الإمارات العربية المتحدة: منح محامي حقوق الإنسان البارز والمسجون محمد الركن جائزة لحقوق الإنسان

2017-11-21 – يهنيء مركز الخليج لحقوق الإنسان محامي حقوق الإنسان البارز الإماراتي المسجون الدكتور محمد الركن الذي حصل على جائزة لودوفيك تراريو الدولية لحقوق الإنسان لسنة 2017 في حفلٍ أقيم بمدينة فينيسيا في إيطاليا يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2017. لم يتمكن الركن من قبول الجائزة المرموقة بنفسه لكونه يقضي عقوبةً بالسجن لمدة عشر سنوات في دولة الإمارات العربية المتحدة، لذلك قبلها بالنيابة عنه زميله محمد الصقر، من جمعية الحقوقيين التي تم حلها.

وفي كلمته، أشار الصقر بأن “الدكتور الركن كان يمارس الدفاع عن الحقوق بدون ضجيج من خلال عمله كمحامي فهو لا يعرف سوى الطريق السلمي للوصول للحقوق”، مشيرا إلى أن الدكتور الركن كان محامياً شجاعاً, يتولى الدفاع عن القضايا “الخطيرة”، لأنه كان “الوحيد الذي سيقبل هذا التحدي وهذا ما يدفع ثمنه الآن من حريته.”

واوضح الصقر أن ”الدكتور الركن لم يكن يعمل للشهرة إنما كان يعمل للدفاع عن الضعفاء ولإيصال الحق لأصحابه.حيث كان إنساناً ينظر لحاجات الناس أكثر منه محامي يسعى للشهرة أو المال، وقد ذكر بعض من ترافع عنهم بعد اعتقاله أنه رفض أن يأخذ منهم أي مقابل على عمله.”

اعتقل الدكتور الركن في 17 يوليو/تموز 2012، بعد اعتقال ابنه وزوج ابنته كجزءٍ من مجموعة من الناشطين، بمن فيهم المدافعين  عن حقوق الإنسان البارزين والقضاة والأكاديميين وقادة الطلبة. وكان الدكتور الركن من بين العديد من المعتقلين في مراكز احتجاز سرية في الحبس الانفرادي لعدة أشهر, حيث تعرضوا للتعذيب والضرب والإنتهاكات العديدة من قبل جهاز أمن الدولة.

وفي 04 مارس/آذار 2013، بدأت الحكومة محاكمة جماعية غيرعادلة لأربعة وتسعين متهماً أمام غرفة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية بأبو ظبي في قضية عرفت فيما بعد بإسم الإمارات 94.  لقد اتهمتهم الحكومة “بانشاء منظمة تهدف الى اسقاط الحكومة”، وهي تهمة نفاها جميع المتهمين. وفي 02 يوليو/ تموز 2013، أدانت المحكمة 69 من المدعى عليهم وأصدرت ضدهم أحكاماً  بالسجن لمددٍ تصل إلى 15 عاما. و حُكم على الدكتور محمد الركن بالسجن لمدة عشر سنوات، كما وحكم علي محمد الصقر بالسجن لمدة خمس سنوات غيابياً. ونتيجة ذلك, أدينت محاكماتهم على نطاق واسع لأنها افتقرت المعايير الدولية للمحاكمة العادلة والإجراءات القانونية الواجبة.

يقبع الدكتور الركن حالياً في سجن الرازين حيث يتم التحكم في حركته واتصالاته. أن الزيارات العائلية تجري خلف الحواجز الزجاجية، كما ويتم احتجازه في الحبس الانفرادي دون أي مبرر على الإطلاق. كما صودرت كتبه وأوراقه. وقال الدكتور الركن “نحن نعامل هنا مثل الرهائن المحتجزين من قبل خاطفين وليس كسجناءٍ يحكمهم القانون.”

واختتم الصقر كلمته بمطالبة المشاركين في حفل توزيع الجوائز بدعوة حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لإطلاق سراح الدكتور محمد الركن وجميع سجناء الرأي ونحن في مركز الخليج لحقوق الإنسان نطالب بذلك أيضا.

تأتي جائزة لودوفيتش – تراريو مع جائزة مالية قدرها 20,000 الف يورو (000 22 دولار أميركي)، وتعطى للمحامين الذين يدافعون عن حقوق الإنسان في أي مكانٍ حول العالم، حيثغالباً ما يتعرض المحامين أنفسهم لخطرٍ كبير على حياتهم. أسس المعهد الأوربي لمحامي حقوق الإنسان، جائزة اسمها تراريو، باسم الشخص المؤسس لرابطة حقوق الإنسان في فرنسا سنة 1898. ويتم اختيار الحائز على جائزة من قبل هيئة محلفين مؤلفة من 27 محامياً أوروبياً كل عام. لقد منحت هذه الجائزة سابقاً لرئيس جنوب أفريقيا السابقنيلسون مانديلا في عام 1985، كما وإلى المحامي الإيراني مهرانگیز کار سنة 2002، والمحامية مهينور المصري من مصر سنة 2014، والمحامي المسجون وليد أبو الخيرمن المملكة العربية السعودية سنة 2015. للمزيد من المعلومات، يمكنكم زيارة هذا الموقع:

http://www.ludovictrarieux.org/uk-index.htm