مدونو فلسطين يواصلون الانتفاضة الأولى

مدونو فلسطين يواصلون الانتفاضة الأولى

هكذا استعاد المدونون الفلسطينيون الذكرى الرابعة والعشرين للانتفاضة الأولى. وقد وروى بعضهم ذكرياته خلال تلك الحقبة من دون أن ينسوا انتقاد… «أوسلو»

"الأخبار": رشا حلوة
عكّا | في التاسع من الشهر الجاري، أحيا الفلسطينيون الذكرى الرابعة والعشرين لانطلاق الانتفاضة الأولى (1987). لكن هذه المرة كانت المناسبة مختلفة. تأكد الشعب الفلسطيني أنّه لا يزال يعيش انتفاضته، فاستشهد خلال إحياء الذكرى الشاب مصطفى التميمي في قرية النبي صالح (شمال غرب رام الله) بعدما أصابته قنبلة غازية في عينه اليمنى.
الانتفاضة إذاً مستمرة، وهو ما دفع مجموعة من الناشطين الشباب إلى إطلاق «بيان رقم واحد» عبر وسائل الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي. ويمكن اختصار عمل هذه المجموعة بمحاولتها الربط بين العمل الميداني، والنشاط على الشبكة العنكبوتية لتعريف العالم بما جرى ويجري على أرض فلسطين. هكذا دعت المدونين والناشطين الفلسطينيين إلى نشر كتابات عن الانتفاضة الأولى، من خلال إجراء مقابلات مع من عاشها من أجيال مختلفة، أو كتابة ذكرياتهم الخاصة، أو مقالات أو أشرطة توثق تلك الحقبة، أو حتى تصميم ملصقات تحيي الذكرى.
وبالفعل لبّى بعض المدوّنين هذه الدعوة، فصمم الفنان الشاب محمد حسونة ملصقاً بعنوان «وابدأ ميلادك بالحجر» نشرها على مدونته «طعم الحرية». أما مجد كيّال من حيفا، فنشر نصّاً أدبياً قصيراً بعنوان «حين استيقظ الثوار باكراً…»، يروي من خلاله قصة يوم من أيام الانتفاضة الأولى في فلسطين. أما دعاء علي فكتبت مقالة بعنوان «أوسلو وخرافة الدفن البريء: عن انتفاضة لا تموت». وينتقد النص الذي نشر على مدوّنتها «رصاصة طائشة» قيادة «منظمة التحرير الفلسطينية» بسبب التوقيع على اتفاقية أوسلو (1993). وجاء في المقالة: «أيها الأخوة غير الأعزاء، أبسط من أن تُفسر: الفلسطيني يريد فلسطين، ويراها على بعد مرمى حجرٍ هو بيده ولا يخشى إلقاءه. هذه هي الانتفاضة، وهذا هدفها. فقولوا لي، بحق الجحيم، كيف لأوسلو أن يحققه؟».
إذاً تجاوب المدونون مع الدعوة التي أطلقها الناشطون، فيروي «واحد افتراضي» كيف أصبح «فدائياً، تقريباً». ويعود بنا إلى سنوات خلت، يوم كان في الثالثة من عمره، ليروي ذكرياته «المبتورة» في «روضة جبل الزيتون»، وكيف أسمعت المعلمة صفاء التلاميذ الصغار الأغنية المهرّبة والممنوعة «أجمل الأمهات» لمرسيل خليفة. ويقول «واحد افتراضي» إنه يغني الأغنية اليوم لابنه غسان، متسائلاً «هل سيغنيها عندما يكبر؟».
من جهتها، نشرت ثمينة حصري من أم الفحم في «شاهراً سيفه»، وهي مدونة تحكي عن «الإسلام السياسي»، ذكرياتها مع الانتفاضة الأولى. لا تقتصر التدوينة على الذكريات فقط، بل تحكي عن الأغاني التي ظهرت خلال تلك الفترة وعلاقتها بها وما يجري اليوم، فكتبت: «أغاني الانتفاضة الأولى لا تليق إلا بها وصورها لا تليق إلا بشعب عمّر البيوت التي هدمها الاحتلال بعد ساعات من هدمها. شعب الانتفاضة الأولى بات غريباً عنا وأضحى أسطورة لا نعي السبيل إلى تحقيقها مرة أخرى…».
إلى جانب التدوينات، نشط الفلسطينيون على موقع تويتر، فكتب كل واحد «تغريداته» المتعلقة بالذكرى، مع روابط لمقالات وصور من الأرشيف ومقاطع فيديو… و«التغريدة» التي تم تداولها بكثرة كانت «نحنا الثورة».