المركز السوري للإعلام وحرية التعبير يحصل على جائزة المدافع عن الحقوق المدنية للعام 2025 من منظمة Civil Rights Defenders
منحت جائزة المدافع عن الحقوق المدنية للعام (Civil Rights Defender of the Year Award) لسنة 2025 للمركز السوري للإعلام وحرية التعبير. ويُعدّ المركز رائدًا في مجال العمل على محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي في سوريا، وقد أسهم عمله الدؤوب في اعتقال مسؤولين سوريين رفيعي المستوى، بل وفي إصدار مذكرة توقيف بحق الديكتاتور المخلوع بشار الأسد
“في بلد حيث قول الحقيقة يمكن أن يكلفك حريتك – أو حتى حياتك، لم يلتزم المركز السوري للإعلام وحرية التعبير الصمت قط. ولأكثر من عشرين عاماً، كان فريق المركز مدافعين أشداء ضد القمع، كاشفين من خلال عملهم عن جرائم الحرب وساعين لمحاسبة مرتكبيها – حتى من المنفى”، كما يقول مجلس إدارة منظمة Civil Rights Defenders حول الدوافع وراء منح الجائزة
تأسس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير عام 2004، في وقتٍ كانت فيه حرية التعبير شبه معدومة في سوريا، رفع المركز صوته عالياً بكل شجاعة، فأصبح رمزاً قوياً للصمود والشجاعة والالتزام الراسخ بحقوق الإنسان.
يقول المحامي مازن درويش، مؤسس المركز والمدافع عن حقوق الإنسان: “تعرض الناس للهجوم من كلا الفريقين. من النظام الديكتاتوري ومن المتطرفين. كلاهما قرر الاختلاف على كل شيء، والصراع على كل شيء. الشيء الوحيد الذي اتفقا عليه هو أن المدافعين عن حقوق الإنسان والإعلام الحر هم العدو”

مازن درويش، محامٍ سوري ومدير عام المركز السوري للإعلام وحرية التعبير. تصوير: فريدريك ستيدتجر
سجنوا وعذبوا بسبب عملهم
منذ البداية، غطّى المركز السوري للإعلام وحرية التعبير الوضع الهشّ للصحفيين في سوريا، من اعتقالات تعسفية وتعذيب وقتل. ولكن مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، اضطر المركز إلى تعديل مساره وبدأ بجمع أدلة على الجرائم الدولية الأساسية. أدلة من شأنها أن تصمد أمام المحاكم.
وقد دفعوا ثمناً باهظاً لقاء عملهم… فقد تعرضت مكاتبهم للقصف والمداهمة والإغلاق عدة مرات. وفي عام 2012، اعتُقل مازن درويش وزوجته يارا بدر، مديرة البرامج في المركز، مع اثني عشر زميلاً آخرين
يقول مازن درويش: “لنا تاريخ طويل في إغلاق مكاتبنا في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير. كانت المرة الأولى عام 2006، ثم مرة أخرى عام 2009، والمرة الأخيرة عام 2012. لم يكتفوا في المرة الاخيرة بمصادرة مكتبنا أو معداتنا، بل اعتقلونا نحن أيضًا. سُجن بعض أصدقائي وزملائي لثلاثة أو أربعة أشهر. وكنت آخر من أُطلق سراحه – بعد ثلاث سنوات وثمانية أشهر.”
وقد تعرض عدد منهم، ومن بينهم مازن درويش، للتعذيب المتكرر في السجن.

يارا بدر، صحفية سورية، ومدافعة عن حقوق الإنسان، ومديرة برامج في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير. تصوير: فريدريك ستيدتجر
بناء السلام في سوريا
يعمل المركز اليوم من فرنسا، وينتشر موظفوه في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك داخل سوريا. وقد رفع المركز السوري للإعلام وحرية التعبير دعاوى قضائية في ألمانيا والنمسا وفرنسا والسويد، ممهداً الطريق لإصدار مذكرات توقيف دولية بحق مسؤولين سوريين كبار، بما في ذلك مذكرة توقيف تاريخية صدرت في فرنسا بحق الرئيس السابق بشار الأسد.
يقول مازن درويش:”لا يمكننا القول إن كل شيء على ما يرام لمجرد فرار بشار الأسد. لا يمكننا المضي نحو المستقبل إذا لم نتعامل مع الماضي. لهذا، نحتاج إلى عدالة انتقالية. ونحتاج إلى العدالة والمساءلة كأداة للسلام، لا كسلاح للانتقام”
حول تسلم الجائزة
علق المركز على تسلم جائزة المدافع عن الحقوق المدنية للعام قائلاً: “جاءت الجائزة في لحظة مفصلية، إذ تزامنت مع سقوط النظام بعد 14 عامًا من التضحيات. كنا نحس بالإرهاق من تطبيع العلاقات مع النظام السابق ونشعر بأن الطريق طويل نحو دولة يحكمها القانون والعدالة. ورغم أننا نعلم أن طريق المساءلة لا يزال طويلًا أمامنا، إلا أن الجائزة أعادت إلينا الأمل بأننا على الطريق الصحيح، وأن جهودنا ذات أثر، وأننا بدأنا نجني ثمار عملنا.
لا يمثل هذا التكريم اعترافاً بتفاني فريق المركز السوري للإعلام وحرية التعبير فحسب، بل يُؤكد أيضًا على مسؤوليتنا في الحفاظ على الثقة والمهنية في مكافحة الإفلات من العقاب لضمان الحريات لجميع السوريين”
في 11 أيار/مايو، سيصل مازن درويش ويارا بدر إلى ستوكهولم. وسيُقام حفل توزيع الجوائز في 13 أيار/مايو.

المحامي ومدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مازن درويش ـ يارا بدر صحفية ومدافعة حقوق الإنسان ومديرة البرامج – الصورة: فريدريك ستيدتجر
حول جائزة المدافع عن الحقوق المدنية للعام
جائزة المدافع عن الحقوق المدنية للعام (Civil Rights Defender of the Year Award) هي جائزة تُمنح سنويًا منذ عام 2013 من قِبل منظمة حقوق الإنسان السويدية (Civil Rights Defender). تُكرّم الجائزة المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان الذين يواصلون نضالهم من أجل الحقوق المدنية والسياسية، رغم المخاطر التي تُهدد سلامتهم.
التواصل
إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن الجائزة يرجى الاتصال بالصحفي مسؤول التواصل لدى (Civil Rights Defenders) على:
[email protected] or +46 (0)76 576 27 62.
وإذا كنتم ترغبون بإجراء مقابلة مع مازن أو يارا، يرجى التواصل مع مسؤولة المناصرة في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير على:
الدافع الكامل وراء منح الجائزة
“في بلد حيث قول الحقيقة يمكن أن يكلفك حريتك – أو حتى حياتك ، لم يلتزم المركز السوري للإعلام وحرية التعبير الصمت قط. فلأكثر من عشرين عاماً، كانوا مدافعين شديدي البأس ضد القمع، كاشفين من خلال عملهم عن جرائم الحرب وساعين لمحاسبة مرتكبيها – حتى من المنفى. ورغم التهديدات والاعتقالات التعسفية والاخفاء القسري والتعذيب الذي تعرضوا له، أدّى عملهم الدؤوب إلى اعتقال كبار المسؤولين السوريين، بل وحتى إلى إصدار مذكرة توقيف بحق الديكتاتور المخلوع بشار الأسد.
لصمودهم وشجاعتهم الاستثنائية في سعيهم نحو عالمٍ قائم على العدالة والحرية والمساواة وحقوق الإنسان والكرامة، مُنح المركز السوري للإعلام وحرية التعبير جائزة المدافع عن الحقوق المدنية للعام (Civil Rights Defender of the Year Award) لعام 2025.
اقرأ المزيد عن الحاصلين على الجائزة هذا العام
crd.org/2025/04/23/civil-rights-defender-of-the-year-award-2025-scm