اختطاف صحفية عراقية في بغداد

تعرب مراسلون بلا حدود عن بالغ قلقها بعد اختطاف الصحفية أفراح شوقي كما تدعو السلطات العراقية إلى بذل قصارى الجهود للعثور عليها في أقرب وقت ممكن.

اختُطفت الصحفية أفراح شوقي من منزلها بتاريخ 26 ديسمبر/كانون الاول، عندما اقتحم ثمانية رجال مسلحين منزلها في حي السيدية الواقع جنوب غرب بغداد، حوالي الساعة العاشرة ليلاً من يوم الاثنين. وفي حديث مع زياد العجيلي، مدير مرصد الحريات الصحفية في العراق، أوضحت عائلة شوقي أن الخاطفين ادعوا انتماءهم إلى قوات الأمن بذريعة دخول المنزل وتفتيشه، علماً أنهم كانوا يرتدون ملابس مدنية.

ووفقاً لمدير مرصد الحريات الصحفية، بمجرد دخول بيت أفراح شوقي، قيَّد الخاطفون ابنها البالغ من العمر 16 عاماً واستولوا على الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والمجوهرات والمال، قبل خطف الصحفية والهرب على متن سيارتها التي سُرقت أيضاً.

وقد أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هذا الاختطاف، الذي أدانه في بيان رسمي، حيث “وجه الأجهزة الأمنية بالكشف الفوري عن ملابسات تعرض الصحفية أفراح شوقي للاختطاف وبذل أقصى الجهود من أجل إنقاذ حياتها والحفاظ على سلامتها، وملاحقة أية جهة يثبت تورطها بارتكاب هذه الجريمة“.

ومن جهتها، قالت فيرجيني دانغل، رئيسة التحرير في منظمة مراسلون بلا حدود، “إننا نعرب عن قلقنا العميق إزاء هذا الاختطاف، الذي ندينه بشدة، كما نحث رئيس الوزراء على الوفاء بالتزامه ببذل كل الجهود الممكنة للعثور على أفراح شوقي وخاطفيها“، مذكرة في الوقت نفسه “بمسؤولية الحكومة العراقية في تحسين سلامة الصحفيين“.

هذا وقد نظم صحفيون عراقيون يوم الثلاثاء 27 ديسمبر/كانون الأول عدة مظاهرات للتضامن مع زميلتهم. وفي هذا الصدد، أوضح سعد المسعودي، مراسل قناة العربية في باريس، أن “أفراح شوقي صحفية معروفة بمهنيتها“، مضيفاً أن “مقالاتها تميط اللثام بانتظام على ما يشهده المجتمع العراقي من اختلالات، مسلطة الضوء على قضايا الفساد، كما أنها لا تخشى معالجة القضايا الحساسة التي تشغل بال العراقيين“.

يُذكر أن أفراح شوقي، البالغة من العمر 38 عاماً، تعمل مع العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية، مثل أقلام، وهو الموقع الذي نشرت فيه يوم 26 ديسمبر/كانون الأول مقالاً يندد بالعصابات والجماعات المسلحة العراقية التي تفعل ما تشاء أمام إفلات تام من العقاب. كما تُعرف هذه الصحفية بانخراطها في الدفاع عن حقوق المرأة من خلال عملها في وزارة الثقافة العراقية.

هذا ويُعد العراق من الدول الأكثر خطورة على سلامة الصحفيين في العالم، حيث شهد هذا البلد مقتل سبعة إعلاميين خلال عام 2016، وفقاً للحصيلة السنوية التي نشرتها منظمة مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا الشهر. ويقبع العراق في المرتبة 158 (من أصل 180 بلداً) على التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.