اليمن: الصحافي.. العدو رقم 1

الصحافي.. العدو رقم 1

يدفع الصحافيون والإعلاميون اليمنيون ثمنا باهظا وهم يواصلون باستبسال بطولي واجبات رسالتهم المهنية الشريفة تجاه قضايا الوطن أرضاً وإنساناً منذ فبراير الماضي..

حيث تزايدت الاستهدافات الموجهة ضدهم لتتنوع، إلى جانب مصادرة الصحف وحرقها، وتدمير المواقع الاخبارية.. ما بين العنف البدني الوحشي والملاحقات والتهديد والترهيب والاختطافات والتعذيب والتحريض ضد حياتهم، فتصل إلى القتل استهدافاً بالرصاص المباشر الذي حصد حتى الآن حياة خمسة من زملاء المهنة.. كانوا في أماكن وفترات مختلفة يواصلون توثيق جرائم مليشيات علي عبدالله صالح بحق جموع المتظاهرين الاحتجاجيين السلميين المطالبين بإسقاط النظام، ومحاكمة رموزه المتورطة بجرائم ترقى لجرائم ضد الإنسانية..

الصحافيون اليوم هم العدو رقم واحد.. والهدف رقم واحد لنظام مرفوض شعبياً ومدان دولياً..
ولأنهم شهود هذه المرحلة الخطيرة والمصيرية من تأريخ اليمن وثورات الربيع العربي.. فقد أصبح استهدافهم من أولويات تلك المليشيات وعصابات البلطجية الساعية بكل ما تملك من حقد وأسلحة موت إلى قمع ثورة شعب قرر دون رجعة إسقاط نظام أسري عصابي يتزعمه علي عبدالله صالح الذي لم يمنح اليمن طوال ثلاثة عقود من الزمن سوى المآسي والدمار والفساد ونهب ثروات البلاد ونشر الفوضى والأحقاد وتعميم الرشوة والمحسوبية وتنمية مراكز القوى لتتجاوز في عهده نسبة الفقر أكثر من 70% من عدد سكان اليمن، الذي أصبح مواطنوه أيضاً يعانون من البطالة والأمية والمرض بنسب وأرقام مفجعة.. جعلته يتبوأ دوماً مكانة متقدمة في التقارير الدولية للبلدان الأكثر فقراً وتخلفاً وفساداً والأقل نماءً وتأهيلاً..

إذن..
فالصحافيون اليمنيون، هم اليوم بحاجة إلى مساندة كافة المنظمات والهيئات الإنسانية الدولية المدافعة والمعنية بحرية الصحافة والإعلام.. والتي عليها أن تمارس الضغوط الكفيلة بجعل حكومات بلدانها الديمقراطية تتخذ اجراءات تجريمية وعقابية ضد المتورطين بجرائم استهداف الصحافيين وحياتهم حتى لا يفلت أولئك القتلة من العقاب..