تزايد القلق بشأن حياة الناشطين السلميين في سوريا وسط فوضى الحرب

المركز السوري للإعلام وحرية التعبير

1 تشرين الثاني 2013 ـ  غداً هي الذكرى السنوية الثانية لاعتقال الناشط السلمي “محمد عرب”, الذي اعتقلته السلطات السورية بكمين نُصِبَ له بتاريخ 2 تشرين الثاني 2011. عامان لم يُقدّم خلالهما محمد عرب إلى المحاكمة أمام أي جهة قضائية في سورية, ولم توجّه إليه أي تهم قانونية حتى اللحظة, ولا أنباء عنه, إذ لا تزال السلطات السورية تمنع عنه وعن آلاف المعتقلين حق الزيارة لعائلة المعتقل ما دام في أحد الأفرع الأمنية ولم يحوّل إلى أحد السجون الرسمية, كما تمنع زيارات الهيئات الحقوقية والطبية, وتتزايد المخاوف كل يوم على حياة الطبيب المخبري محمد عرب, وهو من مواليد 1980, كان من أبرز الناشطين السلميين في مدينة حلب.

سبق لمحمد عرب أنّ اعتقل ما بين عامي 2004-2005 (2004-2005) لمدة 11 شهراً, وذلك على خلفية نشاطاته الطلابية في جامعة حلب. تعرّض خلال توقيفه لتعذيب شديد, ثم تمّت إحالته إلى محكمة أمن الدولة العليا التي حكمت عليه بثلاث سنوات سجن, قبل أن يخرج “بعفو رئاسي” شمله مع غيره من المعتقلين السياسيين.

مع بداية عام 2012 وردت أنباء عن تعرّض محمد عرب لتعذيب شديد, نُقِلَ على إثره بتاريخ 12 كانون الثاني 2012 إلى مستشفى المجتهد في دمشق. آخر الأنباء الواردة كانت إعلان محمد عرب عن إضراب مفتوح عن الطعام من أجل المطالبة بحقه الدستوري في المحاكمة العلنية أو إطلاق سراح, وكان ذلك في تموز 2012.

كذلك فإنّنا لا نزال في انتظار إطلاق سراح المدوّنة السورية “طل الملوحي” التي وافقت محكمة الجنايات في دمشق بتاريخ 24 تشرين الأول على إعفاءها من ربع مدّة عقوبتها الأصليّة وهي خمس سنوات سجن وفق ما حكمت به المحكمة بتاريخ 14 شباط 2011, وذلك بتهمة إفشاء معلومات لدولة أجنبية، على أن يتم إطلاق سراجها فوراً ما لم تكن موقوفة لسبب آخر. وكانت طل في الثامنة عشر من عمرها حين تمّ اعتقالها من قبل فرع أمن الدولة يوم 27 كانون الأول 2009, على خلفية نشاطها في التدوين وعلى المواقع الإلكترونية.

إلاّ أنّ المحامي ميشيل شمّاس عاد وأعلن عبر صفحته الشخصية على موقع “Facebook” بتاريخ 26 الشهر أنّه تمّ نقل طل (إلى مكتب الأمن الوطني ليتم الإفراج عنها من هناك مساء اليوم أو غداً على أبعد تقدير), وفق ما ذكر. علماً أنّه حتى اللحظة لم ترد أنباء تؤكد إطلاق سراحها.

أمّا الشاعر السوري “فادي جومر” فلا يزال مصيره مجهولاً, بعد ورود أنباء على صفحات موقع التواصل الاجتماعي Facebookعن اعتقاله من قبل أحد سائقي التكسي الذي قاده إلى فرع أمن الدولة في شارع “الخطيب” في دمشق بتاريخ 26 تشرين الأول 2013.

جومر شاعر التزم من خلال قصيدته في التعبير عن الأزمات السورية الراهنة, ونُشرت قصائده في صحف سورية مستقلة, وهو من أبناء منطقة “دير عطية” في القلمون.

إننّا في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير نطالب السلطات السورية بالكشف الفوري وغير المشروط عن جميع معتقلين الرأي المفقودين, والمُغيبين قسرّاً في معتقلاتها, ونحمّلها المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة لضمان حياتهم وسلامتهم الجسدية والعقلية والنفسية.ونطالبها السماح للمنظمات الطبية والحقوقية بزيارة المعتقلين في الأفرع الأمنية التي تحتجزهم, خاصّة وأنّ هناك من المعتقلين من يعاني من ظروف صحيّة خاصة والبعض الآخر يحتاج إلى عناية صحيّة عاجلة نتيجة التعذيب وتردي شروط الاحتجاز في الأفرع الأمنية.

علماً أنّ نظام المحكمة الجنائية الدولية الأساسي الصادر في روما سنة 1998 يقول صراحة: (الاختفاء القسري للأشخاص من قبل دولة أو منظمة سياسية, أو بإذن أو دعم منها لهذا العمل أو بسكوتها عنه*, هو جريمة ضد الإنسانية إذا ارتكب بشكل واسع أو مُنظّم.