موظّفو nbn فقدوا الـ«أمل»

موظّفو nbn فقدوا الـ«أمل»

منذ وفاة رجل الأعمال الكويتي ناصر الخرافي، دخلت «الشبكة الوطنية للإرسال» في أزمة مالية قد تهدّد استمراريتها. وعصراً للنفقات، تخلّت عن بعض الموظفين وأوقفت كل إنتاجاتها المحلية

صحيفة “الأخبار”: باسم الحكيم
فيما ينتظر الموظفون في القطاعَين الرسمي والخاص تطبيق مرسوم تصحيح الأجور في نهاية الشهر الحالي، يسود الحذر والترقب في كواليس المحطات اللبنانيّة خوفاً من عمليات صرف جديدة. وإذا كان موظفو «المستقبل» يتوقعون اتصالاً في أي لحظة لإبلاغهم بالاستغناء عن خدماتهم إيذاناً بإقفال المحطة الزرقاء، يبدو الوضع أسوأ في «الشبكة الوطنيّة للإرسال nbn».
المحطة التي يكاد الجمهور ينسى أنّها موجودة أساساً على الخريطة الإعلاميّة، قد تعود إلى الواجهة لكن هذه المرة من باب أزمتها المالية. طبعاً، فهذه المشاكل الاقتصادية ليست جديدة، لأنّ القناة تتعايش معها منذ ولادتها تقريباً. غير أن حدتها ازدادت في الأشهر الأخيرة، بعد تخلّي «مجموعة الخرافي» عن حصتها والتوقف عن دفع معاشات الموظفين. بعد أسابيع قليلة من وفاة رجل الأعمال الكويتي ناصر الخرافي (نيسان/ أبريل 2011) الذي وضع على عاتقه دفع مبالغ ماليّة تخوّل المحطة الاستمرار بالحد الأدنى، اكتفى أبناؤه بالتنازل عن حصتهم، فتوقّفوا عن ضخ المال في مؤسّسة إعلاميّة لا تقدّم لهم شيئاً على المستويَين السياسي والاقتصادي، وتخلّصوا من استثمار يعد خاسراً من الأساس.
الأسبوع الماضي، بدأت nbn سياسة عصر النفقات. وبعد التوقف عن الإنتاج والامتناع عن شراء البرامج والمسلسلات المكلفة منذ مدّة، والاكتفاء بإعادة البرامج القديمة كـ«أحزاب لبنان»، قررت التخلّص من التكاليف الباقية. ولأنّ رواتب الموظفين تكاد تمثّل العبء المالي الوحيد، كان لا بد من التضحية بهؤلاء. ويكشف مصدر لـ«الأخبار» أن الإدارة وضعت لائحة تضم 25 اسماً من الموظفين، وأبلغت أربعة منهم الاستغناء عن خدماتهم. ويتوقع المصدر أن يبلّغ موظفون آخرون قرارات مماثلة في غضون الأسابيع المقبلة، علماً بأن العاملين في القناة لم يقبضوا كامل رواتبهم في الأشهر الخمسة الأخيرة، فيما لم يقبض المتعاقدون أموالهم منذ سنة ونصف. ويؤكد أن «من وَضع لائحة الأسماء التي ستصرف، حرص على ألّا يضمنها أشخاصاً محسوبين على الرئيس نبيه بري». لكن لماذا تأجلت عمليات الصرف؟ يرجّح مصدر آخر أنّ «الإدارة كانت تأمل الحصول على دفعة مالية من إيران. وعند فشل هذه المساعي كان لا بد من اتخاذ
القرار».
في مطلع العام، خلعت المحطة ثوبها الإخباري نهائيّاً، وتخلت عن بعض البرامج للحد من المصاريف، واستبدلتها بالمسلسلات المعادة. ووُعِد مقدمو بعض البرامج المتوقفة ببرامج أخرى تنطلق في شباط (فبراير) الحالي. ومن بين هؤلاء قاسم دغمان الذي أوقف برنامجه «علّ صوتك» نهاية العام، وكُلِّف إعداد وتقديم برنامج اجتماعي صباحي، يُعرض أربعة أيّام أسبوعيّاً. قبل ذلك، أوقف برنامج «إيد بإيد» مع هالة الطويل، ووُعدت هذه الأخيرة بأن تعود في موسم آخر من برنامج «نعم ثقافة». قبل ذلك، أوقفت المحطة برنامج السينما، متذرِّعة بانطلاق الثورة الليبيّة، فتخلّت عن مقدمته ليليان أبو شقرا. غير أن عودة nbn إلى البرمجة المنوعة مطلع العام الجديد، لم يجعلها تعيد التعاقد مع أصحاب البرامج الترفيهيّة.
وبينما تتخبط القناة في مشاكلها المالية، يبدو مستقبلها على كف عفريت. ويشكو بعض العاملين استنسابيّة في توزيع الأدوار، ما يبعد بعض الإعلاميين عن الأضواء. هكذا، يحيط الغموض بمستقبل «الشبكة الوطنية للإرسال»، فهل ستجد الصرخة هذه المرّة صداها، ويتخذ قرار جديّ بإنقاذ المحطة؟