اعتداءات على الصحفيين في اليمن والسودان أثناء الاحتجاجات في الشوارع

قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إن الصحفيين في الشرق الأوسط يعانون من مضايقات متزايدة في ظل الاحتجاجات الشعبية التي تنشر في المنطقة انتشاراً سريعاً. ويساور اللجنة قلق عميق بسبب تقارير تتحدث عن اعتداءات تقع على الصحفيين ليس في مصر وحدها، كما أوردت اللجنة في تقاريرها سابقاً، بل في اليمن والسودان أيضاً.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين "إننا نشعر بالقلق من استهداف الصحفيين الآخذ في الانتشار في العديد من دول الوطن العربي. فحكومتا اليمن والسودان تقومان بالاعتداء الجسدي على الصحفيين في محاولة لإيقاف عملية النقل الحر للأخبار إلى الجمهور المحلي والعالمي. ويبدو أن هاتين الحكومتين لم تتعلما شيئاً من الأخطاء التي ارتكبتها حكومتا تونس ومصر".

فقد ذكر مراسلون محليون للجنة حماية الصحفيين أن السلطات السودانية أقدمت يوم الأحد على ضرب العديد من الصحفيين واعتقال ما لا يقل عن ثمانية منهم، حيث اعتقلت قوات الأمن كلاً من حمزة بلول من الصحيفة اليومية "الأحداث"، ورشيد عبد الوهاب وعلي أحمد حاج الأمين من صحيفة "أجراس الحرية"، وسارة تاج السر من صحيفة "الصحافة"، وأحمد سر الختم من صحيفة "أخبار اليوم" المستقلة، وفاطمة الغزالي من صحيفة "الجريدة"، والمصور الفوتوغرافي محمد مرزوق من صحيفة "الأخبار"، والمصور التلفزيوني محمد عامر من تلفزيون "الإخلاص"، وذلك أثناء تغطيتهم لاحتجاجات طلابية على رفع أسعار المواد الغذائية والغاز في الخرطوم. ولا يزال اثنان منهما على الأقل، هما حمزة بلول وعلي أحمد حاج الأمين، قيد الاعتقال.

كذلك، منعت قوات الأمن اليوم توزيع الصحيفتان المعارضتان "أجراس الحرية" و "الصحافة" من مطبعتيهما، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز للأنباء. وقال نائب رئيس تحرير صحيفة "أجراس الحرية"، فايز السليك، إن صحيفته استُهدفت بسبب تغطيتها للاحتجاجات. وذكر السليك للصحفي السوداني عبد القادر محمد عبد القادر أن "مصادرة الصحيفة تعكس حالة الذعر والخوف التي تمر بها الحكومة السودانية بسبب هبوب رياح التغيير التي تجتاح المنطقة، وهذه الأنظمة الاستبدادية ترى في الصحافة عدوها الأول".

وفي اليمن، تعرض صحفيون لمضايقات أثناء الاحتجاجات التي خرجت إلى الشوارع مطالبة بإسقاط الرئيس علي عبد الله صالح، حيث تدخل البلاد الأسبوع الثاني من الاحتجاجات ضد الفساد وسوء الإدارة والتي ألهبت حماسها تظاهرات تونس ومصر. وقد حاولت قوات الأمن يوم السبت الهجوم بالعصي والأحذية على ثلاث صحفيات، هن: سامية الأغبري من صحيفة "الثوري" المعارضة، وتوكل كرمان الناشطة في مجال حرية الصحافة ورئيسة منظمة "صحفيات بلا قيود"، وبشرى العامر من صحيفة "أخبار اليوم"، حسب ما ذكرته سامية الأغبري للجنة حماية الصحفيين. ولم تصب الصحفيات الثلاث بأذى لأن مجموعة من الشبان كانت تحيط بهن صانعة درعاً بشرياً بينهن وبين عناصر الأمن. وقد تعرضت دوائر الأمن للسيدات بالألفاظ البذيئة والتهديد بالاختطاف.

كذلك تلقت كرمان مؤخراً تهديدات عبر الهاتف، حسب ما ذكره موقع منظمتها على الإنترنت، وكانت قد اعتقلت يوم 23 كانون الثاني/ يناير لمدة يومين. وتلقى شقيق كرمان يوم 26 كانون ثاني/ يناير مكالمة هاتفية من الرئيس اليمني وزعم أن الرئيس قال له إنه من الأفضل وضع حد لها ووضعها قيد الاعتقال المنزلي وإنه استشهد بقول تقليدي عن قتل من يشق عصا الطاعة، وفقاً لما أورده بيان صادر عن موقع المنظمة الصحفية.

ويوم الخميس، اعتقلت قوات الأمن مختار الرحبي الصحفي في الصحيفة الأسبوعية اليمنية المستقلة "المصدر" وصادرت آلة التصوير التي كانت بحوزته أثناء تغطيته لإحدى التظاهرات. وفي اليوم نفسه، قام رجال يرتدون ملابس مدنية بضرب المصور أحمد فراص الذي يعمل مع قناة "سهيل" الفضائية، وصادروا المعدات التي كانت بحوزته، حسب ما ذكره صحفيون محليون للجنة حماية الصحفيين.