تقرير “سكايز” الشّهري المختصر عن الإنتهاكات على الساحة الإعلاميّة والثقافيّة في سوريا

رصد مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير)، خلال شهر أيلول/سبتمبر 2011، سلسلة من الانتهاكات بحق الاعلاميين والمثقفين والفنانين والمدوّنين وناشطي حقوق الانسان، في البلدان الاربعة التي يغطيها، وهي لبنان وسوريا والاردن وفلسطين.

 

وقبل سرد التفاصيل، لا بد من التوقف عند بعض المحطات المؤلمة التي أصابت الجسم الاعلامي في بعض مناطق النزاع المحيطة بنطاق عمل "سكايز"، إجلالاً لأرواح ودماء من سقطوا شهداء وجرحى وهم يؤدون رسالتهم، وآخرهم مصوّر قناة "العراقية" في صنعاء حسين يحيى الوضاف الذي قضى متأثراً بجروحه جراء إصابته برصاصة قنّاص في رأسه خلال تغطيته التظاهرات في ساحة التغيير في اليمن (24/9)، ومراسل جريدة "السفير" وهيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" اللبناني محمد بلوط، الذي نجا بأعجوبة بعد إصابته برصاصة قنّاص في صدره أثناء تغطيته القتال الدائر في منطقة بني وليد في ليبيا (16/9). وينتهز "سكايز" الفرصة ليجدد مطالبته كل الاطراف ولا سيما في مناطق النزاع بضرورة النأي بالصحافيين وعدم استهدافهم تحت أي ذريعة كانت.

أما الانتهاكات التي رصدها "سكايز" في البلدان الأربعة، فكانت على الشكل الآتي:

 

وفي سوريا، تواصلت الانتهاكات بحق المثقفين والكتّاب والناشطين الحقوقيين والمدونين خلال شهر أيلول، وكان أكثرها دموية مقتل الناشط غيّاث مطر تحت التعذيب الذي تعرض له طوال ثلاثة أيام بعد اعتقاله على يد القوات السورية (9/9)، وتعرّض الناشط الحقوقي نجاتي طيّارة للضرب المبرح على يد المحققين في السجن (9/9)، في حين سُجّل اعتقال خمسة ناشطين آخرين وكاتبين ومخرج، إذ اعتقل الامن السياسي الناشط جوان سليمان أيو (4/9)، والمخابرات الجوية الناشط يحيى شريجي (6/9)، والقوات السورية الناشط دلبرين فرحان محمّد (11/9) والناشط محمد ابراهيم درويش (16/9)، والأمن الجوي الناشط شبال محمد أمين ابراهيم (22/9)، وكذلك اعتقل الامن السوري الكاتب والناشط السياسي الكردي إبراهيم مصطفى (16/9) والمخرج علي الشيخ خضر (30/9)، وجهاز الأمن العسكري الكاتب والشاعر موسى زاخوراني (20/9)، كما منعت السلطات السورية الكاتبة ميس كريدي من السفر الى القاهرة (22/9)، بينما تمكنت الكاتبة ريما فليحان من اللجوء الى الأردن هرباً من الاعتقال (26/9)، في ظل إعلان 70 ناشطاً حقوقياً وسياسياً معتقلين الاضراب عن الطعام بسبب المعاملة اللاإنسانية التي يتعرضون لها (12/9). وكان لافتاً استخدام المخابرات الجوية الصحافة ستاراً لاستدراج المعارضين للنظام كما حصل مع  المعارض البارز محمد صالح في مدينة حمص (22/9) الذي تلقى اتصالاً هاتفياً من شخص ادعى انه صحافي من قناة "الجزيرة" القطرية ويود مقابلته فنصبوا له كميناً واعتقلوه.

كما سُجّل اعتداء "شبيحة السلطة" بوحشية على والدَي عازف البيانو مالك الجندلي في حمص (9/9)،  وحجب السلطات السورية موقع "ووردبرس" (WordPress) الخاص بالمدونات (17/9)، ومحاكمة مسلكية للناشط الحقوقي فيصل بدر أمام مجلس فرع نقابة المحامين في الحسكة (18/9)، وصدور مرسوم تشريعي جديد يرفع غرامات التجمعات والتظاهرات (7/9)، وإقرار الإتحاد الأوروبي عقوبات ضد قناة "الدنيا" الموالية للنظام (23/9)، وبروز ظاهرة الاغتيالات الى الواجهة الدموية الخطيرة مع اغتيال أكاديميَين في حمص (27/9) وثالث في اليوم التالي