وزارة الداخلية التونسية تمنع 12 مدوناً ومدونة فلسطينيين من المشاركة في “مؤتمر المدوّنين الثالث” بحجة أنه غير مرخص

غزة – الضفة الغربية – بيروت – خاص “سكايز

منعت وزارة الداخلية التونسية، اثني عشر مدوّناً ومدوّنة من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48 من الدخول الى تونس، لحضور “مؤتمر المدونين العرب الثالث” الذي تعقده مؤسسة “الأصوات العالمية – Global Voices” بالتعاون مع مؤسسة “نواة” التونسية ومؤسسة “هاينريش بول Heinrich Boell –” الألمانية في العاصمة تونس. ويجمع المؤتمر ما يزيد عن 150 مدوّناً عربياً لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من يوم الاثنين 3 تشرين الاول/أكتوبر2011، لمناقشة الدور السياسي الذي تؤديه المواقع الاجتماعية في الثورات العربية، وأثره على الأنظمة القائمة.

وذكرت بعض المصادر ان وزارة الداخلية التونسية عزت سبب المنع الى “ان احدى الجهات المنظمة، وهي مؤسسة نواة، غير مرخصة، وان المؤتمر لم يحصل على الترخيص لإقامته”.

وأوضحت المدونة والصحافية الزميلة أسماء الغول، التي كان من المفترض أن تشارك في المؤتمر، أنها تقدمت للحصول على الفيزا من سفارة تونس في القاهرة، وكانت هناك “مماطلة غريبة” في كل مرة ذهبت فيها للمراجعة، إلى أن طلبوا منها توقيع تعهد بعدم تجاوز مدة التأشيرة، فأكدت لهم أنها المرة الأولى التي تذهب فيها الى تونس “فلماذا ستخالف الفيزا؟”، لكنهم رغم ذلك قالوا لها إن اعطاءها التأشيرة مرتبط بتوقيعها على الورقة، وبالفعل كتبت التعهد ولكن النتيجة كانت التجاهل الكلي.

أضافت الغول: “لم يوجهوا الطلب ذاته الى المدونين المصريين، بل كان يتم اعطاؤهم التأشيرات بشكل سريع، وحدث ذلك أمامي وأنا جالسة أنتظر ساعات طويلة في صالة الانتظار أو في الشارع”.

ولم يقتصر الأمر على الغول وحدها بل انسحب على المشاركين من الضفة الغربية وأراضي 48، سواء من المدونين أو المنظمين، حيث تقدموا بطلب الفيزا الى مكتب الممثلية التونسية في رام الله وكانت النتيجة المماطلة وتجاهل الطلبات حتى بدأ المؤتمر في تونس في الثالث من تشرين الاول/أكتوبر، ومن المفترض أن ينتهي في السادس منه.

وقال المدون صالح دوابشة (من رام الله) لمراسلة “سكايز”: دُعينا الى المشاركة في مؤتمر المدونين العرب الثالث في تونس، ويمكن لأي شخص ان يتخيل اهمية هذا اللقاء الذي يجمع بين صنّاع التغيير في العالم العربي، فقدّمت اوراقي بهدف الحصول على تأشيرة دخول، لكني فوجئت بقرار الرفض، وعند سؤال السفارة التونسية عن السبب قالوا إن وزارة الداخلية التونسية ترفض اعطاء التأشيرات، كما ترفض الادلاء بالاسباب. وأنا على مستوى شخصي لا اعرف السبب، فقد حصل أن قدّم مواطنون فلسطينيون طلب تأشيرة لدخول تونس وحصلوا عليها، لا استطيع ان أفكر بأي سبب قد يدعوهم الى فعل ذلك، ولكنني متأكد من ان ما حصل مقصود، وأعتبره تمييزاً عنصرياً ضد شعبي من بلد عربي شقيق”.

وعن ردود فعل المدونين العرب والتونسيين على القرار، لفت دوابشة الى اننا “نقوم حاليأ بحملة إلكترونية مع مجموعة كبيرة من المدونين العرب، لمطالبة وزارة الداخلية التونسية بإعطاء تفسير لما حدث، ومن أهم مقومات هذه الحملة  نشر مقالات عما حدث على المدونات ومشاركتها على موقعي الفايس بوك وتويتر، وقد تم انشاء هاش تاغ خاص لهذا الموضوع على تويتر (#VisaRejected)، وصفحة خاصة على الفايس بوك، وتم انشاء صفحة حدث، ووُضعت خطة الحملة إلكترونياً باستخدام خدمة مستندات غوغل، وأهم شيء انه تم تصميم عريضة إلكترونية ليوقّع عليها المدونون باستخدام ايميلاتهم الشخصية. كما قاطعت احدى المدونات التونسيات المؤتمر بسبب ما حصل، وقالت إنها لا تستطيع ان تشارك في مؤتمر حُرم الفلسطينيون من المشاركة فيه من قبل وزارة خارجية بلادها” .

واعترض العديد من المدونين التونسيين والفلسطينيين على موقعي التواصل الاجتماعي ” تويتر” والـ “فايس بوك” وعلى مدوناتهم الخاصة، على ما حدث. فقال المدون محمد أبو علان من الضفة الغربية على مدونته: “خطوة الحكومة التونسية من الصعب فهمها خصوصاً أننا نتحدث عن تونس ما بعد الثورة، تونس الإصلاح والتغيير الديموقراطي، إلا أن هذا التصرف الرسمي التونسي يأتي ليعزز نظرية إن ما حدث في تونس ليس ثورة بل تغير وجوه النظام لا أكثر ولا أقل، وأن زين العابدين بن علي لا يزال حيٌّاً يرزق في أحشاء الحكومة التونسية”.
وكتبت المدونة إباء رزق (من قطاع غزة)، على مدونتها (باللغة الانكليزية): ” كان من المفترض ان أشارك في المؤتمر لتكون التجربة وجهاً لوجه في لقاء يجتمع فيه أهم المدونين العرب، لكن يبدو أن كوني فلسطينية يجعلني أكتفي بالمشاركة عبر تويتر من خلف شاشة جهازالحاسوب”.

وفي اتصال أجراه مركز “سكايز” في بيروت بإحدى الجهات المنظمة، مؤسسة “هاينريش بول”، أكدت مديرة البرامج دورين خوري أن “مؤسسة نواة مرخصة، كما انه لم يعد هناك داعٍ للترخيص لأي مؤتمر بعد الثورة من اي جهة حكومية”، ولفتت الى انه “تمّت دعوة مدونين فلسطينيين إلى مؤتمر آخر في تونس في شهر حزيران/يونيو واستطاعوا المشاركة من دون اي مشكلة”، واستغربت السبب الذي قدمته وزارة الداخلية التونسية، وتساءلت “كيف ان المؤتمر والمنظمة غير مرخصين مع ان هناك مشاركة من قبل وكالة حكومية وهي الوكالة التونسية للانترنت،  وكان لها كلمة خلال المؤتمر قدمها معاذ شكشوك”.

وأكدت خوري ان كل المشاركين العرب قدّموا طلبات فيزا وحصلوا عليها من دون اي مشكلة باستثناء الفلسطينيين، وقالت:” غريب، إن المدون الفلسطيني كان الوحيد من بين كل المشاركين العرب الذي لم يحصل على فيزا، فلماذا هذا الاستفراد بالفلسطيني، رغم ان تونس من الداعمين للاعتراف بالدولة الفلسطينية؟”.

 

وفي ما يلي اسماء المدونين ومدوناتهم: