الصومال: عام 2009م الصحافة تحت السلاح!

معاناة الصحفيين فى الصومال تتكرر وتزداد يوماً بعد يوم، تهديد، اعتقال، اغتيال واغلاق المحطات الإعلامية المختلفة اوقصفها ومنعها من مزاولة عملها يسود المجال الإعلامى فى الصومال والذى لايخضع تحت ادارة موحدة وفعالة، هنا تخضع تحت ادارة ما، وهناك تخضع تحت ادارة جهة أخرى ولكل له مصالحة ورغباته، وسبب هذا مشاكل صعبة غلى الصحفيين، و فى وقت يدور فى العاصمة الصومالية مقديشو اعنف المواجهات بين الحكومة الأنتقالية الصومالية والحركات الإسلامية المناوئة لها يعانى الصحفيون الصوماليون كغيرهم من سكان مقديشو الأضرار الناجمة عن الحروب الدامية التى جرت فى العاصمة الأشهر الماضية ولازالت تجرى، فى بعض الأحيان يتم استهذاف الصحفيين عمداً ولهم نصيبهم القدرى مما يجرى فى البلاد عامة.

فى عام 2009م أصبح كعام 2007- 2008م عاماً دامياً بالنسبة للشعب الصومالى عامة وللصحفيين خاصة، حيث قتل وجرح واعتقل واختطف عدد من الصحفيين فى الصومال، وبلغ عدد الصحففين اليذين قتلول فى الصومال عام 2009م ثمانية صحفيين.

فى 1/1/2009م قتل فى مدينة افجوى حوالى 30 كم جنوب العاصمة الصومالية مقديشو الصحفى حسن ميو حسن مراسل راذيو شبيلى (مقره مقديشو) فى المدينة، ووقع الحادث المريع بعد وقوع اشتباكات بين قوات الأمن فى المدينة ومليشيات مسلحة حاول الصحفى اثرها وجود معلومات متعلقة بالإشتباكات، لكن أفرادا من قوات الأمن فى المدينة دعوا الصحفى، وبعد عدة دقائق من لقائه اطلقوا الرصاص عليه فأردوه قتيلاً.

وقال أحد رفاق الصحفى حسن ميو ان بعض رجال الأمن دعوه واتهموه بأنه يميل إلى بعض الجهات المسلحة، وأخلوا سبيله لكن بعد انصرافه عنهم أطلقوا النار علي راسه.

وقال مختار محمد هرابى مدير راذيو شبيلى وكان حياً آنذاك لكن قتل فيما بعد، ان القوات الأمنية فى اقليم شبيلى السفلى المتمركزة فى مدينة افجوى هى التى قامت بقتل الصحفى حسن ميو حسن بعمد بعد رجوعه من وجود معلومات حول اشتباكات وقعت بين قوات الأمن ورجال مسلحين. بدء العام 2009م بالنسبة للصحفيين الصوماليين بألم وحزن بعد مقتل هذا الصحفى الذى عمل تحت ظروف صعبة كزملائه الصحفيين فى الأعوام الماضية.

فى 4/2/2009م قتل فى العاصمة الصومالية مقديشو مدير راذيو Horn Afrik سعيد تهليل أحمد بعد اطلاق النار عليه من جانب ثلاث مسلحين ملثمين لم تعرف هويتهم. وقع الحادث المريع بعد ظهر الأربعاء فى سوق بكارة الذى يسيطره الجماعات المسلحة الإسلامية المختلفة المناؤئة للحكومة الصومالية، ومقر الإذاعة المحلية التى كان مديراً لها العامين الماضيين بعد مقتل مديرها السابق على إيما شرماركى فى انفجار استهذف سيارته.

مقتل سعيد تهليل خلق الرعب والفزع من جديد فى نفوس الصحفيين الصوماليين العاملين فى جنوب الصومال حيث يبدوا أنهم مستهذفون من جهات غير معروفة وخفية، وكان عام 2007م الأكثر دموياً بالنسبة للصحافة الصومالية، ومقتل سعيد تهليل وأيضاً مقتل حسن ميو حسن فى بداية العام الجديد يذكّر أذهان الصحفيين الحزن والكمد والقلق البليغ الذى أصابهم عام 2007م بعد فقدان ثمانية أصدقاء لهم بسبب فوهات المسدسات والبنادق والإنفجارات.

ويعتبر المرحوم سعيد تهليل أحمد الصحفى الثالث الذى قتل وهو يعمل لمحطة Horn Afrik الإعلامية حتى بداية عام 2007م حيث وقع اغتيال مماثل فى 11/8/2007م نفذه مسلحون مجهولون على مدير إذاعة صوت العاصمة فى مقديشو والتى تملكها شركة Horn Afrik للإعلام مهد أحمد علمى، وبعد ساعات وخلال الرجوع من دفن جثمان الصحفى مهد أحمد علمى قتل مدير شبكة Horn Afrik للإعلام على ايمان شرمركى بانفجار عبوة ناسفة استهذفت سيارته.

فى 30 مارس 2009م حكمت محمكة فى اقليم بونت لاند السجن ثلاث سنوات الصحغى جامع أيانلى بعد اتهامه بنشر أخبار تسيء لإدارة الإقليم.

فى 22/5/2009م قتل فى العاصمة مقديشو الصحفى عبد الرزاق ورسمى محمد أحد الصحفيين العاملين فى راذيو شبيلى فى وقت كان يحاول تغطية أخبار الإشتباكات فى جنوب مقديشو.

فى20/04/2009م أصيب الصحفى نور موسى حسين محرر قسم الأخبار لراذيو صوت هيران المحلى ومراسل الإذاعة القرآن الكريم فى مقديشو بجراح بعد اشتباكات عنيفة فى بلدوين وسط الصومال بين قوات المحاكم الإسلامية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية وعناصر من الحزب الإسلامى المعارض لها. وأصبح الصحفى هو وعدد من المدنيين ضحية اشتباكات هزت المدنيين فى المدينة أكثر من عشر ساعات متتالية، وأصيب الصحفى نور موسى فى وقت كان يحاول تغطية أخبار الإشتباكات، وتوفى الصحفى فى مستشفى بلدوين بعد عدة أسابيع من اصابته متأثراً بجراحه فى 26/05/2009م.

فى الأعوام الماضية تعرض الصحفيون الصوماليون أخطاراً من قبل الجهات المتحاربة فى البلاد حيث تزعم كل جهة انحياز الصحافيين الى خصمهم، وتلقت عدة محطات إذاعية وصحفية وتلفزيونية والكترونية تهديدات من قبل جهات مختلفة، وتم توقيف أعمال عدة محطات إذاعية من بينها: إذاعة منديق فى مدينة بلد حوآء التى تقع الحدود الكينية الصومالية فى 9 ابريل 2009م على مدى 48 ساعات حيث أمرت ادارة حركة الشباب بإغلاق الإذاعة لكنهم وافقوا ببدء عملها من جديد بعد مفاوضات دارت بينهم وبين مسئولى الإذاعة.

ففى 26/04/2009م أغلقت عناصر الأمن التابعة لحركة الشباب فى مدينة بيدو جنوب غربى الصومال راذيو جوبا المحلى كمااعتقلت مدير الإذاعة مختار محمد عتوش، ومحرر قسم الأخبار محمد عطاوى وصحفى آخر محمد-نور محمد عبدالله وقضوا ليلتين فى سجن بمقر الشرطة فى المدينة.

حركة الشباب التى تدير المدينة لم توجه تهمة رسمية للصحفيين الثلاث والمحطة الإذاعية ما عدى أن أحد مسئولى الأمن التابع لها زعم أن الراذيو أذاع أخباراً يتعلق بالأمن العام بصورة سلبية.

قبل قيام الشباب بهذا الإعتقال كان الصحفيون فى بيدو يروون بأنهم يواجهون مضايقات من الإدارة المحلية حول أداء مهامهم الصحفية بصورة مستقلة، وقبل ذللك الأسبوع اعتقلت الإدارة الشبابية فى بيدو الصحفى محيى الدين حسن محمد مراسل راذيو شبيلى فى مقديشو.

بعض الصحفيين الذين تم اعتقالهم مثل: مختار محمد عتوش كان من بين عدة صحفيين اعتقلتهم قوات الحكومة الفيذرالية أيام الريئس المستقيل عبدالله يوسف أحمد فى 26/11/2008م مما يظهر أن الجهات المتحاربة فى البلاد تستهذف الصحفيين فى حال لم تنفذ الصحافة مصالحها لكن لم يسجل حتى الآن تعديات واجهت الصحفيين من قبل الحكومة الوحدة الوطنية التى يتزعمها الريئس الشيخ شريف الشيخ أحمد.

فى 2/6/2009م أختطف مدير تلفزيون Universal (فرع مقديشو) ابراهيم محمد حسين، وبعد عدة أيام من الإختطاف تم اطلاق سراحه.

فى 7/6/2009م قتل مسلحون ملثمون فى داخل سوق بكارو الذى يديره المليشيات الإسلامية المناوئة للحكومة مدير راذيو شبيلى مختار محمد هرابى وفى الوقت نفسه أصيب الصحفى أحمد عمر حاشى بجراح.

وأدى استهذاف الصحفيين من قبل بعض المليشيات المتحاربة فى مقديشو هروب عدد من الصحفيين من أماكن أعمالهم ووقف مهنتهم الصحفية بصورة مؤقتة وبحثهم عن ملاذ آمن بعد تهديدات للقتل وصلتهم عبر الهواتف حيث أعلن 15 صحفى من أبرز الصحفيين العاملين فى المحطات الإذاعية فى مقديشو ترك اعمالهم الصحفية بعد مقتل مختار محمد هرابى مدير راذيو شبيلى.

فى 4/7/2009م توفى فى العاصمة مقديشو الصحفى محمود يوسف أحد الصحفيين العاملين فى إذاعة القرآن الكريم متأثراً بجراح فى وقت كان يحاول تغطية أخبار الإشتباكات فى شرقى شمال مقديشو.

فى 21 أكتوبر 2009م أوقفت حركة الشباب أعمال راذيو ورسن وراذيو جوبا المستقلين، و فى 12 نوفيمبر أمرت الإدارة التابعة لحركة الشباب الإذاعة ببدء أعمالها ناطقة بصوتهم، ومنعوا راذيو جوبا من ممارسة أعماله.

فى 2 نوفيمبر 2009م أعتقلت ادارة بونت لاند الصحفى عبد الغنى حسن طغجر، بينما اعتقلت الإدارة التابعة للشباب فى بلد حواء الصحفى أحمد حاجى حسن مراسل صوت أمريكا القسم الصومالى.

فى 17 نوفيمبر 2009م أصيب الصحفى محمد ياسين مراسل صوت أمريكا القسم الصومالى بجراح فى مدينة جالكعيو بعد اطلاق النار على سيارته من قبل قوات الأمن فى بونت لاند. فى حين أغلقت الإدارة التابعة للشباب إذاعة مانديق فى بلد حواء فى 24 نوفيمبر 2009م.

فى 3 دسيمبر 2009م قتل فى العاصمة الصومالية مقديشو 22 شخصاً مكونيين من مسئولين حكوميين وأطباء وصحفيين و طلاب بعد عملية انتحارية نفدها أنتحارى بحزام ناسف على ما يعتقد داخل حفل تخريجى لطلاب جامعة بنادر فى فندق شامو بمقديشو.

وكان من بين القتلى وزير التعليم العالى إبراهيم حسن عدو، وزير التعليم والتربية أحمد عبدالله واييل، وزيرة الصحة قمر آدم على، حيث اصيب بجراح بليغة وزير الرياضة سليمان علاد روبلى وعدد كبير من الأطباء والطلاب وغيرهم.

كان نصيب الصحفيين فى هذه الأزمة قتيلين وإصابة خمسة، القتيلان هما: محمد أمين آدم عبدالله من راذيو شبيلى وحسن زبير حاجى حسن مصور قناة العربية، حيث أصيب بجراح كلاً من: محمد عبد حسين من راذيو حرمه، عبدالقادر عمر عبدالله من تلفزيون Universal الصومالى، ومحمد أويس مودى من راذيو صومالوين، وعمر الفاروق مصور رويترز، وخالد مكى مصور يونفيرسل.

فى 21 دسيمبر 2009م أصيب عبدالرحمن ياسين على مدرير راذيو صوت الدمقراطية فى مقديشو بجراح بعد قصف عنيف أستهذف مقر الإذاعة فى وقت كانت القوات الحكومية والمليشيات الإسلامية المناوئة لها يتبادلان مدافع الهاون، ووقع داخل مقر الإذاعة حوالى ثلاثة مدافع فقتل فيها زوجة مدير الإذاعة بينما أصيب بجراح بإحدى منظفات مقر الإذاعة.

فى عام 2008م قتل فى الصومال وخاصة فى مدينة كسمايو الساحلية وحدها والواقعة جنوب البلاد صحفيين صوماليين هما: الصحفى حسن كافى حريد والصحفى نصتيح طاهر فارح، وقتل الصحفى حسن كافى حريد بعد انفجار استهذف سيارتهم هو وعدد من أطباء بلاحدود الهولندية فى 28 يناير 2008م الماضى بينما قتل نصتيح طاهر فارح قبيل العشاء فى السابع من يونيو / حزيران 2008م على أيدى مسلحين اثنين أطلقا علية عدة رصاصات مما أدى إلى إصابته بحراح بالغة، وتوفى فى المستشفى .

فى عام 2007م قتل فى الصومال ثمانية صحفيين وهم:

1.على محمد عمر، كان صحفياً عاملاً فى راذيو ورسن فى مدينة بيدو معقل الحكومة الإنتقالية سابقاً, قتل فى 16 فبراير 2007م فى مدينة بيدو.
2.محمد عبد الله خليف, من إذاعة صوت السلام فى بونت لند, قتله مسلحون فى بوصاصو الواقعة فى الشمال الشرقى فى الصومال فى 5 مايو 2007م.
3.أبشر على غبرى, كان مراسل إذاعة القرآن الكريم فى أقليم شبيلى الوسطى, ومقرها مقديشو, قتل فى نواحى عظله التابعة لمحافظة شبيلى الوسطى فى 15 مايو 2007م بينما كان من ضمن قافلة تضم زعماء حكوميين وعشائريين كانوا متجهين لمصالحة عشيرتين تقاتلتا فى مناطق ريفية فى الإقليم.
4.أحمد حسن مهد, كان صحفياً عا ملا فى راذيو جوهر, عاصمة محافظة شبيلى الوسطى, قتل مع زميله أبشر على غبرى فى نفس الظروف.
5.مهد أحمد علمى, مدير إذاعة صوت العاصمة فى مقديشو, قتله مجهولون مسلحون بمسدسات قرب مقر الإذاعة صباح 11/8/2007م.
6.على ايمان شرمركى, مدير شبكة هون أفريك للإعلام التى تضم إذاعات هون افريك وصوت العاصمة, وهى شبكة إعلامية واسعة الإنتشار فى الصومال, قتل شرماركى فى 11/8/2007م بينما كان شرماركى عائداً من دفن المرحوم مهد أحمد علمى, وكان ضمن قافلة تضم صحفيين وأعضاء من المجتمع المدنى, وأصابت سيارته عبوة ناسفة زرعت فى جانب الطريق.
7.عبد القادر مهد معلم كسكى, مراسل راذيو بنادر, ومقره مقديشو فى إقليم جذو فى الجنوب الغربى من البلاد, قتله مسلحون اطلقوا النار على سيارته فى 24 اغسطس 2007م, ثم توفى على الفور.
8.بشير نور جيدى, نائب رئيس راذيو سبيلى فى مقديشو, قتله مجهولون مسلحون بمسدسات امام منزله فى مقديشو فى 19/10/2007م.
جمعية مراقبة العدل

جمعية مراقبة العدل (JUWA)