اختطاف الإعلامي عبد الوهاب الملا.. محاولة للقضاء على كل صوت انتقادي

8 تشرين الثاني 2013 ـ وسط القمع الوحشي الذي يتعرّض له الإعلاميون في سوريا من قبل الحكومة السورية التي حاولت وتحاول فرض مقولتها الواحدة لحقيقة ما يجري في البلاد التي تشهد صراعاً مُسلحاً منذ قرابة العامان, وبعد الاستهداف المماثل من قبل الجماعات الجهاديّة المُسلحة للإعلاميين والعاملين في المجال الإعلامي, تستغل هذه الأطراف المُتطرّفة فوضى الحرب للقيام بأعمل تنتهك القانون الإنساني وتعتبر جرائم حرب, مثل الاختطاف, والاعتقال التعسّفي, والإخفاء القسري.

إذ اختطفت مجموعة من المسلحين, مساء البارحة 7 تشرين الثاني 2013 الإعلامي البارز والناشط السلمي “عبد الوهّاب الملا” وهو من مواليد حلب 1988, مع مجموعة من الناشطين الإعلاميين في أحد أحياء حلب الخارجة عن سيطرة النظام السوري, ولم تعرف أيّ معلومات عنهم حتى اللحظة.

عُرِفَ عبد الوهاب الملا (أبو اصطيف) ببرنامجه الإذاعي الكوميدي الناقد “ثورة 3 نجوم”, الذي تنتجه شبكة حلب نيوز (www.halabnews.com) ويُعرض على ست قنوات فضائية مؤيدة للثورة السورية. عبد الوهاب الملا هو صاحب الفكرة والمُقدّم في البرنامج الذي ويتحدّث عن أوضاع الناس في ظل الثورة السورية في محافظة حلب. في الحلقة الثانية عشر من البرنامج, وهي آخر ما عُرض, والمعنونة “الخلافة الإسلامية والدولة المدنية” ناقش عبد الوهاب أحد أكثر القضايا الإشكالية في المجتمع والسياسة السورية اليوم. بأسلوبه المعروف بدأ برنامجه بإنشاد موال غنائي, ثم أجرى استطلاعاً للرأي في الشارع الحلبي, ثمّ عاد وناقش بطريقته الساخرة, البسيطة, المتمسكة بلغة هذا الشارع ومقارباته ذاك السؤال الإشكالي.

بأسلوبه الساخر يتجرّأ عبد الوهاب على مس القضايا الأكثر حساسية, في التصاق مباشر بالشارع السوري وثقافته, محوّلاً السخرية إلى وسيلة نقد, شك, وأسلوب لطرح السؤال. مؤخراً كان عبد الوهّاب بصدد التأسيس ل “ اتحاد للإعلاميين” في حلب, من ضمن مشاريع إعلامية أخرى.

 إننّا في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير نطالب الجهات المسيطرة في مدينة حلب بالقيام بمسؤولياتها والعمل من أجل إطلاق سراح الزميل عبد الوهاب الالملا, ونحمّلها مسؤولية سلامته, كما نتوّجه إلى جميع المنظمات المحلية والدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير بالضغط من أجل الكشف عن مصيره.

في أحد اللقاءات التلفزيونية, يقول عبد الوهاب: (إنّ هذه هي الفكرة. إن مات عبد الوهاب أو خُطِف أن يكون هناك غيره الكثير).