الإعلام السوري بين واقع الاستبداد ومطلب الحرية 1918-2021

الإعلام بين واقع الاستبداد ومطلب الحرية 1918-2021

صدر العدد الحادي والعشرون من ” قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية” بالتعاون مع “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”، تحت عنوان “الإعلام بين واقع الاستبداد ومطلب الحرية 1918-2021”. ويعنى ملف العدد الرئيس بواقع الإعلام السوري في ثلاث مراحل؛ بدءًا بتحولات الإعلام من الحرية إلى الاستبداد بين عامي 1918 و1963، مرورًا بإعلام البعث من 1963 حتى 2010، وانتهاء بواقع الإعلام السوري الجديد بين عامي 2011 و2021.

كتب في المحور الأول محمود الوهب عن جذور الصحافة السورية وبواكيرها في نهاية القرن التاسع عشر، ومعاناة الرواد الأوائل غياب ظروف الحرية في التعبير آنذاك، وتضيء فاطمة عبود على الصحافة النسائية في النصف الأول من القرن العشرين، للتعريف بأهم الموضوعات الصحافية التي طُرحت على يدي كاتبات نسويات، ومدى تأثيرها في المجتمع السوري عامة، وفي المرأة بصورة خاصة. وقد عني بسام سفر بقراءة الصفحات الفنية في الصحف السورية بين 1918 و1963 قراءة لم تنفصل عن تحولات الحياة الثقافية والفنية آنذاك. وقد خصص مجد وهيبة بحثه لدراسة الصحافة الحزبية قبيل البعث، ما عكس شكل الحياة السياسية في سورية أيضًا، لا الإعلامية فحسب. واختتم المحور الأول ببحث لحمدان العكله في جدلية العلاقة بين الصحافة والسلطة في سورية قبيل 1963، ومدى مجاراة الصحافة السلطةَ السياسية بتحولاتها جميعها.
وينتهي هذا المحور إلى “أن الدولة السورية قد كانت دولة دستورية وديمقراطية حتى مطلع الستينيات من القرن الماضي. وقيام الوحدة السورية المصرية وتدخل العسكر في الحياة العامة هو ما أفضى إلى اختطاف الدولة وأسرها في قبضة الانقلاب البعثي 1963، وهو ما تجسد في صورة نفي مطلق للدولة والمجتمع في سورية، ولم يزل هذا النفي مستمرًا حتى هذه اللحظة”. 

أما المحور الثاني فكتب فيه أنور بدر عن مأساة الإعلام الموحد في عهد البعث (1963 -2000)، وتحولات الإعلام من الاستقلال إلى التعطيل والتكبيل والاستبداد. وتتبع طارق عزيزة موقف الدساتير السورية من حرية الرأي منذ الاستقلال وحتى حقبة نظام الأسد، بغية رصد التفاوت النسبي والتراجع المطّرد في منسوب حرية التعبير والإعلام، وارتباط ذلك بالأوضاع السياسية المختلفة بين مرحلة وأخرى.  

ناقشت بحوث المحور الثالث تجربة الإعلام السوري الجديد بعد مرور أكثر من 10 أعوام على نشأته، فعني أحمد شعبان بقضايا النشأة والتكون والتطور في ظاهرة الناشط الإعلامي، وناقشت زينة ارحيم قضية “الرقابة الذاتية” التي اضطر الصحافيون والإعلاميون إلى ممارستها على أنفسهم بأدوات شتى نتيجة صعوبات أيديولوجية وعسكرية، ما شكل عبئًا أخلاقيًا ثقيلًا يضاف إلى أعباء العمل الصحافي خلال النزاع. وفي هذا المحور أيضًا درس سعد الربيع ظاهرة تمويل وسائل الإعلام الجديد، وأثر الدعم في سياسات وسائل الإعلام وعملها، في حين عني هوشينك أوسي ببحث تحولات الإعلام الكردي خلال الثورة، واختتم المحور بمراجعة نقدية كتبها علي سفر لمواثيق الشرف الإعلامي في سورية.

ويضاف إلى بحوث الملف الرئيس دراسات أخرى خارج الملف ومراجعات كتب وإصدارات حديثة، إضافة إلى منجز أكاديمي سوري جديد في إحدى الجامعات الفرنسية.

ويعد التعاون العلمي مع “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” في إنجاز العدد الحادي والعشرين من مجلة قلمون خطوة مهمة تسعى المجلة إلى تكريسها في الانفتاح على المؤسسات الثقافية السورية المتخصصة في ميادينها، والعاملة على قضية سورية واحدة، وقد تحدث رئيس تحرير مجلة قلمون يوسف سلامة في كلمة العدد عن غاية هذا التعاون قائلًا: “وما نستهدفه من التعاون تفاعل الرؤى وتقاربها حول مفهومات الحرية والديمقراطية والمساواة، وأشكال تعيّنها داخل المجتمع السوري المتنوع سياسيًا وثقافيًا وإثنيًا”.

يذكر أن “قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية” فصلية علمية محكمة يصدرها مركز حرمون للدراسات المعاصرة منذ عام 2016، وتتعاون في صدورها مع الجمعية السورية للعلوم الاجتماعية حاليًا. 

يمكن الاطلاع على الورقة الخلفية لملف العدد الثاني والعشرين “السوريون والتحديات المعيشية بعد 11 عامًا من الحرب والتمزق” من الرابط الآتي:

https://2u.pw/EWJ1b

ويمكن مراجعة سياسة التحرير والنشر في مجلة قلمون من الرابط أدناه:

https://2u.pw/2SH8P