بيان صحفي : حول اعتقال نشطاء في مناطق شمال شرق سوريا من قبل قوات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD

تموز/ يوليو 2021: في انتهاك للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وفي خطوة تصعيدية تقوّض العمل المدني والحريات العامة والأساسية، أقدمت مجموعات من المسلحين التابعين للجهات الأمنية لحزب [1]PYD على تنفيذ حملة اختطافات في مناطق شمال شرق سوريا بحق أربعة مسؤولين محليين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا[2]، واقتادتهم إلى جهة مجهولة. طالت الحملة كل من:

  • عز الدين زين العابدين محمود، عضو المجلس المنطقي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني في مدينة القامشلي

وقعت حادثة الاختطاف بتاريخ 17 تموز/ يوليو 2021 حوالي الساعة  9:30 مساءاً. وبحسب شهادة أحد أفراد عائلة عز الدين[3] لفريق المركز قام مسلحان ملثمان بوضع عز الدين في سيارة من نوع سوناتا واقتياده إلى جهة مجهولة، وقد حاول عز الدين مقاومتهما على مرأى من أهالي الحي الذين اكتفوا بالمشاهدة فقط ولم يستطيعوا التدخل خوفاً من العواقب.

ووفقاً لأحد الجيران فإن لوحة السيارة التي استُخدمت في حادثة الاختطاف كانت تنتهي بالرقم (569)، وكانت هناك سيارة بيك آب نوع جيب عند مدخل الحي يعتقد بأنها تتبع للإدارة الذاتية المسيطرة على المنطقة. وأردف المصدر أنه وبحد علمه لم يسبق أبداً أن تم توجيه أي تهديدات سابقة لعز الدين كما لم يكن هناك أي أنشطة جديدة يمكن أن تكون سبباً لاعتقاله. يرجح البعض من المقربين لعز الدين أن الاعتقال كان بهدف الضغط للإفراج عن معتقلين من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي كان قد تم اعتقالهم في اقليم كردستان/العراق.
ومن الجدير بالذكر أنه تم اعتقال عز الدين بين عامي 2014 – 2015 وبقي ما يقارب الشهرين، وذلك بعد مشاركته ضمن وفد استقبال قتلى اقليم كردستان وحصول بعض المشاحنات خلال عملية الاستقبال التي تم اعتقاله على أثرها.

  • برزان حسين، عضو المجلس المنطقي للحزب في بلدة معبدة (كركي لكي)

في يوم الثلاثاء الموافق لتاريخ 18 تموز/ يوليو 2021 تم اختطاف “برزان حسين” من مدينة المالكية (ديريك) في محافظة الحسكة. قال أحد أفراد عائلة برزان للمركز أنه في الساعة 2:00 فجر يوم 18 يوليو/ تموز 2021 قُرع جرس المنزل بقوة مع ضرب على الباب بالأقدام. وعندما فتح ابن برزان الباب هوجم بشكل عنيف بالسلاح من قبل الخاطفين الذين كانوا 15 أو 16 عنصر بينهم سيدتان، وقام أحدهم بتصوير عملية الاعتقال منذ بدايتها. كان بعض العناصر يرتدون ثياباً سوداء وآخرون ثياباً باللون الأخضر ” مثل لباس الاسايش” ويستخدمون ثلاث سيارات، إحداها سيارة جيب وسيارتان بيك أب. ووفقاً للعائلة فإنها تتهم قوات الاسايش بعملية المداهمة، علماً أن برزان  تعرض لتهديدات متكررة حيث وجد على باب منزله ومحله عبارات تتوعده بالقتل “عداد موتك قرب يا خاين الوطن”.
والجدير بالذكر أنه تم اعتقال برزان بوقت سابق بتاريخ 13 أيار/ مايو عام 2017 وبقي معتقلا ما يقارب 6 أشهر وتعرض للتعذيب دون معرفة الأسباب وراء الاعتقال، وترجح عائلته سبب الإعتقال لكونه عضواً في حزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا.

 

  • محمد دحام أيو ، عضو الهيئة الاستشارية للحزب والرئيس السابق للمجلس المحلي للمجلس الوطني الكردي في القامشلي

 

بتاريخ 17 تموز/ يوليو 2021 وفي حوالي الساعة 11:30 ليلاً تم اختطاف “محمد دحام آبو” من قبل مجموعة مسلحة تابعة لقوات التدخل السريع تابع لحزب “PYD” في مدينة القامشلي أثناء افتتاح محل حلويات لابنه. ف. أ. ناشط محلي ومدافع عن حقوق الإنسان قال لـفريق المركز أنه بحسب الشهود كان الخاطفون أكثر من 10 عناصر ملثمين ويستخدمون سيارات دفع رباعي وعليها شعار”HAT” وهي مجموعة تدعى بقوات التدخل السريع التابع لحزب “PYD”و تمت عملية الاعتقال دون أي مقاومة.

بحسب المصدر فإن “محمد آبو” لم يتعرض لأي تهديدات سابقة خلال الفترة الماضية وهو عضو اللجنة الاستشارية للحزب الديمقراطي الكوردستاني في سوريا، علماً أنه تعرض للاعتقال مرتين خلال السنوات الماضية من قبل “PYD”. ولا توجد اي معلومات عن مكان أو أسباب اعتقاله الحالي حتى الآن.

  • محمد صالح شلال أحمد ، عضو المجلس المنطقي الحزب الديمقراطي الكوردستاني في ريف مدينة الجوادية(جل آغا) 

بتاريخ 17 تموز/ يوليو 2021 عند الساعة 9:00 مساء أقدمت مجموعة مسلحة ملثمة تابعة لقوات التدخل السريع  التابعة لحزب “PYD” المعروفة ب “HAT” على اعتقال “محمد صالح شلال”.

قال الناشط ف. أ. لفريق المركز أن حادثة الاعتقال وقعت في منزل الصالح في قرية  “عابره” الواقعة في ريف مدينة الجوادية(جل آغا)، ولكن ملابسات الحادثة غير معروفة. علماً أنه لم يسبق وأن تعرض محمد صالح لأي حوادث اعتقال سابقة أو تهديدات.

 

أخيراً.

  • إنّ المركز السوري للإعلام وحرية التعبير إذ يدين جميع عمليات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري في سوريا، يحمّل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD المسؤولية الكاملة عن سلامة المحتجزين ويدعو إلى الإفراج عنهم فوراً بدون قيد أو شرط، ويطالب المنظمات الدولية المعنية بالتدخل لإطلاق سراحهم على الفور.
  • يدعو المركز السوري للإعلام وحرية التعبير للكشف عن مصير المحتجزين الأربعة وإطلاق سراحهم بشكل فوري ومحاسبة المسؤولين عن الواقعة ويدعو كافة الجهات المحلية والوطنية في مناطق شمال شرق سوريا إلى تحمل مسؤولياتها بحماية النشطاء السياسيين والمدنيين عموماً من أي انتهاك وخاصة عمليات الخطف والإخفاء القسري.
  • إن ممارسات الاختطاف والاخفاء القسري ضد الناشطين السياسيين الأربعة وإخفاء مصيرهم يخالف المادة التاسعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة التاسعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وينتهك الحق في الحرية والسلامة الجسدية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمعتقلين/ المغيبين ولأفراد عائلاتهم، والحق في معرفة الحقيقة الوارد في الملحق الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف المادة 32، ويخالف أحكام العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية المواد 20 – 21 التي تضمن العهود والمواثيق الدولية في العقد الاجتماعي، كما يخالف جملة القواعد التي تضمنها البند الثالث من الميثاق .

[1] حزب الاتحاد الديمقراطي Partiya Yekîtiya Demokrat، PYD، هو حزب سياسي كردي سوري أسسه القوميون الأكراد عام 2003 في شمال سوريا. يتبع الحزب حزب العمال الكردستاني، المُدرج و المصنف كمنظمة إرهابية في تركيا، الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروپي والناتو.

[2] نشأ الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا، من الاتحاد السياسي الذي تشكل بنهاية عام 2012 من توحيد أربعة أحزاب كردية سوريا، وهي البارتي، وجناحي حزب آزادي، وكذلك حزب يكيتي، وأعلن عن هذا الحزب الجديد في أربيل عام 2014.

[3] لن نقوم بذكر أي معلومات عن الشهود من عائلات الضحايا في هذا البيان لأسباب تتعلق بأمنهم/ن الشخصي.