساحة أوسع من الخبر»

صحيفة “السفير”: محمد حسن
استقالة المذيعة السورية زينة يازجي من قناة «العربية» في أيار الماضي، بعد تصاعد الأحداث في سوريا، جعلتها عرضة لعدد من الشائعات، منها تعرضها لضغوط من قبل النظام السوري، أو في أحسن الأحوال تجنبها انتقاده عبر شاشة «العربية».
ونفت يازجي هذه الشائعات خلال حديثها لـ«السفير»، التي التقتها في مصر، أثناء تسجيلها حلقة من برنامجها الجديد «الشارع العربي» عبر قناة «دبي»، وأوضحت أنها استقالت من «العربية» لأنها شعرت بأن المساحة الإخبارية ضيقة، في وقت كانت تبحث فيه عن مساحة أكبر للحوار والتحليل. و«العربية» رغم مهنيتها العالية على حد قولها فإنها في النهاية قناة إخبارية، والربيع العربي يحتاج لنقاش أوسع وتحليل من أبعاد عدة».
وأضافت: «قدمت استقالتي بمنتهى الاحترام وأصدرنا – أنا والقناة- بيانا أكدنا فيه تقدير واحترام كل منا للآخر. واخترت «دبي» لأنها قناة ليست مصنفة لدى المشاهدين، بينما قناة «العربية» أو «الجزيرة» مثلا يتوقع المشاهد منها أن تنحاز للثورات العربية ضد الأنظمة. وهذا التوقع لا يعني انحياز تلك القنوات التي أشهد لها أنها محايدة بدرجة كبيرة. لكنها في الوقت نفسه أصبحت مصنفة لدى المشاهد».
وعن «الشارع العربي» تقول: «إنه برنامج «توك شو» أسبوعي جديد له طابع عربي، وأتصور أن الفكرة جديدة لأن برامج «التوك شو» الحالية تناقش قضايا بلدانها فقط. وقد بدأناه على مرحلتين: الأولى عبارة عن جولات ميدانية في البلدان العربية بدأناها بتونس ثم مصر، (عرضت الحلقة الأحد الماضي حول «ميدان التحرير») وبعدها سنسافر الى الأردن ثم المغرب … بهدف الخروج من الاستديو المغلق والاقتراب أكثر من المواطن العربي، وصانع القرار والمفكر العربي. والمرحلة الثانية ستكون من استديو دبي لطرح قضايا تجمع كل هذه البلدان».
وعن موقفها الشخصي من الثورات العربية توضح يازجي: «أحافظ دائما على الحياد والاستماع لكل الأطراف، لأن الانحياز لأي طرف يؤدي لتغييب الحقيقة، بينما يظل الحياد هو طريق النجاة. لذا أحاول أن أظل مجرد جسر تعبر من خلاله كل المواقف والآراء حتى تصل للرأي العام. كما أن المشهد الحالي به كثير من التفاصيل، والمسألة لم تعد خيارين فقط: مع الثورة أو ضدها، وإنما هناك مواقف كثيرة، فهناك مصريون مثلا أيدوا الثورة الأولى وهم اليوم ضد الثورة الثانية. وهناك أوضاع مضطربة في ليبيا، وانقسام بين الثوار بعد مقتل القذافي.. كل هذه التفاصيل تحتاج الى الحوار ليستمع كل منا للآخر. لكن الشيء الذي أؤمن به تماما هو أن الأنظمة العربية وصلت لدرجة كبيرة من عدم الصلاحية للاستمرار، وأمامها خياران لا ثالث لهما: إما أن تخلعها شعوبها، وإما أن تصحح مسارها وتستمع للشارع وترضخ لعمليات التحول الديموقراطي».
وردا على سؤال تؤكد الإعلامية السورية «أن القنوات الفضائية كانت شريكا في الثورات العربية، وليست مجرد ناقل لها. وهذه الشراكة تعارضت في وقت ما مع الحياد الإعلامي». وتقول: «كل إعلامي مهتم بالحياد والموضوعية واجهته أزمة مهنية خلال تلك الثورات. فانا مثلا حين يكون أمامي شاهد عيان من الثورة يحكي لي عن بطش النظام والتنكيل بمن يتظاهر، أشعر هنا بأزمة مهنية، لأن هذا الشاهد قد يكون صادقا في كل ما يقوله وينبغي إعطاؤه وقتا أكبر لانتقاد النظام، وقد يكون أيضا مبالغا في ما يقول ويريد توجيه الإعلام لخدمة موقفه السياسي».
وعن موقف الفنانين السوريين بمن فيهم زوجها عابد فهد من الثورة السورية تقول: «زوجي ومعه عدد كبير من الفنانين السوريين أدانوا بشدة أحداث درعا لدى وقوعها، وأصدروا بيانا دعوا فيه الى محاسبة المسؤول عن تلك المجزرة. كما طالبوا بالحوار مع النظام. أقصد أن الفنان يريد استقرار بلده ويؤيد الثورة شريطة أن تكون سلمية من دون دماء».