النشرة الإخبارية: إصدار رقم 4 : من تشرين الأول/ أكتوبر 2024 إلى كانون الأول/ديسمبر 2024
لازالت قضية المفقودين قسرياً في سوريا واحدة من أكثر القضايا الإنسانية الملحة والعاجلة والتي تطلب تعاوناً متعدد الأطراف محلياً ودولياً. بعد سقوط نظام حكم الرئيس الفار بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر عام 2024، وتحرير المعتقلين من السجون التابعة للحكومة السابقة في سوريا، اتخذت القضية الإنسانية منحاً مغايراً وأكثر تعقيداً. إذ على الرغم من إتاحة الوصول إلى السجلات السرية والمعتقلات التي كانت مغلقة أمام الجهات الدولية والمحلية، تسبب الفراغ الأمني في تشتيت المسؤوليات وفقد العديد من السجلات والوثائق المتعلقة بهذه القضية. بالإضافة إلى إهمال تأمين المواقع المحتملة للمقابر الجماعية وتأخر وصول الفرق الدولية المتخصصة إلى مواقع الحدث. الأمر الذي زاد معاناة الأسر السورية التي تحاول العثور على إجابات حول أحبائها المفقودين.
في ظل هذه التحديات، تواصل روابط الضحايا والمنظمات الحقوقية السورية جهودها لضمان كشف الحقيقة وتحقيق العدالة من خلال توثيق الانتهاكات، وتقديم الأدلة للجهات الحقوقية والقضائية، وحشد الدعم الدولي لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الاختفاء القسري. كما تعمل الروابط على حماية حقوق الضحايا وعائلاتهم، وتعزيز الضغط على السلطات الانتقالية من أجل تضمين إجراءات عدالة فعّالة ونزيهة في مستقبل سوريا. بالإضافة إلى المطالبة بكشف أماكن الاحتجاز، وتحديد مواقع المقابر الجماعية، وضمان محاسبة المسؤولين وفق المعايير الدولية.
