دراسة جديدة تُظهر 5 اتجاهات رئيسية لوسائل الإعلام الاجتماعي في الشرق الأوسط

يستمرّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتبنيها تماشيًا مع التطور السريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقد قدّم بحث أعدّه داميان رادكليف وأماندا لام – كاتبا هذا التقرير – تحليلاً حديثًا لأحدث الأبحاث والإعلانات والأخبار المتعلقة بالنمو الشبابي والرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك في جامعة أوريغون.

فيما يلي خمسة تطورات رئيسية:

1. الشبكات الاجتماعية هي مصدر الأخبار الأكثر شعبية للشباب العربي

سلّط مسح الشباب العربي لعام 2017 الضوء على الكيفية التي تعيد بها وسائل الإعلام الاجتماعية إعادة صياغة عادات الأخبار لدى جمهور الشباب. وقد توصل البحث إلى أنّ 35 بالمائة من المجيبين حصلوا على أخبارهم على فايسبوك بشكلٍ يومي، بمقارنة مع المصادر الإلكترونية الأخرى (31 بالمائة) ، وقنوات الأخبار التلفزيونية والصحف (9 بالمائة).

ومن المرجّح أيضًا أن يشارك الشباب والشابات في العالم العربي محتوى الأخبار على فايسبوك أكثر، مقارنة بالسنوات الماضية. ومن بين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 سنة ، قال 64٪ إنهم يشاركون قصصًا على الشبكة الاجتماعية، بزيادة من 41٪ في 2015، حيث تواصل وسائل الإعلام الاجتماعية أن تصبح مصدرًا مؤثرًا بشكل متزايد لاكتشاف الأخبار ومشاركتها.

2. الفيديو

وأفاد الاستطلاع العربي للشباب الذي شمل 16 دولة أنّ يوتيوب يُنظر إليه يوميًا من قبل نصف العرب الشباب (50 بالمائة).

من جهة أخرى ، أشار نادي دبي للصحافة إلى أنّ المملكة العربية السعودية سجّلت أحد أرقام المستهلكين في العالم للفيديو الذي يبقى من الأكثر شعبية على الإنترنت للشباب. إذ يقضي الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 عامًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 72 دقيقة يوميًا في مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، مقارنةً بـ 16 دقيقة يوميًا لمن تتجاوز أعمارهم 35 عامًا.

.3 يستمر الناشرون والتطبيقات والمستخدمون في الاستثمار في الفيديو

يُعدّ مقطع الفيديو الأسرع نمواً هو الذي يتضمّن محتوىً قصيراً، هواة، محتوى رقميًا برعاية الشباب العربي، بحسب نادي دبي للصحافة.

في المملكة العربية السعودية ، ذكرت شبكة CNN أن النساء يعلنّ أيضًا على موقع يوتيوب للتعبير عن وجهات نظرهن. زاد استهلاك المحتوى المرتبط بالنساء في المملكة بنسبة 75 بالمائة في العام الماضي.

في ضوء ذلك، ربما لا يثير الدهشة أن تطبيقات مثل منصة الفيديو الأولى للجوّال Newstag أطلقت خدمة أخبار فيديو لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2017. يتيح تطبيق الجوّال للمستخدمين إنشاء ومشاهدة أخبار الفيديو المخصصة. حاليًا، 60 في المائة من مستخدميها الحاليين موجودون في منطقة الشرق الأوسط.

4. يساهم المؤثّرون الاجتماعيون في نجاح العلامات التجارية

أظهر استطلاع أجري بين 100 من خبراء التسويق ومديري العلامات التجارية في دولة الإمارات العربية المتحدة أن حوالي 43 في المائة من المسوقين ينفقون ما يصل إلى 10 آلاف دولار أميركي لكل حملة من وسائل التأثير على وسائل التواصل الاجتماعي. يعمل نصف هؤلاء الذين تم استطلاع آراؤهم في الوقت الحالي مع أصحاب النفوذ في وسائل الإعلام الاجتماعية في المنطقة؛ ويعتقد 94 في المائة أن التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي يلعب دوراً رئيسياً في نجاح علاماتهم التجارية.

في عام 2017، اختيرت هدى قطان، رائدة الأعمال وخبيرة التجميل العراقية – الأميركية التي تعيش في دبي، كأفضل “مؤثر اجتماعي في العالم مدفوع الأجر” في أول قائمة لأغنياء إنستغرام. وتضم لائحة متابعيها 20.5 مليون شخصًا وتتقاضى 18000 دولار أميركي عن كلّ منشور.

على الرغم من شعبية التسويق المؤثر، فإن 74٪ من النساء في الشرق الأوسط يقلن إن وسائل الإعلام التقليدية تظل المصدر الرئيسي للمعلومات.

ومع ذلك ، لدى النساء الأصغر سنا منظور مختلف. ووجدت “إيبسوس مينا” أن 47 في المائة من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و 24 عاماً ذكرن أن منصات الإنترنت هي المصدر الرئيسي للمعلومات الخاصة بالمنتجات أو العلامات التجارية.

5. الثقة في وسائل الإعلام الاجتماعية لا تزال أقل من الثقة في وسائل الإعلام التقليدية

على الرغم من تنامي تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية واستخدامها، إلا أن الإعلام التقليدي لم يمت بعد. بشكل ملحوظ، في عصر “الأخبار المزيفة”، كشفت بيانات من جامعة نورث وسترن في قطر أن الثقة في وسائل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تزال مرتفعة.

وقال الباحثون في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب في عام 2016 إنّ 32 في المائة فقط من الأميركيين يثقون في وسائل الإعلام مقارنة مع الثلثين أو أكثر في الأردن ولبنان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة و58 في المائة في تونس.

في المقابل، تنخفض مستويات الثقة عند النظر إلى وسائل الإعلام الإجتماعية كمصدر إخباري، على الرغم من شعبيتها. أقل من النصف (47٪) يقولون إنهم يثقون في الأخبار التي يرونها على وسائل الإعلام الاجتماعية، في حين يقول ثلثهم (32٪) إنهم لا يثقون بهذه الأخبار على الإطلاق.

وبنظرة للمستقبل، سيكون من المثير للإهتمام أن نرى ما إذا كنا سنشهد تحولات في مستويات الثقة هذه، خاصة مع استمرار تزايد استخدام الشبكات الاجتماعية للأخبار والمعلومات والترفيه.

وبالنسبة للمؤسسات الإخبارية، يمكننا أن نتوقع بثقة استمرار التركيز على أهمية الفيديو والمؤثرات الاجتماعية والتوزيع على الشبكات الاجتماعية في العام المقبل، بالنظر إلى تأثير هذه المناطق بالفعل على العديد من الجماهير في منطقة الشرق الأوسط.

 الدراسة من إعداد الباحثين:  Damian Radcliffe and Amanda Lam

 13/03/18