تقرير “سكايز” الشّهري المختصر عن الإنتهاكات على الساحة الإعلاميّة والثقافيّة في فلسطين – الضفة الغربية-

رصد مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير)، خلال شهر أيلول/سبتمبر 2011، سلسلة من الانتهاكات بحق الاعلاميين والمثقفين والفنانين والمدوّنين وناشطي حقوق الانسان، في البلدان الاربعة التي يغطيها، وهي لبنان وسوريا والاردن وفلسطين.

 

وقبل سرد التفاصيل، لا بد من التوقف عند بعض المحطات المؤلمة التي أصابت الجسم الاعلامي في بعض مناطق النزاع المحيطة بنطاق عمل "سكايز"، إجلالاً لأرواح ودماء من سقطوا شهداء وجرحى وهم يؤدون رسالتهم، وآخرهم مصوّر قناة "العراقية" في صنعاء حسين يحيى الوضاف الذي قضى متأثراً بجروحه جراء إصابته برصاصة قنّاص في رأسه خلال تغطيته التظاهرات في ساحة التغيير في اليمن (24/9)، ومراسل جريدة "السفير" وهيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" اللبناني محمد بلوط، الذي نجا بأعجوبة بعد إصابته برصاصة قنّاص في صدره أثناء تغطيته القتال الدائر في منطقة بني وليد في ليبيا (16/9). وينتهز "سكايز" الفرصة ليجدد مطالبته كل الاطراف ولا سيما في مناطق النزاع بضرورة النأي بالصحافيين وعدم استهدافهم تحت أي ذريعة كانت.

أما الانتهاكات التي رصدها "سكايز" في البلدان الأربعة، فكانت على الشكل الآتي:

وفي الضفة الغربية، استمرت الانتهاكات الاسرائيلية على وتيرتها بحق الصحافيين والناشطين الفلسطينيين خلال شهر أيلول، فاستهدف الجنود الصحافيين خلال تغطيتهم التظاهرات والمسيرات السلمية بالقنابل المسيلة للدموع والغازية والحديدية والرصاص المطاطي على السواء وفي شكل متعمّد، ما أدى الى إصابة الصحافي الفرنسي كريس هوبي بشظية قنبلة حديدية أثناء تغطيته مسيرة سلمية شمال غرب رام الله (23/9)، ومراسل تلفزيون "فلسطين" هارون عمايرة وزميله المصور فادي الجيوسي والعشرات من المتضامنين بحالات اختناق إثر استنشاقهم غازاً مسيلاً للدموع في المسيرة الاسبوعية في بلعين (9/9)، ومصور "الوكالة الاوروبية" الصحافي علاء بدارنة في المواجهات في قرية قصرة  جنوبي محافظة نابلس (16/9)، ومصور وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" ايمن النوباني في المواجهات بين القوات الاسرائيلية وأهالي قرية عصيرة في محافظة نابلس (20/9).

كما منعت القوات الاسرائيلية المصورين الصحافيين من تغطية الإعتداء على المسيرة الأسبوعية في بلدة بيت أمر، وأطلق الجنود القنابل المسيلة للدموع وقنابل الصوت باتجاههم واعتقلوا ناشط سلام بريطانياً بعد الإعتداء عليه بالضرب (10/9). واعتقلت القوات إسرائيلية الناطق الاعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان محمد بريجية اثناء قمع المسيرة الاسبوعية في قرية "المعصرة" (9/9)، في حين قررت المحكمة العسكرية الاسرائيلية  في معسكر سالم الافراج "المشروط" عن مدير مكتب قناة "الجزيرة" في أفغانستان الصحافي سامر علاوي بعد 49 يوماً على اعتقاله (26/9)، كما تعرض الناشط الاعلامي وعضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار أحمد صلاح  لحرب إعلامية وتهديدات من قبل المستوطنين (26/9).

وداخلياً، سجّل شريط الانتهاكات، استدعاء خمسة صحافيين على أيدي الاجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية واعتقال بعضهم فترات متفاوتة قبل إطلاقهم. فقد استدعت النيابة العامة في بيت لحم مدير راديو "بيت لحم 2000" الصحافي جورج قنواتي على خلفية كتابة تعليق على الـ "فايس بوك" واحتجزته يومين (11/9)، واستدعى جهاز المخابرات الصحافي معاذ مشعل للمقابلة في مقر الجهاز(20/9)، واستدعى الأمن الوقائي الكاتب الصحافي عصام شاور وحقق معه ساعة واحتجزه خمس ساعات في زنزانة انفرادية (21/9)، واعتقل جهاز المخابرات الصحافي محمد منى من محافظة نابلس بعد استدعائه هاتفياً للمقابلة (22/9)،  واعتقل الامن الوقائي الصحافي محمد بشارات بعد استدعائه هاتفياً للمقابلة (27/9)، في حين  قررت محكمة صلح الخليل تبرئة الصحافي علاء الطيطي من التهم الموجهة إليه له بعد ثلاث سنوات من اعتقاله تخللتها 29 جلسة محاكمة (20/9).

إضافة إلى ذلك، منع ضابط أمن يعمل في مقر منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله طاقماً صحافياً من تلفزيون "وطن" من التصوير في محيط المقر(16/9)، كما حذر مركز الاعلام التابع للرئاسة الفلسطينية من إنشاء أي صفحة على الـ"فايس بوك" تُنسب إلى الرئيس الفلسطيني (28/9).