وكالة أنباء «رويترز» تمنع مراسلها في اليمن من تغطية أخبار البلاد

وكالة أنباء «رويترز» تمنع مراسلها في اليمن من تغطية أخبار البلاد

قالت: تقاريره موضوعية ولكن من غير المناسب أن يعمل مراسلا مع كونه مترجما للرئيس
لندن: «الشرق الأوسط»

أكدت وكالة أنباء «رويترز» أنها ستوقف مراسلها محمد صدام من تغطية أخبار اليمن بحكم أنه يعمل مترجما خاصا للرئيس اليمني علي عبد الله صالح. جاء ذلك بعد ما كانت الوكالة قد دافعت عن قرارها اعتماد تقارير مراسلها في اليمن محمد صدام الذي يعمل مترجما خاصا للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بالإضافة إلى عمله مراسلا للوكالة في اليمن. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن مراسليها في اليمن أن الوكالة كانت قد رفضت احتجاج ناشطين يمنيين وعدد من الصحافيين خارج اليمن للوكالة باعتماد محمد صدام مراسلا لها مع أنه يعمل مترجما خاصا للرئيس اليمني، معللة ذلك بأن العديد من مراسليها حول العالم يعملون في وظائف رسمية بالإضافة إلى عملهم مراسلين. وفي حين تم إيقاف محمد صدام من تغطية أخبار اليمن، فإن «رويترز» لم تنف احتمال استمراره في تغطية أخبار مناطق أخرى خارج اليمن. وقالت الوكالة في بيان لها «إن تغطية محمد صدام خلال سنوات عمله لدى الوكالة كانت تتسم بالدقة والموضوعية». غير أن البيان عاد وأكد أنه «من غير المناسب أن يستمر مراسلا من يعمل مع جهة حكومية». ويعتقد أن صدام الذي اعتقل لمدة قصيرة من قبل قوات عسكرية منشقة على نظام الرئيس صالح للتحقيق معه بحكم عمله مترجما للرئيس اليمني، يعتقد أنه يوجد حاليا خارج البلاد. وقد عمل صدام مراسلا لـ«رويترز» خلال سنوات وأثناء اندلاع موجة الاحتجاجات الشعبية العارمة ضد نظام الرئيس اليمني منذ فبراير (شباط) الماضي. وقد عمل صدام لسنوات مترجما خاصا للرئيس اليمني، الأمر الذي لم يثر أي اهتمام حتى تم اعتقاله من قبل قوات اللواء المنشق علي محسن الأحمر قبل بضعة أسابيع بسبب عمله مترجما للرئيس اليمني حسب صحيفة «يمن تايمز» المحلية. وقد نفى اللواء علي محسن الأحمر علمه بأن صدام يعمل مراسلا لـ«رويترز» قائلا إنه لا يعلم له إلا وظيفة واحدة وهي «المترجم الخاص للرئيس». وقد دعا عدد من المنظمات الحقوقية ونقابة الصحافيين إلى الإفراج عن صدام بغض النظر عن طبيعة عمله. وقد تم الإفراج عن صدام بعد أسبوع من اعتقاله بعد الاتفاق على إطلاق سراح عدد من الصحافيين المحتجزين لدى الحكومة حسب وسائل إعلام محلية. وتعرضت وكالة «رويترز» لانتقادات شديدة حيث وجهت انتقادات للوكالة من فعاليات شبابية يمنية ومن عدد من الصحافيين ومتصفحي المواقع الاجتماعية الذين نددوا بما سموه الوظيفة المزدوجة لصدام.. مترجما للرئيس اليمني ومراسلا لوكالة أنباء «رويترز». غير أن عددا من الصحافيين داخل اليمن دافعوا عن محمد صدام بالقول إن الكثير من الصحافيين يعملون بوظيفتين إحداهما مع الحكومة، والمهم في الأمر هو الدقة والمعيارية. وعلى الرغم من أن حافظ البخاري، وهو صحافي يمني، يرى أن عمل المراسلين في وظائف حكومية هو مظنة عدم الدقة، فإنه ذكر أن تقارير صدام عن اليمن كانت غالبا ما تتسم بالموضوعية وأن صدام كان دائما يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف في اليمن. وأضاف البخاري أن العديد في اليمن يعتقدون أن صدام مع الحكومة، غير أنه في الواقع لم يكن إلا موظفا مع الرئاسة ولم يكن من المقربين من الرئيس صالح، وما كانوا يثقون به وإنما كانوا يستفيدون من خبرته في الترجمة.
وقال محمد عبد الدايم منسق الشرق الأوسط في لجنة حماية الصحافيين، إنه ربما كان هناك تضارب في المصالح من خلال عمل صدام لكنه ليس على القدر الذي تصوروه، لم يكن صدام يعمل محللا مع صالح ولكنه كان مجرد مترجم وليس في الأمر تضارب في المصالح.
وأضاف عبد الدايم أنه لم يكن اعتقاله من قبل القوات الموالية للثورة بسبب أنه يعمل مراسلا لـ«رويترز»، وأن يعمل الصحافي في وظيفة أخرى، فهذه مسألة شخصية، لا دخل لها بالعمل في مهنة الصحافة.