تعيش مدينة درعا بمناطقها وأحيائها المتعددة حصاراً ممنهجاً ومتعمداً يكاد يكون الأقسى منذ توقيع اتفاق التسوية منتصف العام 2018 . وقد أصدر مركز توثيق الانتهاكات في سوريا تقريراً موجزاً حول التطورات الأخيرة التي شهدتها المحافظة، ووجّه أيضاً نداء عاجلاً لكافة المنظمات الدولية وعلى رأسهم مكتب المبعوث الخاص بسوريا، والأمين العام للأمم المتحدة والمفوضة السامية لحقوق الإنسان للبدء بإجراءات عملية فورية لمنع وقوع كارثة إنسانية في مدينة درعا، والضغط بكافة السبل المتاحة لإجبار قوات الحكومة السورية على فك الحصار عن المدينة فوراً، وبضرورة التدخل الفوري والعاجل من أجل السماح بدخول المواد الغذائية والإغاثية والطبية إلى تلك المناطق المحاصرة.
تستمر قوات الحكومة السورية حتى وقت كتابة هذا البيان بشنّها – بشكل شبه يومي – هجمات واسعة النطاق ذات طبيعة عشوائية ومتعمّدة – في نسبتها الساحقة – ضد الأعيان المدنية والمدنيين في أحياء مدينة درعا البلد أدت إلى سقوط عدد من الضحايا والمصابين إضافة إلى « طفس، اليادودة، والمزيريب » المحاصرة ومناطق أخرى بث الرعب بين صفوف المدنيين، بالتزامن مع خروج المركز الصحي الوحيد في المدينة عن الخدمة بشكل كامل. وخلال الأيام الماضية قامت منظومات متعددة من الأسلحة الحكومية السورية بشن سلسلة من الهجمات على مدينة درعا بالصواريخ والقذائف الثقيلة والمتوسطة. وقد وصف سكان المدينة المحاصرين هذه الهجمات بأنها أعنف الهجمات التي تعرضت لها المدينة منذ توقيع اتفاق التسوية في منتصف عام 2018.
كذلك شهدت أحياء درعا البلد حركة نزوح غير مسبوقة منذ سيطرة الحكومة السورية وحلفائها على المحافظة في تموز 2018 بموجب اتفاق التسوية، وذلك نتيجة القصف العشوائي بالقذائف والمضادات الأرضية على الأحياء السكنية، فيما تعاني العائلات المتبقية داخل أحياء درعا البلد، من القصف العشوائي المتواصل، وشح في المياه والمواد الغذائية الأساسية والخدمية وفي غياب واضح للمنظمات والجمعيات الإغاثية في المدينة.