80 مرتبة فاصلة بين الكويت والسعودية في حرية الصحافة: حرية الإعلام في المملكة تتراجع وهيئة الصحفيين مدانة

شبكة “والفجر” الثقافية

 أثار تراجع ترتيب المملكة في حرية الصحافة والإعلام ضمن الترتيب العالمي الذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود حفيظة عدد من محللي ومتابعي الوسط الإعلامي. إذ نشرت المنظمة تراجع ترتيب حرية إعلام المملكة بين دول العالم إلى المرتبة 158، متراجعة مرتبة واحدة عن العام الماضي، في الوقت الذي قفزت الكويت تسع مراتب، لتتصدر بقية الدول العربية بالمرتبة الأولى في حرية الصحافة ببلوغها المرتبة 78 عالميا، بفارق 15 مرتبة عن المركز الثاني عربيا الذي حظيت به لبنان.

نافذة للعالم
أرجع دكتور تكنولوجيا الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز- سعود الكاتب-في حديثه لـ(أوج)- أسباب هذا التراجع إلى الاعتماد على سياسات الحجب والحظر والإيقاف، مع سن تشريعات لا تلائم الإعلام الجديد إضافة إلى عدم فهم مفهوم الإعلام الجديد بالنسبة للمسؤولين ومفهوم الحرية المسؤولة بالنسبة للكتاب والعامة.
وقال “الإعلام التقليدي ومتابعوه يختلفون عن الإعلام الجديد، المشكلة الأساسية في أننا لا نستطيع حتى الآن أن نحدد مفهوم الإعلام الجديد. حتى لو أردنا أن نعمل رقابة على الإعلام الجديد فإنه لا بد أن تكون مختلفة عن الرقابة المستخدمة في الإعلام التقليدي، الإعلام الجديد انتشر وأصبح حقيقة واقعة ويجب أن نؤمن أن عملية الرقابة والتحكم فيه أصبح أمر شبه مستحيل وصعب جدا. الإعلام الجديد هو الأساس لأنه هو الذي يعطي واجهة لجميع دول العالم، دول العالم اليوم ترانا من خلال الإعلام الجديد، الكثير من القوانين التي سنت في الفترة القليلة الماضية لا تراعي خصائص الإعلام الجديد؛ الإنترنت محيط مفتوح لا يمكن أبدا أن نقفله هذا أصبح من المستحيلات” وأضاف أن الأخطاء الناجمة عن سياستي الحجب والحظر أولا وتشريع القوانين ثانيا هي أساس تأخر ترتيب المملكة في التصنيف “الترتيب المتأخر ناتج عن أخطاء في تعاملنا واعتمادنا سياسة الحجب وتشريعنا لبعض القوانين التي تجعل إعلامنا يتأخر، القرارات المقيدة المتعلقة بالنشر الإلكتروني والقنوات الفضائية والغرامات المالية الكبيرة تجعل الكتاب يفكرون ألف مرة ويكتبون بأقلام مرتعشة، هذه الأمور عوائق وتحديات حقيقية في وجه حرية الإعلام، كما أن إيقاف الكتاب والصحفيين وكل من له رأي من مدونين وغيره سواء كان الإيقاف حجزا أو سجنا أو منعا من الكتابة كلها ليست حلا”.

“منتهية الصلاحية”
ولم ينفِ الكاتب وجود تقصير في فهم الحرية المسئولة غير أنه أرجعها إلى غيابها عن جيل كامل اعتمد في تكوينه على المراقبة بدلا من الثقة: “يجب أن نبدأ من المدارس، أن نعلم أبناءنا ما هو مفهوم الإعلام الجديد وما هو الإنترنت وما هي حرية التعبير المسئولة. في الواقع يتخرج الجيل الحالي من الثانوية وهو لا يعرف شيئا عن حرية التعبير وعن الرأي رغم إلمامهم بطرق دخول المواقع. نريد أن ننمي الالتزام الداخلي فيهم، أن يعرفوا ما هو صائب وخاطئ وما هو مقبول وغير مقبول. وقتها نكون جيل نستطيع الوثوق به ونكف عن سياسة الحجب والحظر والإغلاق. خنق الإنترنت لم يعد ممكنا والحجب والحظر لم يعد مجديا لأن هناك ألف وسيلة أخرى ليفتح الموقع ولينشره الناشر.”

العصاة “بدون جزرة”
كما طالب الكاتب الجهات المسئولة أن تكون أكثر انفتاحا على الإعلام بدل أن تكون عصاة ردع عليه في سبيل تخطي هذا التراجع “علينا أن نستوعب مفهوم الإعلام الجديد والتغيرات التي طرأت عليه ونعرف أن عمليات إيقاف الصحفيين لم تعد تجدي. يجب أن نتعامل مع الإعلام بانفتاح أكبر ومع الإعلاميين بأسلوب مختلف يضمن حريتهم وتوعيتهم بالمسؤولية التي تقع على عاتقهم وهذه مسألة توعية بسيطة تجعلنا منفتحين على الإعلام وليس “عصاة” عليه”.

هيئة الصحفيين مدانة
واختتم الكاتب مداخلته بشن هجوم على هيئة الصحفيين واصفا إياها بأنها سلبية وأضرت الإعلام السعودي “لم أصل لقناعة أن لدينا هيئة صحفيين، في الواقع هيئة الصحفيين أساءت للإعلام والصحفيين في المملكة ولو قلت إنهم لم يفعلوا شيئا لكنت امتدحتهم لكن سلبيتهم وعدم تجاوبهم أساءت للإعلام وأنا أتمنى أن يتم مراجعة هذا الوضع فقد آن لمن فيها أن يستريح ويترك الفرصة للشباب الأقدر والأكثر دراية ومواكبة للإعلام الجديد“.