مجدداً: 150 منظمة مجتمع مدني تعبر عن رفضها لمسار سوتشي برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة

بمشاركة وتوقيع المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وجهت  150 جمعية ومنظمة تمثل المجتمع المدني السوري رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش” نشرت الخميس تتهمه فيها بمكافأة روسيا من خلال إيفاده مبعوثه الخاص ستيفان دي ميستورا إلى مؤتمر سوتشي وبالتالي إضفاء “شرعية الأمم المتحدة” على هذا المؤتمر.

وقالت الجهات الموقعة على الرسالة -وبينها العديد من المجالس المحلية- إن الأمين العام للمنظمة الدولية أسبغ على المؤتمر الذي نظمته روسيا “شرعية الأمم المتحدة”، معتبرة أنه كان الأجدى به أن يفرض على الحكومة السورية أن تشارك بجدية في مفاوضات جنيف الرامية لإنهاء النزاع المستمر منذ نحو سبع سنوات.

 

فيما يلي النص الكامل للرسالة:

 

صاحب السعادة أنطونيو غوتيريس

الأمين العام

الأمم المتحدة

 

29 كانون الثاني/ يناير 2018

 

سعادتكم،

 

كتبت إليكم أكثر من 130 من جماعات المجتمع المدني السوري في 3 كانون الثاني / يناير 2018 للإعراب عن قلقنا بشأن مؤتمر سوتشي المزمع عقده في روسيا. كان من بيننا العاملين في المجال الإنساني، وعمال الإنقاذ، ومراقبي حقوق الإنسان، والمجالس المحلية الموجودة داخل سوريا وخارجها. كنا جميعا متحدين في معارضتنا لسوتشي، وطلبنا منكم بإلحاح إعادة توجيه جهودكم لإحياء عملية جنيف وللقيام بكل ما في وسعكم لدعم عملية حوار وطني عادلة وذات مصداقية.

 

في الفترة التي سبقت سوتشي عبّر كل من مكتبكم ومكتب المبعوث الخاص بشكل واضح بأن الأمم المتحدة لن تشارك في سوتشي إلا إذا شارك النظام السوري بشكل جدي في المحادثات التي ستعقد في فيينا في كانون الثاني / يناير. فشل النظام السوري في تنفيذ شرطكم بجميع المعايير. مع ذلك تم تجاهل الشرط الذي وضعتموه وتم استبداله بـ “ضمانات” من روسيا. من خلال التنازل لروسيا دون الحصول على التغيير الذي طالبتم به في سلوك النظام فقد عززتم شعور روسيا بالسيطرة والملكية على العملية وتخليتم عن النفوذ الذي كنتم تسعون إلى خلقه. فبدلا من أن يكون على روسيا عبء جلب النظام إلى طاولة المفاوضات بطريقة جدية قبل أن تتم مكافأتها، أعطيتموها مكافأة شرعية الأمم المتحدة مقدما. ماذا ستكون العواقب بالنسبة لروسيا إذا تراجعت عن الضمانات التي قدمتها لكم؟ كيف سيكون باستطاعتكم فرض تنفيذ هذه الضمانات؟

 

في الأيام التي تسبق جنيف التاسعة، أطلقت قوات الأسد أسلحة كيميائية على دوما، مما أدى إلى إصابة عشرات المدنيين بالجراح والمرض. بينما كان النظام يهاجم الأطفال بالأسلحة الكيميائية – بدعم من روسيا – قام أيضا بهجوم جوي مدمر على إدلب، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين. خلال المحادثات، شدد النظام حصاره على الغوطة الشرقية وقتل عمال الدفاع المدني ورفض السماح بدخول المساعدة الطبية إلى  765 مريضا في حالة حرجة. وبينما كانت المحادثات تجري في فيينا في 25 كانون الثاني / يناير، أصبحت هادية – وهي مريضة بالسرطان تبلغ من العمر 50 عاما – الضحية رقم 21 بسبب حصار الأسد.

 

مع تزايد هجمات الأسد الشائنة داخل سوريا، رفض فريقه التفاوضي الإنخراط في محادثات جادة في فيينا. وبدلا من إرساء السبيل إلى السلام، أهدر ممثلو الأسد الوقت في توبيخ المبعوث الخاص. كيف يمكن استخدام هذه الإعاقة الصارخة كسبب للموافقة على سوتشي؟ كيف يمكن للأمم المتحدة – التي استأمنها السوريون على عملية السلام – أن تتخلى عن شروطها لصالح الثقة في “ضمانات” حكومة قامت بالهجوم على المدنيين السوريين وقامت بحماية مجرمي الحرب وتراجعت عن شبه كل الضمانات التي وعدت بها؟

 

إن فشل الأمم المتحدة في الالتزام بشروطها – والنمط المتكرر من الخطوط والشروط الحمراء التي يتم التخلي عنها – هو بالضبط السبب خلف رفض النظام السوري وحلفائه التفاوض بحسن نية، ومواصلتهم تحدي القانون الدولي. سيستمر أطراف النزاع في قتل المدنيين وتجويعهم والهجوم عليهم بالأسلحة الكيميائية طالما أنهم لا يواجهون عواقب على جرائمهم. نخشى بشكل كبير أن يقوض قراركم بإضفاء الشرعية على سوتشي عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة. ليس فقط لأننا لا نثق في نوايا روسيا في سوتشي، ولكن أيضا بسبب الرسالة التي يتم إرسالها في كل مرة يفشل فيها المجتمع الدولي في تنفيذ الخطوط التي يضعها. نحثكم على عدم تكرار هذا الخطأ، والتقيد بدلا من ذلك بالشروط التي تحددونها. أي شيء أقل من ذلك سيقلص من فرص السلام ويقوض مكانة الأمم المتحدة في نظر المدنيين في كل مكان.