إلى متى . . ستبقى الحقيقة مسجونة داخل أسوار سجن صيدنايا

في الخامس من تموز 2009 يكون قد مضى عام كامل على بدء أحداث الشغب في سجن صيدنايا العسكري و الذي يبعد 30 كم عن العاصمة السورية دمشق. وفي هذا السياق توالت الأخبار و المعلومات التي تؤكد سقوط 9 قتلى على الأقل خلال الأيام الأولى للأحداث تمكنت منظمة هيومن رايتس ووتش من الحصول على أسمائهم و كذلك تم تأكيد مقتل احد حراس السجن , بينما أشار تقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع عدد القتلى إلى 25 قتيلا على الأقل. و خلال العام الماضي أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى أنه : ( منذ اندلاع أعمال الشغب في يوليو/تموز 2008، صدرت تقارير أخرى عن وقوع أعمال عنف في السجن. وفي ديسمبر/كانون الأول 2008، تلقت هيومن رايتس ووتش تقارير بأن حراس السجن استخدموا القوة المميتة هناك مجدداً. وقال أحد سكان بلدة صيدنايا لـ هيومن رايتس ووتش إنه في 6 ديسمبر/كانون الأول سمع أعيرة نارية من السجن واستمرت 30 دقيقة، ثم فيما بعد شاهد دخاناً كثيفاً ينبعث من وسط السجن. وبعد أسبوعين، في 18 ديسمبر/كانون الأول، قال ناشط حقوقي سوري لـ هيومن رايتس ووتش إنه وردته معلومات عن وقوع أعمال عنف في السجن في ذلك اليوم، وأن سيارات إسعاف شوهدت هناك، لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية. وقال ناشط آخر لـ هيومن رايتس ووتش إنه حصل على تقارير جديدة بوقوع حوادث في صيدنايا، يومي 27 و31 ديسمبر/كانون الأول، وأن حريقاً اندلع في 31 ديسمبر/كانون الأول وأتى على جزء من جدار المبنى الداخلي للسجن ولم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تأكيد هذه التقارير بصورة مستقلة.)
الخبر الرسمي الوحيد حول هذا الموضوع صدر عن وكالة الأنباء السورية سانا بتاريخ 6/7/2008 جاء فيه : ( إن عددا من المساجين المحكومين بجرائم التطرف والإرهاب أقدموا على إثارة الفوضى والإخلال بالنظام العام في سجن صيدنايا واعتدوا على زملائهم وذلك في الساعة السابعة من صباح يوم السبت (أمس) في 5-7-2008 أثناء قيام إدارة السجن بالجولة التفقدية على السجناء.  وقد استدعى الأمر التدخل المباشر من وحدة حفظ النظام لمعالجة الحالة وإعادة الهدوء للسجن ورصد حالات الاعتداء على الغير وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.)
و حتى ساعة إصدار هذا البيان و على الرغم من مرور عام كامل على بدء أحداث الشغب في سجن صيدنايا و على الرغم من عشرات المناشدات و المطالبات و المحاولات , لا يزال الشيء الوحيد المؤكد أننا كمواطنين سوريين نجهل :
– أسباب قيام أحداث الشغب في سجن صيدنايا . . .
– الأسباب و الوقائع التي دفعت إلى استخدام الرصاص الحي و القوة المميتة من قبل إدارة السجن . . .
– أعدد القتلى و أسماؤهم . . .
– مصير أبنائها أكثر من 1500 عائلة سورية  كانوا معتقلين في سجن صيدنايا أثناء وقوع الأحداث . . .
– أسباب عدم إطلاق سراح أكثر من 25 محكوم على الرغم من انقضاء مدة عقوبتهم .
– صحة الأخبار المتعلقة بوفاة ناشط حقوق الإنسان المهندس نزار رستناوي أثناء أحداث الشغب .
السادة وزراء الإعلام و الدفاع و العدل و الداخلية في سورية :

إلى متى ستبقى الحقيقة مسجونة داخل أسوار سجن صيدنايا ؟
إلى متى سيبقى المواطن السوري آخر من يعلم  ؟

المركز السوري للإعلام و حرية التعبير

6/7/2009        دمشق