المعتقلون ليسوا أرقاما… انهم نحن

البيان الذي تم توزيعه اليوم في الوقفة التضامنية مع المعتقلين في برلين

 

مع كل يوم جديد تتجدد مأساة مئات آلاف العائلات السورية , فلا يوجد عائلة في سوريا تقريباً ليس لديها معتقل/ة أو مفقود/ة أو مخطوف/ة. عشرات الآلاف قضوا تحت التعذيب في المعتقلات وبينما أنت الآن تقرأ هذه الكلمات هناك أطفال ونساء وشبان يلفظون أنفاسهم الأخيرة بسبب التعذيب الوحشي وسوء المعاملة داخل معتقلات نظام الأسد . . .

وبينما وثقت عشرات المنظمات الحقوقية الدولية الجرائم التي ترتكب بالأدلة والشهادات، و وصف تقرير “لجنة التحقيق الدولية المستقلة” ما يحدث داخل المعتقلات في سوريا من قبل نظام الاسد بأنه (جريمة ابادة جماعية) , فإنّ الصمت والخذلان والعجز هم الانجاز الوحيد للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بهذا الخصوص.

ملايين السوريين فقدوا ثقتهم بالقيم الانسانية وبمنظومة حقوق الانسان العالمية نتيجة لهذه السياسة هذا الخذلان، الأمر الذي لا يؤدي إلاّ الى اليأس والتطرف، و لهذا فإنّنا نطالب اليوم بشكل عاجل بفصل قضية المعتقلين/لات والمختطفين/ات عن الملفات السياسية التفاوضية, والتعامل معها كقضية انسانيّة أخلاقية مُلحّة مستقلة بحدّ ذاتها, وإخراجها من إطار المُساومات السياسية من خلال

  1. وقف تنفيذ كافة أحكام الإعدام الصادرة منذ العام 2011 على خلفية الصراع من قبل محاكم الميدان العسكرية, ومحكمة قضايا الارهاب, والمحاكم الشرعية, وغيرها من المحاكم أو الهيئات القضائية.
  2. وقف كافة أشكال التعذيب, والمعاملة السيئة واللاإنسانية, وضمان سلامة المعتقلين/لات, والأسرى, والمختطفين/ات لدى جميع الأطراف.
  3. السماح ل”اللجنة الدولية للصليب الأحمر”, و”الهلال الأحمر”, وللهيئات الدولية المُختصّة, وللمُراقبين المُعتمدين من الأمم المتحدة بزيارة السجون ومراكز الاحتجاز لدى كافة الاطراف.
  4. اطلاق سراح الأطفال, والنساء, ومعتقلي الرأي, وضحايا الاعتقال التعسفي لدى كافة الاطراف فوراً دون أيّ قيدٍ أو شرط, وكشف مصير كافة المفقودين/ات.

 

إنّ أيّ سلامٍ مُستدامٍ في سوريا لن يكون قابلاً للتحقق من دون إيجاد حلٍّ عادلٍ لقضية المعتقلين/لات والمختطفين/ات والمفقودين/ات. وإنّ رهان البعض على مرور الزمن كي ننسى أهلنا ما هو إلاّ رهانٌ فاشلٌ, بالإضافة لكونه رهانٌ غير أخلاقي, ويفتقد لأيّ معيارٍ من معايير الوطنيّة.

أهلنا المعتقلين إنّ الحياة من دونكم مُجرّد سجنٍ كبير.