خلاف بين الكتل الصحافية في قطاع غزة ينتهي باقتحام عشرات الصحافيين لمقر النقابة

أشرف الهور:
2011-10-11

غزة ـ -القدس العربي- قالت نقابة الصحافيين الفلسطينيين ان عددا من الصحافيين في قطاع غزة -اقتحموا- مقر النقابة يوم أمس، وطردوا موظفيها، فيما أعلن الصحافيون الذين دخلوا لمقر النقابة أنهم شكلوا لجنة لتسيير شؤون النقابة عقب اجتماع عقدوه داخل مقرها بهدف إصلاحها.
وتبادل طرفا الخلاف من الصحافيين الاتهامات بشأن واقعة دخول مقر النقابة، الذي ظل تحت سيطرة حركة فتح طول الفترة الماضية التي تلت عملية الانقسام.
وأدانت نقابة الصحافيين في بيان لها ما وصفته بـ-جريمة الاقتحام-، وقالت انها -تشكل اعتداء فاضحا من قبل حركة حماس-، وطالبت بسرعة -التدخل العاجل لوقف مثل هذه الجريمة التي تسعى حماس من خلالها إلى ضرب الجسم الصحافي عبر محاولات إغراقه بصحافيين يحسبون عليها-، ورأت النقابة أن الحادثة تأتي -تتويجا لجملة إجراءات وممارسات وجرائم ارتكبتها أجهزة حماس بحق الصحافيين الفلسطينيين والمؤسسات الإعلامية ضمن سياسة تصفية علنية للأجسام والمؤسسات والصحافيين المهنيين، من خلال مواصلة إغلاق العشرات من المؤسسات الإعلامية ومنع إدخال الصحف الرئيسية إلى قطاع غزة، إضافة إلى ملاحقة الصحافيين-.
وقالت ان هذه التصرفات -تكشف بصورة جلية المخططات التي تنتهجها حماس بحق الحركة الصحافية في قطاع غزة-، وحملت النقابة قيادة حماس كامل المسؤولية عن سلامة أعضاء الأمانة العامة والعاملين في النقابة في قطاع غزة، وحثت الكتل الصحافية والمؤسسات الإعلامية لـ-الالتفاف حول النقابة وحمايتها من محاولات الانقلاب والسلب-.
وأكدت عزمها على ملاحقة كل من شارك في الاقتحام قانونيا وأخلاقيا على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي.
وفي السياق، قال تحسين الأسطل عضو الأمانة العامة لنقابة الصحافيين، ان -صحافيين محسوبين على حركتي حماس والجهاد الإسلامي اقتحموا مقر النقابة عنوة، وطردوا الموظفين وغيروا أقفال الأبواب، وعينوا من بينهم مجلسا لإدارة النقابة-.
لكن على الطرف الآخر قال الصحافيون المحتجون على وضع النقابة ان تشكيلهم للجنة لتسيير الأعمال بهدف نيل حقوقهم التي حرمتهم منها النقابة وعلى رأسها حقهم في العضوية.
وذكروا أن خطوتهم هذه جاءت بسبب مماطلة الأمانة العامة لنقابة الصحافيين بتحديد موعد لإجراء الانتخابات.
وطلب الصحافيون المحتجون من اللجنة المكلفة بتسيير الأعمال بتدبير شؤون النقابة والتمهيد لإجراء انتخابات في مدة لا تزيد عن ستة أشهر.
ونقل عن أيمن دلول أحد الصحافيين التسعة الذين عينوا لتسيير النقابة قوله -نلتقي اليوم لنؤكد أننا نريد إصلاح النقابة وجعلها الأقوى في فلسطين بعد انتهاء ولاية النقابة السابقة-.
وجرى في السابق دخول عدد من الصحافيين لمقر النقابة، كمحتجين على أوضاعها، غير أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان بالفعل عن تبديل المجلس الحالي.
وتتكون الأمانة العامة للنقابة من صحافيين من الضفة الغربية وقطاع غزة، وخلال الفترة السابقة التي تلت عملية إجراء الانتخابات الأخيرة لنقابة الصحافيين قبل أكثر من عام، شهد الجسم الصحافي في القطاع مشاحنات، على خليفة تشكيك كتل صحافية في شرعية المجلس المنتخب، غير أن الخلاف تفاقم بعد أن أعلن نقيب الصحافيين عبد الناصر النجار عن تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة لانتخاب مجلس جديد يوم الخامس من الشهر الجاري.
وفي آخر انتخابات للنقابة تم إجراء عملية الاقتراع للصحافيين في الضفة الغربية، ولم يتمكن صحافيو قطاع غزة من الاقتراع بسبب الخلافات بين الطرفين، وانتخب أعضاء لمجلس النقابة من غزة والضفة يمثلون تنظيمات تنطوي تحت لواء منظمة التحرير، وعارض صحافيو حماس والجهاد الإسلامي، وعدد آخر من الصحافيين إجراء الانتخابات بالطريقة التي تمت عليها.
وكانت الأمانة العامة لنقابة الصحافيين أعلنت قبل يومين انتهاء مهامها بتاريخ الخامس من آب (أغسطس) الماضي، وقالت ان المجلس أصبح بمثابة -لجنة تحضيرية للانتخابات منذ ذلك التاريخ-، وأكدت حرصها على إجراء الانتخابات في كل المناطق، وأكدت أن تجربة الانتخابات في العام 2010 لن تتكرر بأي حال من الأحوال. وقالت انها أجرت عدة حوارات مع الكتل الصحافية، بمعرفة اتحاد الصحافيين العرب لوضع الحلول المناسبة والكفيلة بإجراء انتخابات نزيهة، وقدمت عددا من الحلول لضمان تمثيل كل الصحافيين، والحفاظ على حقوق المؤسسات الإعلامية المغلقة والعاملين فيها.
لكن أطرا صحافية في غزة نفت أن تكون هناك أي اتصالات أجريت معها بشأن إجراء عملية الانتخابات للنقابة.