سبعة صحفيين مجهولي المصير وثلاثة آخرون يتعرضون لإساءات

أجرت لجنة حماية الصحفيين بحثاً وجدت من خلاله أن سبعة صحفيين ممن يغطون النزاع في ليبيا قد انقطعت أخبارهم، وأعربت اللجنة اليوم عن انشغالها العميق بشأن سلامتهم. وكان آخر هؤلاء الصحفيين هوغيث عبد الأحد مراسل صحيفة ’غارديان‘ التي تصدر من لندن، والذي تم الإبلاغ عن اختفائه اليوم.
إضافة إلى ذلك، سرد ثلاثة صحفيين يعملون مع محطة ’بي بي سي‘ في يوم الأربعاء وقائع المحنة الرهيبة التي مروا بها إذ تم احتجازهم لمدة 21 ساعة من قبل الجيش الليبي وقوات الأمن هذا الأسبوع،وتعرضوا خلالها لاعتداءات جسدية وتعذيب نفسي. وقد تم احتجاز الصحفيين الثلاثة وسائقهم عند نقطة تفتيش في الزهراء الواقعة إلى الجنوب من مدينة الزاوية المتنازع عليها.
وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، "إن الإساءات التي تعرض لها الصحفيون الدوليون تثير مخاوف عميقة بشأن سلامة الصحفيين الليبيين الذين انقطعت أخبارهم منذ بداية النزاع. نحن نطالب حكومة العقيد القذافي بالإفراج عن الصحفيين المحتجزين فورا، والسماح لوسائل الإعلام أن تعمل بحرية".
الصحفي غيث عبد الأحد هو مراسل حربي عراقي حائز على جوائز، وكان آخر مكان تواجد فيه هو في ضواحي مدينة الزاوية الساحلية حيث كانت يجري قتال عنيف بين الثوار وبين القوات الموالية لمعمر القذافي. وأوردت صحيفة ’غارديان‘ على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم إنها "أجرت اتصالات مع مسؤولين في الحكومة الليبية في طرابلس وفي لندن وطلبت منهم التصرف بصفة عاجلة لاكتشاف مكان وجوده، وما إذا كان آمناً وبصحة جيدة، وتحديد ما إذا كان محتجزا لدى السلطات".وقد غطى هذا الصحفي الأخبار من عدة مناطق نزاع، بما فيها أفغانستان والعراق والصومال والسودان. وقالت صحيفة ’غارديان‘ إن آخر اتصال له مع الصحيفة جرى يوم الأحد عبر طرف ثالث.
أفرجت السلطات الليبية اليوم عن الصحفي أندري نيتو، مراسل صحيفة ’إيستادو دي سان باولو‘ البرازيلية، وسلمته إلى السفير البرازيلي في طرابلس بعد أن أمضى في الاعتقال ثمانية أيام في مدينة صبراته، وذلك وفقا لما أوردته الصحيفة على موقعها الإلكتروني. وأضافت الصحيفة أن الصحفي كان محتجزا لدى القوات الموالية للقذافي، وأنه في صحة جيدة. وقد أمرته السلطات أن يغادر ليبيا بحلول يوم الجمعة.
يظهر البحث الذي أجرته لجنة حماية الصحفيين أن مكان وجود ستة صحفيين على الأقل غير معروف حالياً. فقد اختفى الصحفي عاطف الأطرش بعد فترة وجيزه من تحدثه في بث مباشر لقناة ’الجزيرة‘ من بنغازي، ويساهم الصحفي أيضاً لعدد من وسائل الإعلام المحلية. كما وردت أنباء عن اختفاء محمد السهيم، وهو مدون وكاتب سياسي ناقد؛ ومحمد الأمين، وهو رسام كاريكاتير؛ وإدريس المسمار، وهو كاتب والمحرر السابق لمجلة ’عراجين‘ الشهرية الثقافية. واحتجزت السلطات أيضاً صحفيتين تعملان في طرابلس هما سالمة الشعاب، رئيسة نقابة الصحفيين الليبيين، وسعاد الطرابلسي مراسلة صحيفة ’الجماهيرية‘ المؤيدة للحكومة، ولكن مكان وجودهما ليس معروفاً لحد الآن.
أفرجت السلطات في يوم الثلاثاء عن ثلاثة صحفيين يعملون مع محطة ’بي بي سي‘ (وهم المراسل الصحفي فراس كيلاني، والمصور التلفزيوني غوكتاي كورالتان، والمنتج كريس كوب-سميث) وذلك بعد أن أمضوا 21 ساعة في الاحتجاز عانوا خلالها من إساءات بما فيها الضرب وعمليات إعدام وهمية، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية. وقال فراس كيلاني لمحطة ’بي بي سي‘: "كان أربعة أو خمسة رجال يركلوننا ويلكموننا، فجوثت على ركبتي. وقد بدأوا بالاعتداء علي حال نزولي من السيارة، وأوقعوني أرضاً باستخدام بنادقهم. كنت جاثيا على ركبتي وسمعتهم يجهزون سلاحهم لإطلاق الرصاص، واعتقدت أنهم سيطلقون الرصاص علي". وأضاف أنه تعرض لضرب مبرح لاحقا وجرى اتهامه بإنه جاسوس. ووصف كريس كوب-سميث عملية إعدام وهمية تعرض لها، وقال "كان هناك رجل يحمل بندقية آلية صغيرة الحجم وكان يضع فوهة البندقية خلف عنق كل من السجناء واحداً إثر الآخر، وقد وجه بندقيته نحو كل واحد منا، وعندما أصبح خلفي في نهاية الدور أطلق الرصاص مرتين، وقد مرت الرصاصتان بالقرب من أذني". وقد تدبر كوب-سميث أمر الاتصال مع محطة ’بي بي سي‘ عبر هاتف لم يعلم عناصر الأمن بوجوده.
أصدر ’المعهد الدولي لسلامة الإعلاميين‘ تنبيها اليوم قال فيه إن الصحفيين الذين يتوجهون إلى مدينة الزاوية يتعرضون لعراقيل. وقال المعهد على موقعه الإلكتروني "تعرض صحفيون للاحتجاز عند نقاط التفتيش عند أطراف مدينة الزاوية وتم تدمير المعدات التي بحوزتهم. إن محاولة الوصول إلى الزاوية هي أمر شديد الخطورة ".
ومنذ أن اندلعت الاضطرابات السياسية في ليبيا في الشهر الماضي، وثقت لجنة حماية الصحفيين 12 حالة اعتقال على الأقل، وأربعة اعتداءات على صحفيين، واعتدائين ضد مرافق إعلامية، والتشويش على بث قناتي ’الجزيرة‘ و ’الحرة‘، وتعطيل خدمات الإنترنت. وقد أورد صحفيون عديدون عن مصادرة معداتهم.