تجارب لمزج الأفلام.. بمواقع التواصل الاجتماعي

تجمع بين العناصر الاجتماعية للأفلام وشبكة الإنترنت
لندن – نيويورك: «الشرق الأوسط»
لا تعد مشاهدة الأفلام التي تبث على الإنترنت بديلا عن تجربة مشاهدة الأفلام في دور السينما حيث الجماهير الغفيرة التي تتناول فشار الذرة، لكنها في طريقها نحو الانتشار. وتنظر شركات الإنتاج في هوليوود إلى مواقع التواصل الاجتماعي وموقع «فيس بوك» تحديدا كوسيلة لتوزيع أفلامها.

وبينما كانت المحاولات السابقة تجريبية فإن تحويل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى جمهور يظل أمل هوليوود التي تبحث عن وسيلة لمواجهة تراجع مبيعات أسطوانات أقراص «دي في دي» لأفلامها.

* مكتبات الأفلام

* بدأ التشغيل الأولي التجريبي لموقع «فليك مي» (flickme) الاجتماعي نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي، ويضم الموقع مكتبة تحتوي على أكثر من 1000 فيلم معروض للإيجار أو الشراء مع دمج موقعي «فيس بوك» و«تويتر» إليه. ويحظى هذا الموقع بتأييد اثنتين من كبريات الشركات هما «سوني بيكتشرز» و«وارنر براذرز» بينما تضطلع شركة «سيكويا كابيتال» بإدارة التمويل. يجمع موقع «فليك مي»، الذي أسسه ميتش غالبريث ومارك سمال كومب، بين العنصر الاجتماعي في الأفلام والعنصر الاجتماعي في شبكة الإنترنت.

* أفلام اجتماعية

* بدأ الأمر بملاحظة أن الأفلام التي تبث على شبكة الإنترنت من خلال الاشتراك في خدمة «نت فليكس» الشهيرة على الإنترنت لا تتمتع بالحركة والديناميكية. ويقول غالبريث، الرئيس التنفيذي لـ«فليك مي»: «شعرنا أن هذا تجاري وغير شخصي. إن الأمر أشبه ببيئة تشاهد فيها فيلما ثم تذهب لتستمر في حياتك بعد ذلك دون أن يتسم الوضع بطابع اجتماعي ممتع. كان من المذهل أن تفقد الأفلام الرقمية العنصر الاجتماعي الشخصي المميز مع كل العناصر الاجتماعية الكامنة في الأفلام كشكل من أشكال الترفيه».

رغم استغلال شركات الإنتاج في هوليوود لموقع «فيس بوك» كوسيلة دعاية للأفلام منذ فترة طويلة، فإنها بدأت في بداية العام الحالي استخدامها في عرض أفلام للإيجار. كان الاندفاع نحو مواقع التواصل الاجتماعي واضحا خلال الأشهر القليلة الماضية، فقد قدمت خدمة «ميراماكس إكسبرينس» 20 فيلما للإيجار على موقع «فيس بوك» في أغسطس (آب). وقد دشنت شركة «يونيفرسال بيكتشرز» مؤخرا تطبيق «سوشال ثيتر» بالاشتراك مع «ذا بيغ ليبوسكي». واقتحمت شركة «باراماونت» الساحة بإتاحة أفلام جاك آس للإيجار من خلال موقع «فيس بوك». وشاركت «وارنر براذرز» بمجموعة من الأفلام منها «دارك نايت» الذي أتاحته مقابل 30 وحدة أو 3 دولارات على موقع «فيس بوك». وقال توماس غويك، رئيس شركة «وارنر براذرز»، إن التجربة شجعته، حيث أوضح قائلا: «نشعر بحماسة كبيرة واهتمام بالغ تجاه موقع (فيس بوك) باعتباره قناة لتوزيع محتوى ما نقدمه»، كما نقلت عنه وكالة «أسوشييتد بريس». ويتمتع موقع «فليك مي» بقوة الشبكة الاجتماعية ويثير اهتمام شركات إنتاج الأفلام من الناحية الاقتصادية. «نشعر وكأن هناك مساحة كبيرة للتجريب».

إن أهم ما يميز «فليك مي» هو الخصم القابل للتقاسم الذي يشجع الأصدقاء على نشر الأفلام بين بعضهم وبعض. رغم تقديم الأفلام الجديدة مقابل 3.99 دولار والأفلام القديمة مقابل 2.99 دولار، يمكن للمستخدمين استئجار فيلم مقابل 1.49 دولار إذا رشحه أحد الأصدقاء له. ويمكن الاستفادة من هذه الميزة حتى 10 أصدقاء عبر موقعي «فيس بوك» و«تويتر»، شريطة أن يدفع المشاهد الأصلي سعرا محددا بانتظام. ويسري العرض في «فليك مي» على ثلث الأفلام المعروضة.

يقول غالبريث: «نشعر أن عددا كبيرا من المستخدمين يرون أنهم قد ينفقون وقتا طويلا في محاولة العثور على فيلم ما، قد ينتهي بهم الحال بعد عناء طويل إلى مشاهدة فيلم لا يحبونه». وتمثل هذه بالنسبة لشركات الإنتاج طريقة لترويج أفلامها.

ويقول جون كالكينز، نائب الرئيس التنفيذي للإبداع الرقمي والتجاري في «سوني بيكتشرز هوم إنترتينمنت»: «بعد أن تخبو الحماسة تجاه فيلم من الأفلام يرى البعض أن مواقع التواصل الاجتماعي فرصة عظيمة لتسويق أفلامنا بمساعدة المستخدمين». وصرح موقع «فيس بوك»: «اختار الكثير من شركات الإنتاج والجهات المقدمة لخدمة المحتوى ابتكار تطبيقات لنقل البث إلى موقع (فيس بوك). نهتم بالشركات التي تقوم بتجارب اجتماعية تساعد الناس على التواصل من خلال محتوى ترفيهي».

ويعمل 15 فردا في موقع «فليك مي» الذي يقع مقره في سان ماتيو في كاليفورنيا. وتعاون كل من غالبريث وسمال كومب في تجربتين سابقتين، وكان كلاهما يعمل في موقع كوميدي، حيث كان يعمل الأول كبير مديري التشغيل في موقع «فاني آند داي» منذ إنشائه وحتى شهر يناير (كانون الثاني)، بينما كان يعمل الأخير نائب رئيس الإنتاج والهندسة.

وكان يحدو الاثنين الأمل في محاكاة تجربة «فاني آند داي» التي تجمع بين ثقافة هوليوود والإنترنت. ويعمل غالبريث على إقامة شراكة بين عدد أكبر من شركات الإنتاج وأصحاب المحتوى ويأمل في إضافة المزيد من الأفلام إلى مكتبة «فليك مي». ورفض كل من موقع «فليك مي» و«وارنر براذرز» و«سوني بيكتشرز» الإفصاح عن الأمور المالية الخاصة بالترتيبات. ويقول كالكينز: «لكن لم يتضح بعد عدد الذين يفكرون في مشاهدة الأفلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بدأنا على الأقل نرى عدة شركات إنتاج تقدم نماذج تستهدف الاستفادة من تأثير مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة مبتكرة».