ورقة موقف المركز السوري للإعلام وحرية التعبير حول الأزمة الإنسانية المتصاعدة في لبنان وتأثيرها على اللاجئين السوريين
يشعر المركز السوري للإعلام وحرية التعبير بقلق بالغ إزاء الكارثة الإنسانية المتصاعدة في لبنان، والتي تسبب معاناة هائلة للفئات السكانية الضعيفة، وخاصة اللاجئين السوريين. وعلى مدار أكثر من عقد من الزمن، واجه هؤلاء اللاجئون النزوح والاضطهاد والتحديات الاقتصادية الشديدة. وقد أدى تكثيف الأعمال العدائية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في لبنان إلى تفاقم محنتهم بشكل كبير، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، وتعطيل المساعدات، وتشريد عشرات الآلاف.
هناك 6 معابر حدودية رسمية بين لبنان وسوريا، تأثرت ثلاثة منها جراء الاعتداءات الإسرائيلية، وهي معبر مطربة ومعبر المصنع ومعبر الجوسية. في الأسابيع الأخيرة، فر أكثر من /528000/ شخص (71٪ سوريون و 29٪ لبنانيون) إلى سوريا، سار العديد منهم على الأقدام بعد أن أدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى منع وصول المركبات إلى معبر المصنع. وذكر أحد مصادر المركز السوري للإعلام وحرية التعبير أنه عندما عاد إلى منزله بعد بداية الهجمات، كانت زوجته وأطفاله في حالة رعب لا توصف، وأن منزلاً مجاوراً قد دمر جراء القصف. كما وصف رحلته عندما حاول هو وعائلته الفرار من المنطقة حيث رأوا الحرائق الناجمة عن القصف، وأنهم اضطروا إلى التوقف من حين لآخر عندما كان هناك قصف قريب
اعتبارًا من أكتوبر 2024، يستضيف لبنان حوالي 1.5 مليون لاجئ سوري، وهو أعلى عدد من اللاجئين الأفراد في العالم. وقد ساءت الأوضاع ما دفع ب 1.2 مليون شخص، بما فيهم مواطنين لبنانيين، إلى النزوح داخلياً بسبب الغارات الجوية. غير أن افتقار معظم السوريين إلى الإقامة القانونية حدّ بشدة من قدرتهم على التنقل بحرية أو الوصول إلى الخدمات الأساسية.