نظام الرئيس صالح يردّ بالعنف على المطالب الديمقراطية

علمت مراسلون بلا حدود بمقتل المصور التلفزيوني عبد الغني البريهي العامل في قناة اليمن في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2011 بنيران عناصر القوى الأمنية الذين فتحوا النار على متظاهرين كانوا يشاركون في مسيرات ضخمة في صنعاء للمطالبة بتنحّي الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة. وأسفرت هذه المظاهرات عن مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصاً في نهاية هذا الأسبوع. ومع وفاة عبد الغني، يرتفع إلى ستة عدد الصحافيين الذين قتلوا في اليمن منذ بداية الاحتجاجات الديمقراطية في شباط/فبراير الماضي، ما يسلّط الضوء على المخاطر التي يواجهها الصحافيون الذين يغطون الأحداث منذ بداية العام. وفي خلال تظاهرة 16 تشرين الأول/أكتوبر، أصيب مصوران آخران، من بينهما صلاح الهتار من قناة الجزيرة.

تتوجه المنظمة بأحرّ التعازي من أسرة المصور وأقاربه وزملائه وتدين بشدة هذا الاغتيال الذي يجدر بالسلطات اليمنية أن تتحمّل مسؤوليته. وتكرر دعوتها إلى وضع حد لأعمال العنف المرتكبة ضد المدنيين، وخاصة الإعلاميين منهم.

شهدت الأحداث المتلاحقة في اليمن عدة حوادث تطال صحافيين ووسائل إعلام في الأيام الأخيرة. وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها منظمة مراسلون بلا حدود، اعتقل الصحفي عبد الكريم ثعيل، رئيس تحرير موقع "3 فبراير"، في 14 تشرين الأول/أكتوبر 2011 في صنعاء بينما كان يغادر منزله برفقة الناشط الحقوقي حمير المقبلي علماً بأن موقع "3 فبراير" ينشر أخباراً عن الثورات في اليمن.

اشتعل مقر قناة السعيدة الفضائية في صنعاء في خلال اشتباكات بين قوات الأمن والفرقة المدرعة الأولى المؤيدة للمحتجين، ما أسفر عن أضرار كثيرة وتدمير قسم كبير من المعدات.

منذ عودة علي عبد الله صالح، أطلقت القنوات الموالية للحكومة دعاية حاقدة وناقمة ضد عدة صحافيين متهمةً إياهم بالخيانة والتجسس، ما أثار موجة من الاعتداءات وأعمال العنف المرتكبة ضد عدد متزايد من الصحافيين. فما كان من نقابة الصحافيين اليمنيين إلا أن أدانت بشدة، في بيان صدر عنها مؤخراً، "المجازر" التي ترتكبها قوات نظام عبد الله صالح بحق المتظاهرين السلميين والصحافيين ووسائل الإعلام المختلفة واستنكرت استمرار آلة القتل في الدوران دون هوادة مطالبةً حكومة علي عبد الله صالح بوقف استهداف الصحافيين.