نادين البدير: هؤلاء هم المطاوعة

مريم عبد الله

تزامناً مع تعيين الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رئيساً لـ«هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» برتبة وزير، عاد هذا الجهاز إلى إثارة الجدل في السعودية. في الوقت الذي يدور فيه نقاشٌ عن جدوى الهيئة، عرضت قناة «دريم» المصرية حلقة جديدة من برنامج «الحقيقة» مع الإعلامي وائل الإبراشي (10 من الشهر الحالي). وتخلل الحلقة عرض لاستطلاع للرأي نشر في أكثر من صحيفة سعودية عن نظرة المواطنين في المملكة إلى الهيئة. وجاء في نتيجة الاستطلاع أنّ 63 في المئة من المواطنين يرون أن اتهام الهيئة بارتكاب جرائم قتل أثناء قيامها بعمليات دهم وملاحقات، يندرج ضمن ممارسات خاطئة لبعض أفراد هذا الجهاز الديني.

وقد استضاف البرنامج الصحافية والإعلامية السعودية نادين البدير التي شنت هجوماً على «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» واتهمتها بالإرهاب، ووصفتها بعدوة المجتمع: «إنه جهاز ينزل إلى الشوارع على شكل عصابات بمرافقة أمنية. لا يتوانى عن إثارة الفزع وارتكاب الجرائم التي لم يحاسب عليها أحد من أفرادها حتى اليوم». وأضافت أن الهيئة تتألّف من «متخرّجين من السجون ومدمني المخدرات».

ولم تكتف البدير بهذا الحدّ، بل وصفت الهيئة بـ«محاكم التفتيش السعودية»، معدّدةً الجرائم التي ارتكبتها، مثل منع رجال الإنقاذ من دخول مدرسة للبنات إثر اندلاع حريق سبب مقتل 14 طالبة في عام 2002. الهجوم الذي شنته نادين البدير التي اشتهرت بمقالاتها المثيرة للجدل كمقال «أنا وأزواجي الأربعة»، لم يمرّ مرور الكرام.

انتقل الموضوع ليتصدر صفحات عدد من المنتديات العربية وصفحات المواقع الاجتماعية. وما أجّج النقاش مطالبة القاضي (في محكمة القطيف) مطرف البشر، بمحاكمة البدير وسحب الجنسية منها، بحجة «الإساءة إلى الشعب السعودي وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». ويأتي هجوم البدير بعد القرار الملكي القاضي بتعديل قانون المطبوعات والنشر الذي صدر نهاية نيسان (أبريل) 2011. ويمنع القرار التعرض لرجال الدين في الإعلام المحلي، فيما تتباين آراء السعوديين في دور الهيئة: منهم من يؤيّد عملها في إقامة الحدود الشرعية، ومنهم معارض يرى في عملها اعتداءً على الحريات. وبين هذا وذاك، يتعرّض هذا الجهاز بنحو شبه دائم لانتقادات من المنظمات الحقوقية بسبب انتهاكه للحرية الشخصية للمواطنين. لكن تجاوزات الهيئة التي تحظى برعاية رسمية ومالية من الديوان الملكي ووزارة الداخلية، تتّخذ أحياناً منحى طريفاً كتهديدها بملاحقة النساء «صاحبات العيون الفاتنة». كذلك فإنها اعتقلت أخيراً أحد المقيمين العرب في الرياض بسبب حمله بالونات كتب عليها «عام سعيد 2012»… عبارة يمنع حملها هذه الأيام (وكل الأيام) في المملكة.