تدين الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير والرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان بأقوى العبارات الممكنة، الحملة التي تمّ تداولها لعدّة أيام على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى التشكيك في الإجراءات القانونية التي تقوم بها وحدة الجرائم ضد الإنسانية في محكمة باريس القضائية ضد مجدي نعمة، الذي تم توجيه الاتهام إليه بارتكاب جرائم حرب في 30 كانون الثاني/ يناير 2020.
وتهدف هذه الحملة -التي تتضمن محاولات جادة لترهيب جميع الشهود والضحايا والأطراف المدنية المشاركة في الإجراءات- بشكل خاص إلى تشويه سمعة العمل والجهود التي تقوم بها المنظمات المدعيّة لإثبات الحقيقة.
وقد لجأ جميع الضحايا والشهود في هذه القضية إلى القضاء الفرنسي المختص لأن مجدي نعمة كان مقيماً في فرنسا وقت اعتقاله، كونه هو السبيل الوحيد المتاح حالياً.
تستنكر منظماتنا أي انتهاك لحقوق أي مشتبه به، بما في ذلك التعذيب، وندعم الحق في محاكمة عادلة. لذلك فإننا نؤيد إجراء تحقيق قضائي مستقل في مزاعم العنف غير المبرر ضد المشتبه به مجدي نعمة. وإذا ثبتت صحة الادعاءات، فإننا نطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
إن هذه الحملة تعرّض الشهود والضحايا وذوي زميلينا وزميلتينا المخطوفين الأربعة والعاملين والعاملات في المنظمات الحقوقية لمخاطر أمنية حقيقة على سلامتهم الشخصية. ولذلك فإننا نحمّل قيادات مليشيا جيش الإسلام المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أي خطر يتعرض له أي منهم نتيجة هذه الحملة غير المحقّة.
إن مشاركة منظماتنا كأطراف مدنية هي جزء من جهد طويل، بدأ منذ ما يقرب من 10 سنوات، لمحاربة إفلات مرتكبي الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا من العقاب دون تمييز، والسعي المستمر للتأكيد على ضرورة تقديم العدالة لجميع الضحايا السوريين والسوريات والعمل من أجل المساءلة، بعد محاكمات عادلة، لجميع مرتكبي الجرائم الجسيمة في الصراع السوري. وهكذا، بذلت منظماتنا قصارى جهدها لضمان فتح إجراءات قضائية لجرائم النظام المسؤولة بالدرجة الأولى عن القمع المروع الذي يتعرض له الشعب السوري.
تستنكر الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير والرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان، المخاطر الجسيمة التي تشكلها مثل هذه الحملات والمحاولات على سلامة الضحايا والشهود الذين كانت لديهم الشجاعة للإدلاء بشهاداتهم حول الجرائم التي ارتكبت بحقهم من قبل جماعة جيش الإسلام في الغوطة الشرقية.