جنيف، 13 كانون الثاني/يناير 2022 – ترحب الآلية الدولية المحايدة والمستقلة المعنية بسوريا بالحكم التاريخي الصادر ضد أنور رسلان، من المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنز، ألمانيا. وقد أدين المسؤول السوري السابق الرفيع المستوى بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة لدوره في التعذيب والقتل والعنف الجنسي إبان توليه منصبه السابق كرئيس لإدارة التحقيقات في الفرع 251 التابع للمخابرات السورية.
ويختتم هذا الحكم محاكمةً شهدت تقديم شهادات العديد من الناجين من الفرع 251، واستخدام النيابة العامة للأدلة والمعلومات التي وثقتها العديد من الجهات الفاعلة، وخاصة السوريين، وجمعتها وشاركتها بشجاعة مع هيئات المساءلة.
وقالت كاثرين مارشي-أويل، رئيسة الآلية “إن حكم محكمة كوبلنز بالغ الأهمية ليس فقط للضحايا والناجين المباشرين من هذه الجرائم، ولكن أيضا للضحايا والناجين من الانتهاكات العديدة التي لم تعالَج بعد والتي ارتكبت في الماضي ولا زالت تُرتكب في سوريا. ويجب أن نعترف بأنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به من أجل تحقيق العدالة. ويذكرنا هذا الحكم بما هو ممكن، ويؤكد لمرتكبي الجرائم الخطيرة أنهم سيخضعون للمساءلة بسبب أفعالهم”.
إن استخدام ألمانيا للولاية القضائية العالمية لمحاسبة مرتكبي الجرائم الدولية في سوريا، يُظهِر الدور الحيوي الذي تؤديه السلطات القضائية الوطنية في توفير سبل العدالة للضحايا/الناجين من الجرائم المرتكبة في سوريا. وفي حين لا توجد محكمة دولية حاليا، يجب على السلطات القضائية الوطنية أن تواصل دعم القانون الدولي من خلال تعزيز قوانينها وعملياتها. ويعتبر المستودع المركزي للمعلومات والأدلة في الآلية موردا فعالاً للوحدات الوطنية المعنية بجرائم الحرب التي تسعى إلى التحقيق مع المشتبه فيهم ومقاضاتهم.
وقالت السيدة مارشي-أويل “إن تبادل الأدلة والتحليلات هو شوط واحد مما هو في الأساس سباق تتابع طويل للعديد من الجهات الفاعلة المعنية بالمساءلة، ودورنا في الآلية هو تيسير العدالة. نحن نستفيد من المعلومات والمواد التي جمعناها من العديد من الجهات الأخرى ونشاركها مع التحليل القانوني وغيرها من أشكال الدعم للسلطات القضائية، على أمل أن يؤدي ذلك إلى العديد من المحاكمات والأحكام مثل تلك التي صدرت في كوبلنز”.
ورغم أن الآلية لا تعلق على مشاركتها في قضايا محددة فإن من المعروف بشكل عام أن الآلية تدعم السلطات القضائية الألمانية. وتسلك الآلية جميع السبل المتاحة لتحقيق العدالة وتستعد للسبل التي قد تنشأ في المستقبل. والغرض الأساسي من ذلك هو مساعدة السلطات القضائية المختصة التي تسعى إلى التحقيق مع المتهمين بارتكاب جرائم دولية في سوريا منذ عام 2011 وملاحقتهم قضائيا.