عزيزي المفوض هان، الممثل السامي موغريني والمفوض السامي فيليبو غراندي،
نحن، منظمات حقوق الإنسان السورية والدولية الموقّعة أدناه، نكتب إليك لنطلب منك حث السلطات التركية على عدم ترحيل اللاجئين/ات السوريين/ات من اسطنبول وغيرها من المدن إلى سوريا، حيث يواجههم/ن خطرا” حقيقيًا بالاعتقال والتعذيب والموت.
في ال٢٠ من شهر أغسطس، أعلن مكتب حاكم اسطنبول أن اللاجئين/ات السوريين/ات في اسطنبول المسجلين/ات بموجب سياسة الحماية المؤقتة للبلاد في المحافظات الأخرى يجب أن يعودوا/ن إلى هناك بحلول ال٣٠ من شهر أكتوبر. كما ذكرت وزارة الداخلية التركية أن السوريين/ات غير المسجلين/ات الموجودين/ات في اسطنبول سيتم إرسالهم/ن إلى محافظات أخرى غير محددة في تركيا. منذ أواخر عام ٢٠١٧، توقفت اسطنبول وتسع محافظات أخرى عن تسجيل طالبي/ات اللجوء السوريين/ات الوافدين/ات حديثًا، مما أجبر الكثيرين على العيش في تركيا دون تصريح حماية مؤقت.
بالإضافة إلى ذلك، في الأشهر الأخيرة تصاعدت مشاعر كراهية الأجانب تجاه اللاجئين/ات السوريين/ات في تركيا، مدفوعة جزئياً بالخطاب العدائي من السياسيين/ات الذين وعدوا/ن الناخبين/ات بإرسال اللاجئين/ات إلى ديارهم/ن.
منذ منتصف شهر يوليو، قام النشطاء ومنظمات حقوق الإنسان بتوثيق العديد من الحالات التي اعتقلت فيها السلطات واحتجزت اللاجئين/ات السوريين/ات المسجلين/ات خارج منطقتهم/ن المسجلة. وشملت الاعتقالات المسافرين/ات من أجزاء أخرى من تركيا إلى محافظاتهم/ن المسجلة، وكذلك السوريين/ات غير المسجلين/ات. أرغمت السلطات السوريين/ات على توقيع وثائق “العودة الطوعية” قبل ترحيلهم/ن إلى سوريا.
وفقًا لموقع سلطات الهجرة السورية الالكتروني تم ترحيل ٦١٦٠ و٨٩٠١ سوريًا وسورية” خلال شهري يوليو وأغسطس – سواء كانوا/ن مسجلين/ات أو غير مسجلين/ات – إلى سوريا من تركيا عبر معبر باب الهوا الحدودي. هذه زيادة كبيرة مقارنة بالأشهر السابقة وتتزامن مع التغيير في السياسة خلال شهر يوليو. قد تشمل هذه الأرقام أيضًا السوريين/ات الذين/اللواتي تم اعتراضهم/ن وترحيلهم/ن بعد فترة قصيرة من عبورهم/ن إلى تركيا، وهي ممارسة مستمرة منذ عدة سنوات.
تؤكد التقارير الواردة من وسائل الإعلام والناشطين/ات الذين/اللواتي على تواصل بمنظماتنا أن الشرطة التركية قد ضربت المعتقلين/ات، وحرمتهم/ن من الرعاية الطبية، وفي بعض الحالات أرسلتهم/ن إلى إدلب والى شمال حلب، حيث قتل ١،١٨٤ مدنياً منذ شهر فبراير ٢٠١٩، وفقًا لما ورد عبر منظمة المراقبة المحلية، فريق تنسيق الاستجابة.
من خلال ترحيل اللاجئين/ات وطالبي/ات اللجوء إلى منطقة الحرب أو إلى المناطق التي يوجد فيها خطر حقيقي واضطهاد، تنتهك السلطات التركية التزاماتها بموجب القانون الدولي، وتحديداً التزامها حول حظر الإعادة القسرية. السوريون/ات الذين/اللواتي يتم إعادتهم/ن لا يواجهون/ن خطر الوجود في مكان الهجوم في محافظة إدلب فقط ولكنهم/ن عرضة لخطر الاعتقال والتعذيب على أيدي الحكومة السورية أو الجماعات المسلحة.
لقد أخبرونا السوريين/ات عن وضعهم/ن والخوف الذي ينتابهم/ن الآن في تركيا. انهم يبقون/ين في المنزل لتجنب الاعتقال، بما في ذلك الخوف من عودتهم/ن إلى المدن التي تم تسجيلهم/ن فيها.
في شهر أغسطس، أعلن الاتحاد الأوروبي عن ١٢٧ مليون يورو إضافية لتعزيز برنامج شبكة الأمان الاجتماعي الطارئ للاجئين/ات في تركيا. في المحصلة، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم ٦ مليارات يورو لتمويل اللاجئين/ات إلى تركيا، بينما تواصل المفوضية دعم اللاجئين/ات السوريين/ات في البلاد.
ومع ذلك، لم تتحدث المفوضية الأوروبية ولا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ولا المفوضية العليا لشؤون اللاجئين علنًا عن عمليات الترحيل هذه، على الرغم من الخطر الواضح الذي يواجهه أعداد كبيرة من السوريين/ات في مدن تركيا. يجب عليهم/ن الضغط على السلطات التركية لوقف جميع عمليات الإعادة القسرية للسوريين/ات، بما في ذلك وضع حد لإكراه السوريين/ات على التوقيع على نماذج الإعادة الطوعية٬ وإعطاء أولئك الذين/اللواتي تم ترحيلهم/ن بالفعل إلى سوريا خيار العودة إلى تركيا.
يجب على الدول الأعضاء والمفوضية الأوروبية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أيضًا الالتزام بزيادة وجودهم في مراكز الترحيل التركية لضمان عدم إكراه السوريين على التوقيع على نماذج العودة الطوعية.
إذا لزم الأمر، يجب عليهم/ن دعم السلطات التركية لتسجيل السوريين/ات غير المسجلين/ات وضمان الدعم المالي المستمر لتركيا لحماية اللاجئين/ات السوريين/ات بشكل أفضل.
كما نحث الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على إعادة توطين أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين من تركيا.
مع خالص التحيات،
11.11.11
تبنى ثورة
مركز القاهرة لحقوق الانسان
دولتي
Human Rights Watch
حركة التضامن الإيرلندية السورية
PAX
PÊL- Civil Waves
URNAMMU
المركز السوري للإعلام وحرية التعبير
سوريون من أجل الحقيقة والعدالة
الشبكة السورية لحقوق الانسان
Syria Solidarity UK
Syria Solidarity Australia
حملة من أجل سوريا
النساء الآن